عثر في أرشيف الشاعر التشيلي في مؤسسة بابلو نيرودا خلال عملية مراجعة لأرشيفه على أكثر من 20 قصيدة وأكثر من ألف بيت شعر غير منشورة لنيرودا (-1904 1973)، وخطابات و محاضرات مكتوبة عام 1956 وفي أواخر عقد الستينيات. إنها اللقية الأدبية الأكبر التي يعثر عليها لحامل جائزة نوبل التشيلي، متضمنة حضورا كبيرا للموضوع الغرامي والإيروتيكي، وإلى جانبها أشعار أخرى حول الطبيعة عثر عليها في أرشيف مؤسسة بابلو نيرودا في سنتياغو دي تشيلي بنصوص مكتوبة كلها على ورق الاستنساخ الأصفر المتواضع، وهي قصائد بعضها قصير وبعضها طويل يصل إلى سبع أو تسع صفحات. قصائد مبعثرة على امتداد أكثر من عقد من السنوات لم يعرف حتى الآن لماذا لم يضمها الشاعر إلى كتبه في تلك المرحلة، وقد أعلنت الخبر دار النشر سيس بارال في برشلونة التي ستنشر هذه المخطوطات آواخر العام الحالي 2014 في أميركا اللاتينية ومع بداية العام 2015 في إسبانيا تحت عنوان قصائد غير منشورة / بابلو نيرودا. يلحظ في القصائد جموح المخيلة والقدرة التعبيرية المتدفقة وموهبة الشاعر المعهودة، والعاطفة الإيروتيكية أو الغرامية. أشعار تضيء على جانب من عالم نيرودا وتتوسع فيه، «إنها ليست قصائد عادية». ويؤكد بيري جيمفيرير، الشاعر والخبير في دار سيس بارال، والذي ذهل بعد قراءة النصوص. وقد دفعه الذهول إلى القول إن هذه النصوص تكشف عن نيرودا ذي مخيلة جامحة وقدرة تعبيرية متدفقة، فضلا عن موهبته المعهودة نفسها، وكذلك شغفه الإيروتيكي أو الغرامي في الهجاء أو السخرية أو في تحويل التفصيل اليومي التافه إلى قصيدة، هذا يعني ما يماثل نيرودا في «الأغنيات البدائية» ونيرودا «أنشودة الملاح»، ونيرودا «ذكريات إيسلا نيغرا»، بل ونيرودا في ديوان «شاذ». هذا الكنز غير المنشور كان مضبوطا ومحفوظا في عدة صناديق خاصة مملوءة بملفات من صفحات مكتوبة بخط اليد أو بالآلة الكاتبة لكل أعماله، وقد تلقت مؤسسة نيرودا تلك المخطوطات، كما يتذكر مديرها فيرناندو سايث، في العام 1987، بعد وفاة ماتيلدي أوروتيا. وجرى خلال سنوات ترتيب المواد وتصنيفها وتصويرها ضوئيا وإلكترونيا. وقبل ثلاث سنوات تمت مراجعتها بالتفصيل، صفحة صفحة، للتوصل إلى ما هو منشور منها وما لم ينشر. هذا ما قاله داريو أوسيس، المسؤول عن مكتبة المؤسسة منذ العام 2011، قراءة المخطوطات المكتوبة بخط نيرودا ذي الحروف الكبيرة والواضحة، أو المطبوعة على الآلة الكاتبة، إنما المصححة بخط يده، وترتيبها ورقة فورقة فورقة إلى أن راحت تتضح معالم الكنز النيرودي الجديد تلقائيا، دون البحث عنه. وهو ما يثبت، حسب رأي أوسيس، أن «نيرودا لا يزال شاعرا غير مستنفد، يفسح المجال على الدوام لقراءته قراءة جديدة، مثلما هي حال الكتاب الكلاسيكيين». ومن المقاطع غير المنشورة لنيرودا: يستريح ..... النقي وقوس السهام المبللة يمد في الليل بتلات زهر تشكل هيئتك تصعد ..... الطينيتان الصمت وسلالمه الصافية درجة درجة محلقة معي في الحلم أشعر عندئذ بأنك تصعدين الشجرة القاتمة المغنية في الظلام مظلم هو لليل العالم من دونك يا حبيبتي، أكاد لا ألمح المنشأ، أكاد لا أفهم اللغة، وبمشقة أفك رموز أوراق الأوكالبتو.