عكست الأرقام الواقعية لقطاع الخدمات الصحية مدى الاهتمام والرعاية التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لهذا القطاع، إذ بلغت تكلفة مشاريع الرعاية الصحية الجارية في المملكة 14.8 مليار دولار، ما يمثل نحو 48.5 في المئة من إجمالي مشاريع الرعاية الصحية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وهي أعلى نسبة بين دول المجلس، ويبلغ إجمالي عدد الأسرة في المستشفيات السعودية نحو 64 ألفا و188 سريرا، منها نحو 38 ألفا و970 سريرا تابعة لوزارة الصحة، و11 ألفا و43 سريرا، تابعة للقطاعات الحكومية الأخرى، أما القطاع الخاص فلديه نحو 14 ألفا و165 سريرا. ويعد القطاع الصحي أحد أبرز القطاعات الحيوية التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- اهتماما بالغا لما يمثله هذا القطاع من أهمية في حياة الفرد والمجتمع. وشهدت المملكة تطورا كبيرا في ظل هذا الاهتمام والدعم المستمر، لتتبنى وزارة الصحة خلال الخمسة أعوام الماضية منذ عام 1430ه، أسلوب تقديم الرعاية الصحية بالمستوى الرابع، كأسلوب نوعي حديث يطبق في المملكة للمرة الأولى، وذلك وفق الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في دعم هذا القطاع، والتي نتج عنها خمس مدن طبية حسب المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة لتضيف أكثر من 6 آلاف سرير مرجعي. وتضم هذه المدن حزمة من المستشفيات التخصصية، ومراكز للأورام والأعصاب، والعمليات المعقدة للقلب والعلاج بالإشعاع وزراعة الأعضاء والعيون، وغيرها من التخصصات النادرة، بالإضافة إلى افتتاح وتجهيز وإحلال أكثر من 20 مستشفى و53 مركزا صحياً في مختلف مناطق المملكة. كما شهد سوق الرعاية الصحية تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، بدعم من عدة عوامل منها الزيادة العامة في الإنفاق على الرعاية الصحية من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، وزيادة مشاركة القطاع الخاص في تقديم خدمات الرعاية الصحية، وزيادة نصيب الفرد من الدخل والاستثمارات الضخمة في كل من الموارد البشرية والطبية والبنية التحتية. وتوجد خمس مدن طبية موزعة على مختلف مناطق المملكة، وهي مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، ومدينة الملك عبدالله الطبية في مكةالمكرمة، ومدينة الملك خالد الطبية في المنطقة الشرقية، ومدينة الملك فيصل الطبية لخدمة مناطق المملكة الجنوبية (أبها)، ومدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الطبية لخدمة مناطق المملكة الشمالية (الجوف). وتعد مدينة الملك عبدالله الطبية بمكةالمكرمة هذه المدينة الطبية ثالث مشاريع المدن الطبية المرجعية في المملكة بعد مدينة الملك فهد الطبية في الرياض ومستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وقد شيدت على مساحة تقدر ب 800 ألف متر مربع وبسعة 1500 سرير، منها 500 سرير للمستشفى التخصصي المرجعي، و500 سرير أخرى لمستشفى النساء والولادة والأطفال، والباقي خصص لمراكز تخصصية سيتم إضافتها لاحقاً. افتتاح المستشفيات وإضافة إلى ذلك فقد تم افتتاح عشرة مستشفيات جديدة تشمل مستشفى الولادة والأطفال في الدمام بسعة 500 سرير، وسيقدم هذا المستشفى جميع الخدمات الطبية والجراحية المتعلقة بأمراض النساء والولادة وأمراض الأطفال، ومستشفى