رغم التطور الكبير في سبل العناية بالفم والأسنان، إلا أن الملايين يعانون من ضرورة خلع أسنانهم، وأهم الأسباب التي تؤدي لذلك تسوس الأسنان وأمراض اللثة والحوادث، ولسنوات عديدة كانت الوسائل المتاحة لتعويض النقص الناتج عن خلع الأسنان هي الجسور وأطقم الأسنان، لكن اختلف الحال اليوم بوجود وسيلة جديدة هي زراعة الأسنان التي تعد أحدث تقنية في علم الأسنان ويتم فيها استبدال السن المفقودة بأخرى. وهناك مميزات جمالية أخرى لزراعة الأسنان، منها تحسين مظهر الابتسامة، حيث تكون النتيجة النهائية لزراعة الأسنان هي أسنان صناعية غاية في الجمال تشبه تماماً أسنان الشخص الطبيعية، وزيادة القدرة على المضغ، فالزراعة تزيد عدد الأسنان في الفم مما يجعل المضغ أسهل، بالإضافة إلى تحسين صحة الفم والأسنان، فزراعة الأسنان لا تتطلب حفر الأسنان المجاورة كما تتطلب الجسور. للتعرف على المزيد حول زراعات الأسنان كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور عمرو عبد الله بخاري استشاري جراحة اللثة والأسنان بالمركز الطبي الدولي بجدة.. بداية، ما هي فوائد الغرسات السنية؟ لغرسات الأسنان العديد من المميزات فهي ثابتة وبالتالي تعوض المريض عن الأسنان الطبيعية كما أن عمرها الإفتراضي يدوم مدى الحياة إذا اعتنى المريض بنظافة أسنانه اليومية. كما أن نسبة نجاحها أعلى من أي جراحة أخرى، حيث تفيد الأبحاث أن 95% من الزراعات ناجحة بعكس الجسور التي تتطلب نحتاً في الأسنان كما يتم تغييرها كل 10 سنوات. ماذا عن الحالات التي لا تتناسب مع زراعة الأسنان؟ أبرز هذه الحالات مرضى السكري الغير المنتظمين بالعلاج أو الأشخاص المقصرون بصحة ونظافة أسنانهم اليومية. كما أن المدخنين بشراهة أيضاً قد يصابون بالتهابات بعد الجراحة ومن ثم تفشل عملية الزراعة. هل فقدان الأسنان يسبب امتصاصاً في العظام؟ نعم. فعندما تفقد الأسنان بسبب ما يؤدي ذلك لامتصاص سريع في العظم خاصة في العام الأول على سبيل المثال: عندما يكون الشخص ملازماً الفراش لمدة طويلة من الوقت يفقد قوة عضلاته وتصبح العضلات رخوة تماماً، وفي الفم ينكمش العظم تحت اللثة ويمكن ملاحظة ذلك في الشخص الذي فقد نصف أسنانه فإننا نرى أن العظم موجود بوفرة حول الأسنان الباقية. والغرسات السنية تحافظ على العظم في مكانه، لأن العظم يتفاعل معها حيويا بنفس الطريقة التي كان عليها قبل فقدان الأسنان الطبيعية. إذا كان المريض متردداً في اتخاذ قرار القيام بالجراحة واختيار الطبيب المناسب لها، فما هي نصيحتك؟ إذا كانت حالة المريض ملائمة للزراعة فإن العديد من المرضى أجريت لهم عملية زراعة وبنتائج ممتازة فبإمكانكم التحدث إلينا أو إليهم. وفي حال التردد الشديد يجب بحث طرق وسبل أخرى للعلاج. أما بالنسبة لاختيار الطبيب المناسب فإن العديد من أطباء الأسنان يقومون بعملية الزراعة، ولكن يفضل أن يبحث المريض عن استشاري متخصص في الزراعة، فطب الأسنان يماثل التخصصات الطبية الأخرى في تنوع اختصاصاته. حيث أن زراعة الأسنان تعتبر عملية جراحية تتطلب إجراء شق وخياطة وقد يترتب عليها مضاعفات بعد العملية وإن لم يكن الطبيب مختصاً وقادراً على التعامل وإيجاد حلول لأي مشكلة قد تقابله لا قدر الله فإن النتائج تكون غير مأمونة. لذلك أنصح باختيار الطبيب الحاصل على شهادة متخصصة في زراعة الأسنان. كيف تتم زراعة الأسنان؟ زراعة الأسنان بشكل عام هي عبارة عن تعويض المريض عن الأسنان التي فقدها. حيث يتم الكشف على المريض وتشخيص حالته ثم بعد ذلك يُعرض على جراح الأسنان والطبيب المختص بالتركيبات ويتم ذلك بالتعاون، فإذا كانت عظام الفك سليمة نبدأ بعمل شق لوضع الزرعة السنية جراحياً وهي تستغرق غالباً نصف ساعة ويكون المريض تحت بنج موضعي، ثم يقوم الجراح بالخياطة. بعد ذلك تتم متابعة المريض لمدة 3 أشهر، بعدها يرجع المريض إلى الطبيب أخصائي التركيبات ليقوم بعمل التركيبة المناسبة له. ما هو الوقت الذي تستغرقه العملية؟ يعتمد ذلك على الحالة فقد تستغرق العملية مابين 15 30 دقيقة وقد تطول حتى ساعتين وقد تكون العملية واحدة فقط أو عمليتين أو تشمل ثلاث زيارات متتابعة وزيارات بناء الاستعاضة والتي يتم جدولتها وشرحها للمريض. ماذا عن رفض الجسم للغرسات السنية؟ تصنع الغرسات من مواد متوافقة بيولوجياً (حيوياً) مع جسم الإنسان يتم تعريضها لاختبار مكثف لعدة سنوات، وهذه المواد في معظمها من المعدن (التايتانيوم) النقي الذي يكوِّن طبقة عازلة على سطحه خلال أعشار الثانية تحت أي ظرف، ولذلك لا يرفضه جسم الإنسان في الغرسات السنية ولا تتكون الأجسام المضادة مثل ما يحدث في بعض العمليات مثل زراعة القلب والكبد والكلية وحيث أنها ليست على الإطلاق من نسيج حي فإنه لا توجد احتمالية أن تسبب استجابة )الأجسام الغريبة - الأجسام المضادة) وبالتالي حدوث رفض مماثل لما يحصل في بعض الأحيان في عمليات زرع القلب والكلية . هل سيكون هنالك ألم أو عدم ارتياح بعد عملية زراعة الأسنان؟ مثل أي عملية جراحية أخرى يمكن أن ينشأ بعض الألم. إلا أن إجراءات التخدير والتسكين تزيل الألم تماماً خلال العملية الفعلية. سيكون الألم ما بعد العملية مماثلاً لخلع السن ويتم توفير علاج للمرضى لتخفيف الألم متى ما حدث ويتكوّن في بعض الأحيان انتفاخ بعد 48 ساعة يزول بعد 72 ساعة.