نعم هو سؤال قائم ويحق لكل من يريد طرحه؟ هل التصويت الجماهيري لملايين المشاهدين العرب في الكرة الأرضية قاطبة هو الفيصل الفعلي لتحديد اسم الفائز في برنامج غنائي ضخم للمحترفين في دنيا الغناء، وليس للهواة كما هو في برنامج (mbc) أيضا «اراب آيدول»، يبدو في البدء وفي الختام أن طرح السؤال أمر مشرع ولم لا؟، ولكن الأهم من هذا وذاك أن اللقب طار لاسم أكثر جودة بين المرشحين الأربعة «عراقيان ومصرية وسورية» وتقديم الأربعة بهذا النحو على الهوية، كان طوال مشوار البرنامج يغضب المدربين الأربعة كاظم وعاصي والرباعي وشيرين، ولكن قالت الأعراب دوما (لا بد مما ليس منه بد). خطف تلميذ كاظم بل المهووس بالمدرسة الكاظمية – إذ لابد أن نعود إلى اتفاقنا كنقاد عرب على أن كاظم لون وصاحب مدرسة غنائية خاصة به، وليس له ذلك الارتباط المباشر والقوي مع الأغنية العراقية، باختصار، هو يقدم فنا خاصا جدير بأن ننسبه لمدرسة خاصة به، منذ أن انتحى بموهبته جانبا، وتاركا عبور الشط «عبرت الشط، ولدغة الحية» وغيرها ذات الأجواء العراقية الشعبية الصرفة ومثيلاتها من البكائيات العراقية. نعود لموضوعنا، لنقول: إن كاظم الساهر كان سفينة النجاح التي رست بصوت مرشحه الأخير ستار سعد، الذي أوصله إلى المجد بقناعة خاصة مهما بدت وكأنها عامة أثناء مراحل البرنامج الأخيرة، نعم أخذه مع إمبراطورية (mbc) التي كان يمثلها في هذا الخضم فريق كبير يرأسه المتحدث الإعلامي لها مازن حايك وأعضاء ملفتون في البرنامج، وفي العلاقات العامة والتعامل مع وسائل الإعلام الداعم موقفها لنجاحات (mbc)، فيما تسعى إليه لخدمة الفن والثقافة الموسيقية عربيا. المهم هنا، أن كاظم دله على الطريق وأركبه سيارة الفوز بالمركز الأول، إلى جانب المشاركة في الموسم المقبل في برنامج «على شط بحر الهوى»، ليوسف حرب الذي سجل نجاحا ساحقا في موسمه الأول مع نانسي عجرم ولجين العمران ووائل كفوري وغيرهم، والذي لا زال يعرض موسمه الأول. الحلقة النهائية كانت بالفعل أكثر تميزا بحضور السوبر ستار العالمي ريكي مارتن الذي توج نجاح برنامج استمر على مدى أكثر من 3 أشهر، وانتهى بفوز ستار سعد من العراق من فريق كاظم الساهر بلقب «the Voice» بتصويت الجمهور. المؤتمر الصحافي وفي المؤتمر الصحافي، أعلن كاظم الساهر عن أنه كان بالفعل يثق بموهبة ستار منذ البدء، ذلك لكونه شخصية استيعابية تستوب وتتلقى التوجيهات بشكل جيد. وأضاف: لقد آمنت بقدراته وحرصت على منحه حصيلة كبيرة من التوجيه. وقال ستار: إن كاظم الساهر أوصله إلى عتبة الاحتراف والنجومية التي لطالما حلم بها. وفي المؤتمر، سألت كاظم عن الصعوبة التي كان قد أعلن عنها في المؤتمر الافتتاحي في بيروت، وأن هذا الموسم سيكون الأمر صعبا جدا، كون المشتركين أصحاب مواهب كبيرة (قبل انطلاق البرنامج)، وأكد كاظم هذا الأمر، وقال: ها أنت ترى إلى أي درجة كانت المواهب الأربع الختامية متقاربة المستوى، وأكد ذلك كل من صابر الرباعي وعاصي الحلاني. كما ثمن كاظم المستوى العالي لجميع المشتركين خلال هذا الموسم، موضحا أنهم يشكلون رافدا حقيقيا للطرب على امتداد بلدان عالمنا العربي. وأضاف كاظم: قمت بكتابة أغنية خاصة ل ستار وسجلناها في الاستوديو وقدمناها هدية للجمهور الذي يمكنهم تحميلها. وفي معرض إجابته عن استعادة الأغنية العراقية لتألقها بفضل برنامج «the Voice»، أكد كاظم أن ثمة مرحلة مرت في تاريخ الأغنية العراقية عانت خلالها الأصوات من صعوبة كبيرة في الخروج من الإطار المحلي. أما اليوم فقد بات الوضع مختلفا، إذ أصبح بإمكان الجمهور العربي التعرف على الموال والمقامات العراقية من خلال الأصوات القوية، ولا سيما تلك التي شاركت وتألقت في الحلقات. والقدرات المحترفة وشبه المحترفة. لذا، هو «أحلى صوت». من ناحيته، عبر مازن حايك، عن