طبرجل العام في الجوف 200 سرير، حيث جاء افتتاح هذا المستشفى مؤخرا، تلبية لحاجة سكان مدينة طبرجل البالغ تعدادها نحو 40 ألف نسمة ومستشفى الدوادمي 200 سرير وقد تمت مضاعفة السعة السريرية للمستشفى لخدمة سكان محافظة الدوادمي البالغ تعدادهم نحو 190 ألف نسمة، بالإضافة إلى القرى والهجر المجاورة لها.. ومستشفى وادي الدواسر 150 سريرا ومستشفى محايل عسير 150 سريرا، ومستشفى المويه في الطائف بسعة 50 سريرا، ويأتي افتتاح هذا المستشفى خدمة لمواطنيه القاطنين في المناطق المجاورة له، إضافة إلى حجاج بيت الله العابرين طريق الرياض - الطائف، وقد تم إنشاء المستشفى بعد الانتهاء من تنفيذه بسعة 50 سريراً وبتكلفة إجمالية بلغت 30 مليون ريال، إضافة إلى مستشفى وادي ترج في بيشة الذي تم افتتاحه بعد حج عام 1430ه بسعة 50 سريرا ويحتوي على التخصصات الطبية الرئيسة، إضافة إلى قسم الإسعاف والطوارئ. وبعد عيد الفطر المبارك عام 1430ه تم افتتاح مستشفى سلوى العام في الأحساء 50 بسعة سريرا بعد الانتهاء من تأثيثه وتركيب ما يحتاج إليه من أجهزة طبية حديثة، ويقع هذا المشفى على مساحة تتجاوز 50 ألف متر مربع، وتتوافر فيه التخصصات الطبية الرئيسة التي قد يحتاج إليها المريض في تلك المنطقة الحدودية. وهناك مستشفى شواق في تبوك بسعة 50 سريرا ويعد هذا المستشفى من المشاريع الصحية الجديدة في منطقة تبوك الجاري تنفيذها بتكلفة مليار و361 مليون ريال، ومستشفى بني مالك العام في جازان بسعة 50 سريرا، وقد بلغت تكلفته الإجمالية 23 مليون ريال، ويحتوي على التخصصات الطبية الرئيسة وخدمات الإسعاف والطوارئ. وواصلت وزارة الصحة ما بدأته من مشاريع المرافق الجديدة من المستشفيات، بهدف دخول الخدمة في أقرب وقت ممكن، وهي مستشفيات تكاد تكون تجهيزاتها كاملة ومنتهية وسوف يتم افتتاحها قريبا، وتشمل مستشفى طريف العام بسعة 200 سرير موزعة على التخصصات الرئيسة، ومستشفى بلجرشي العام الذي تم رفع الطاقة الاستيعابية له عما كان مقرراً في البداية من 200 سرير إلى 500 سرير، وكذلك ضم مستشفى النساء والولادة والأطفال إليه ليكون المستشفى العام الرئيس الذي يخدم أهالي محافظة بلجرشي والقرى التابعة لها، ويضم المستشفى كافة التخصصات الطبية، إضافة إلى مركز لغسيل الكلى ومركز للسكر ومركز للعلاج الطبيعي ويضم كذلك قسماً للعناية المركزة للكبار والصغار، إضافة إلى مستشفى القويعية 200 سرير قابلة للزيادة إلى 270 سريرا وعلى مستوى عال من التجهيزات. وقد بلغت تكاليف الإنشاء قرابة 90 مليون ريال والتجهيزات 68 مليونا والصيانة والتشغيل نحو 20 مليون ريال، وسيكون هناك، إضافة إلى التخصصات الطبية الرئيسة مركز لطب الأسنان بسعة 30 وحدة، هذا إضافة إلى أن المستودعات التابعة للمستشفات سوف تكون مستودعات إقليمية تابعة لوزارة الصحة، وأيضا مستشفى ينبع العام بسعة 200 سرير يمكن زيادتها عند الطلب إلى 300 سرير، ويشتمل على أقسام الباطنة والجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء والولادة وقسم عمليات اليوم الواحد والمختبرات ومجمع الأقسام المساندة، ومستشفى الوجه العام 200 سرير وبتكلفة إجمالية فاقت 150 مليون ريال ليخدم أهالي الوجه وما جاورها من قرى، ويقلل المعاناة التي يتكبدها بعض المرضى في مراجعة المستشفيات الحكومية الأكبر في مدينة تبوك والمدن الأخرى.