ينطلق معرض «روائع آثار المملكة عبر العصور»، الأربعاء، في متحف «نيلسون - أتكينز للفنون» في مدينة كانساس بولاية ميسوري الأمريكية، وهي المحطة الرابعة له في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد متحف سميثسونيان في واشنطن، ومتحف «كارنقي» بمدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، ثم متحف الفنون الجميلة بمدينة هيوستن في ولاية تكساس، وذلك بعد أربع محطات أوروبية. ويرعى افتتاح المعرض الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. ويعرض في المتحف مئات القطع الأثرية النادرة التي تعرف بالبعد والإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، وتقدم شواهد حية على تاريخ المملكة وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة، حيث كانت المملكة منذ قديم الزمان المركز التجاري والاقتصادي والثقافي للحضارات القديمة. وتعكس القطع المعروضة المشاركة الفاعلة لإنسان الجزيرة العربية في صنع التاريخ البشري عبر العصور، ودوره في التأثير على الحضارات المحيطة، من خلال الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي تمثل المملكة مركزها وقلبها النابض، حيث كانت هذه البقعة تمثل محورا رئيسا في مجال العلاقات الثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرا للتواصل الحضاري بينها. وتغطي القطع المعروضة الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر الدولة السعودية، حيث تلخص القطع الأثرية التي يضمها المعرض تاريخ أرض المملكة كاملا، منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، مرورا بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى فترة نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة إلى عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى. والقطع الأثرية التي تجوب العالم عبر معرض روائع الآثار، مأخوذة من عدد من المتاحف، شملت المتحف الوطني بالرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة. وحرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن يصاحب المعرض في محطاته المختلفة تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية التي تعزز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتسهم في إبراز ما تحتويه من كنوز تاريخية وأثرية عريقة، وشملت هذه الفعاليات محاضرات علمية حول آثار المملكة، قدمها مختصون من المملكة وخارجها، ومعارض ثقافية وتوثيقية، وعروضا مرئية لعدد من الأفلام والصور، وتوزيع عدد كبير من المطبوعات والكتيبات التي تبرز حضارة المملكة وتاريخها، إلى جانب تقديم عروض للفنون الشعبية، وعقد ندوات عدة عن آثار المملكة قدم خلالها عددا من الأبحاث، فضلا عن سلسلة من الاتفاقيات التي وقعتها الهيئة العامة للسياحة والآثار مع الجهات ذات العلاقة بالتراث والثقافة في البلدان التي أقيم فيها المعرض، وذلك بهدف تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين المملكة ودول العالم وشعوبها. وحظي معرض روائع آثار المملكة في أول ثلاث محطات في الولاياتالمتحدةالأمريكية باهتمام إعلامي كبير من وسائل الإعلام العالمية، خصوصا الأمريكية، حيث نشرت تقارير وأخبارا ولقاءات مصورة عن المعرض وأهميته وما يحويه من قطع أثرية تعكس البعد الحضاري للمملكة، ودور تلك الحضارات في مسيرة التاريخ الإنساني. وأجرت وسائل إعلام أمريكية وعالمية تقارير عن المعرض ولقاءات صحفية وتلفزيونية مطولة مع الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.