تتميز منطقة عسير بمدرجاتها الزراعية الخضراء التي تتكئ على مرتفعاتها الجبلية المعانقة بشموخها الضباب، مكونة أمام الناظر لوحة بانورامية جميلة يصاحبها متعة بصرية بوجود (ألوان الطيف) الظاهرة بخطوطها المتوازية في لحظات ما بعد سقوط المطر الذي يروي جبال عسير ووديانها على مدار العام. وحينما ينهمر المطر على سفوح الجبال بغزارة، تبدأ الشلالات المائية في الانحدار في مسارات مختلفة باتجاه بطون الأودية، فتروي على طريقها الأزهار والأعشاب والأشجار، وتمتلئ بها الآبار لتعيد للساقية صوتها الذي اعتاد على سماعه أهالي المنطقة عند جلب المياه من البئر. وفي هذا السياق، قال مدير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المنطقة الجنوبية على الفرطيش، إن شلالات منطقة عسير تتكون من حال هطول الأمطار بغزارة على الجبال، وتنقضي بعد ساعات من هطول المطر، لكن بعضها يبقى في بطون الأودية حتى تنتهي منابع الماء ومصادره، مشيرا إلى أن هذه الشلالات تستهوي الأهالي والزائرين والمصطافين في المنطقة. وأوضح أن وصول كميات المياه حال هطول الأمطار يصل إلى معدل 30 مليمترا مما يساعد على تكون الشلالات في العديد من المواقع التي من أشهرها: شلالات النماص وتنومة والحبلة والسقا وعقبتي ضلع وشعار وجبال رجال ألمع، وشلال الدهناء في تنومة، بجانب شلال المقضي في السودة. من جانبه، أفاد مدير عام فرع وزارة الزراعة بمنطقة عسير المكلف ناصر اليزيدي، أن معظم المتنزهات والمرتفعات في منطقة عسير تتمتع بجمال طبيعي ينتشر ما بين مرتفعات جبالها وهضابها. ولقد أثارت هذه الطبيعة الخلابة شجون المشاهدين لها، ما أفرزت العديد من المواهب التي حاولت نقل هذه الجمالية من خلال الريشة، والصورة الفوتوغرافية، والقصيدة، والقصة. وبرز من هذه المواهب، المصور الفوتوغرافي الدكتور أحمد ماطر، الذي دعا إلى تفعيل مشروع تصوير عسير من السماء لتوثيق جمال طبيعتها بزوايا مختلفة تختزل المشهد في صور معبرة عن المنطقة. وقال آل ماطر: «إن دور المبدعين يجب أن يتجاوز الاستمتاع إلى التوثيق وتوعية المجتمع بالحفاظ على مكامن الجمال في المنطقة وحمايتها من العبث»، مشيرا إلى أن عسير مليئة بالشلالات الملهمة للمبدعين وأصاحب الحس العالي في التقاط أجمل اللحظات المعبرة عن روعة المكان بكل تفاصيله.