ابتكرت الدكتورة هند صالح سليمان عبدالغفار المحاضرة في جامعة الطائف سترة لحماية رجال الأمن من الرصاص بتقنية النانو لا يتجاوز وزنها 2.9 كغم. وكانت قد نالت الماجستير قبل 8 سنوات تقريبا في ابتكار يعد الأول من نوعه في المملكة هو التقنيات الحديثة للمفروشات الأرضية. وتحدثت الدكتورة هند ل «عكاظ» في أول ظهور إعلامي لها عن فكرة هذا الابتكار، وسر خيط العنكبوت في رسالتها، ومشروعها الجديد الذي استنبطته من القرآن الكريم، وكيف أن الدروع الواقية أصلها من إنتاج امرأة، ذلك أن أغلب صناع سترات الرصاص بالدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا وروسيا هن نساء، وأن مادة الكفلار العنصر الأساسي المستخدم في جميع الدروع الواقية من الرصاص هو من إنتاج امرأة اسمها (استيفاني كوليك)، ولذلك لا نستغرب وجود المرأة في مجال الحماية لأنها وقبل كل شيء أم.. فإلى تفاصيل هذا الحوار: • حدثينا بداية عن تخصصك ورحلتك العلمية؟ ** كنت أصلا معلمة في ثانوية، ثم تم انتدابي إلى كلية التربية وأكملت الماجستير والدكتوراه تخصص نسيج في جامعة أم القرى. • رسالة الماجستير عن التقنيات الحديثة للمفروشات الأرضية ولكن الدكتوراه كانت مختلفة .. كيف ذلك؟ ** مجال تخصصي هو النسيج وكانت رسالة الماجستير الأولى في المملكة عن السجاد، أما الدكتوراه فهي الأولى من نوعها في العالم العربي. • كيف جاءت فكرة ابتكار سترات واقية من الرصاص بتقنية النانو؟ ** من خلال ورقة بحث تم تداولها في أحد المؤتمرات عن وجود خيط عنكبوت أقوى من الفولاذ ونحن دائما نعرف أن أوهن البيوت هو بيت العنكبوت، وبدأت البحث ووجدت أن خيط العنكبوت المقدم في البحث ما هو إلا نتيجة هندسة جينية أنتجت هذا الخيط وأنا ضد اللعب في الجينات وتغيير خلق الله، لذلك بدأت رحلة بحثي عن الخيط الذي يحمل صفات القوة وخفة الوزن وفكرت في سحب الحديد على تقنية النانو ولكن كان الموضوع مستحيلا لأنه سوف يصدأ، كما أن معامل السحب للخيوط غير متوفرة، لذلك توجهت لدراسة نسيج النانو لما عرف عنه من خفة الوزن. • هل لأحداث معينة علاقة بهذا الابتكار؟ ** ليس بالتحديد، ولكن كنت أعرف أن بعض الستر الواقية من الرصاص بداخلها قطعة من السيراميك ثقيلة لصد الرصاصة، وكنت أفكر دائما كيف لكبار الشخصيات والجنود أن يلبسوا هذا الوزن في كل مناسبة للحماية، وأكيد أنها مجهدة جدا خاصة أن الجنود يحتاجون إلى خفة الحركة وسرعة المناورة. • ما أبرز العقبات التي واجهتك خلال التحضير لرسالتك؟ ** كوني امرأة ويجب وجود محرم معي في جميع المواقف، وقد قيل لي في أحد المواقع «في رجال بشنبات ما قدروا عليها.. أنت تقدرين».. والعقبة الثالثة اليأس الذي يقتل البشر من حولنا، فدائما كانت هناك كلمات محبطة مثل «لن تستطيعي، لن تقدري، غيري الموضوع، صعب جدا»، فضلا عن استهزاء البعض بي لصعوبة الموضوع. • بعد حصولك على الدكتوراه بهذا الابتكار الفريد من نوعه.. بماذا تفكرين؟ ** أفكر في أن أصنع خيطا جديدا أخف، تم استنباطه وطريقة نسجه من كتاب الله عز وجل. • السترة التي توصلت لها وزنها 2.9 كغم.. هل تعتبر هي الأقل وزنا في العالم؟ ** سمعت عن طريق الإنترنت أنه يوجد في روسيا 2 كيلو فقط، ولكنها ليست للتصدير ولم تصنع بطريقة تجارية وتصنف صناعتها كمعلومات سرية. • هل جاءتك عروض للاستفادة من هذا الابتكار؟ ** نعم، ولكني عملت مع المؤسسة العامة للصناعات العسكرية وتم تسهيل المواد والمعامل وإرسال بعض التجارب إلى ألمانيا من خلالهم مع توفير جميع الخامات مع وجود مختصين من مهندسين ودكاترة نسيج هم أحق بالابتكار من أي أحد آخر، وكذلك جميع اختبارات الرماية تمت لديهم، كان فريق عمل متكامل يشمل مجموعة من الضباط والجنود والدكاترة المتخصصين في تشغيل أجهزة الاختبارات النسيجية ومختصين مشرفين على الموضوع وتم تصنيع السترة لديهم، فشكرا لجميع أفراد طاقم العمل في المؤسسة العامة للصناعات العسكرية ومصنع الملابس والتجهيزات العسكرية بالخرج الذين ساهموا في إنتاج هذا البحث بصورته اللائقة.