وجهة نظر «مجموعة MBC» في البرنامج، مشددا أن الموسم الثاني كان بمثابة إضافة نوعية إلى برامج الغناء والمواهب في المنطقة، وأنه حقق الأهداف المرسومة له، وساهم في وضع منطقة الشرق الأوسط على خارطة الترفيه التلفزيوني العالمي، مؤكدا وجود موسم ثالث قادم. وأضاف حايك: لقد حقّق «the Voice» نسب مشاهدة عالية، وحصد تفاعلا جماهيريا قياسيا من مختلف الشرائح العمرية، وهو ما انعكس عبر التصويت، وشبكات التواصل الاجتماعي، والمنتديات في مختلف الدول العربية. وقال: إن المدربين الأربعة منحوا البرنامج بفضل نجوميتهم وشخصياتهم المحببة وروحهم الرياضية، طابعا حميميا راقيا أنسى الجمهور حساسية التنافس. ثم التقينا بمخرج البرنامج المتألق دوما في مثل هذه البرامج، باسم كريستو، الذي قال لنا في كواليس الختام في الاستوديو، إخراج هذا البرنامج بالنسبة لي أعتبره متعة خاصة أعرف تماما كيف أتعامل معها وأستمتع بها وأمتع. وأكد صابر الرباعي، أن نجاح ستار هو نجاح لجميع المدربين وللبرنامج. وفي معرض إجابته عن سؤال حول خروج مروة ناجي من البرنامج قبل بلوغها نصف النهائي، أوضح صابر أن ثمة حديث جرى بينه وبين مروة في الكواليس بعد خروجها، اعترفت خلاله بأنها لم تكن خلال مراحل البرنامج المتقدمة على طبيعتها، وبأنها لم تكن تقدم المستوى الذي تعهده في نفسها وقدراتها وخامتها، وذلك بسبب تأثر صوتها على ما يبدو بالضغط النفسي المتصاعد خلال مراحل البرنامج. وأضاف صابر، بأن مروة تمتلك خامة نادرة وقيمة وأن خروجها المبكر نسبيا لا يفقدها شيئا من موهبتها الكبيرة. وفي إجابته على سؤال تطرق إلى المفاضلة بين الصوتين العراقيين سيمور جلال وستار سعد، أوضح صابر، بأن سيمور هو صوت متمكن وذو معرفة موسيقية واسعة، فضلا عن قدرته على غناء الألوان المختلفة، لذا فهو نجم حقيقي حتى وإن لم يكن الفوز حليفه. إلا أن تصويت الجمهور هو الفيصل، وقد يفوز متسابق على آخر بنسبة ضئيلة جدا من عدد الأصوات، لكن ذلك لا يقلل نهائيا من قيمة الخاسر وقدراته. وختم صابر قائلا: سيمور وستار كلاهما «أحلى صوت» بالنسبة إلي. من جانبها، أوضحت شيرين عبدالوهاب في معرض إجابتها عن سؤال يتعلق بأسلوب المشتركة في فريقها، وهم، ولونها وطريقتها في الغناء، بأنها تفضل أن تقوم وهم في المستقبل بغناء جميع الألوان الغنائية والطربية، وليس فقط اللون الشعبي الذي تألقت به خلال البرنامج، إذ أن خامة صوتها تساعدها على ذلك. كما تطرقت شيرين إلى مسألة الحالة السياسية على الساحة المصرية اليوم وتأثيرها على فعالية التصويت لصالح وهم، موضحة أن عاطفية الجمهور المصري وانشغاله بأحوال مصر السياسية وواقعها اليومي، حال دون نيل المشتركين المصريين القدر المطلوب من التصويت، غير أن ذلك لا يقلل نهائيا من قيمة موهبتها وصوتها وقدرتها في المغنى. بدوره، أجاب عاصي الحلاني على سؤال تطرق لعدم وجود أصوات لبنانية في النهائي، مؤكدا وجود خامات لبنانية رائعة ظهرت خلال موسمي البرنامج، وإن لم يتاح لها نيل اللقب. وأضاف: نحن في برنامج فني طربي ولسنا في برنامج قومي عربي، فالمهم هو الصوت الطربي وقدرته على نيل تفاعل الجمهور معه. فنحن اليوم لا نختار أحلى بلد عربي بل نختار أحلى صوت عربي. في الختام، كنت قد سألت المدربين الأربعة عن الذي استفادوه من البرنامج، فقال عاصي الحلاني: أنا للحقيقة أستطيع القول أنني استفدت الكثير، وأهم مكسب بالنسبة لي، أنني عشت طفولتي والمرح الذي حرمته فيها بسبب الحرب الأهلية في لبنان. وقال كاظم: إن الفائدة العظمى لي أن البرنامج أعادني للدراسة واستذكار كل ما له علاقة بالموسيقى والغناء والفن اكاديميا وعلى وجه العموم، كي لا أكون عرضة لسؤال أحد المشاركين ولا أستطيع الإجابة عليه، وكانت العملية متعة عظيمة أن ترجع لدروس في مهنتك ولها علاقة بنجوميتك.