تقدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز المصلين على الفقيد الشيخ العلامة زيد بن محمد المدخلي الذي توفي أمس الأول وشيع إلى مثواه عن عمر يناهز 87 عاما، وشارك سموه في تشييع الجنازة مع جمع كبير من الأهالي وطلاب العلم الذين درسوا وتتلمذوا على يده من داخل وخارج المملكة حيث امتلأت بهم ساحات المقبرة الجنوبية بمحافظة صامطة، كما قدم الأمير محمد التعازي لأبناء الفقيد في وفاة والدهم، داعيا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وقد شكر أبناء الفقيد الأمير محمد على هذه البادرة غير المستغربة منه. «عكاظ» التقت عددا من المشايخ الذين عرفوا المرحوم عن قرب، حيث تحدث في البداية ابنه الأكبر محمد مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بصامطة أن هم والده الأكبر كان التزود بالعلوم الشرعية والتفقه فيها وتعليمها لكل طلابه من داخل وخارج المملكة، حيث كان يستضيف لديه العديد من طلاب العلم من خارج المملكة والذين يدرسون على يده مختلف العلوم الشرعية، وكانت وصيته رحمه الله أن تبقى مكتبته وداره مكانا لطلب العلم إضافة إلى استمرار البرامج الدعوية والتي منها دورة الإمام عبدالله القرعاوي والتي تقام سنويا ويشارك فيها العديد من طلبة العلم. كما تحدث ابنه أسامة المدخلي مدير مكتب الأوقاف بصامطة أن رحيل والده يشكل فراغا كبيرا لكافة المجتمع عامة ولأبنائه خاصة «وعزاؤنا أن والدنا خلف لنا إرثا كبيرا من العلوم الشرعية التي تعلمنا منها، ونسال الله له المغفرة». أما الشيخ منصور آل خيرات قاضي محكمة الاستئناف فقال «رحيل الشيخ زيد هي خسارة لنا ولطلبة العلم ولكن أمر الله نافذ ونسأل الله أن يكتب له الجنة فقد قدم الكثير لطلاب العلم وقضى أوقاته في خدمة العلم والعلماء ونشر ما ينفع طلابه والمواطنين». أما الشيخ عبدالرحمن بن عمر المدخلي عضو هيئة التدريس بجامعة جازان فقال «رحم الله الوالد والشيخ معلم الجميع وتقبله قبولا حسنا فقد كرس حياته في خدمة كتاب الله وسنة رسوله ونشر العلم النافع عبر محاضراته الأسبوعية واليومية حيث يمكث في مسجده ومكتبته لاستقبال كل من يشكل عليه شيء في أمور الدين والشريعة حيث أصبح مفتي الجنوب بعد العلامة المرحوم الشيخ أحمد النجمي وهذا الحضور على جنازته خير دليل على ما قدمه طيلة حياته رحمه الله». الشيخ احمد علوش المدخلي يقول «كنت من القربين للشيخ رحمه الله فلم أره يوما عابس الوجه فدوما يستقبلك بابتسامته حتى في أشد ظروف مرضه ولا يرد أحدا من طلاب العلم ويفيدهم عما يشكل عليهم فلا يكاد مسجده يخلو من درس او محاضرة يحضرها جمع كبير ليستفيدوا من علمه رحمه الله، فله منا وافر الدعاء أن يتقبله الله برحمته ويسكنه الدرجات العليا من الجنة». أما إبراهيم بن عبده الجبيلي فيقول «مجلس الشيخ دائما عامر بالزوار وطلاب العلم الذين يحبون الشيخ رحمه الله لأنه يبذل من أجلهم الجهد والوقت في سبيل تفقيههم في مسائل الدين ويسدي لهم النصائح التي تفيدهم في حياتهم اليومية، كما أنه رحمه الله قد جعل مكتبته السلفية مرجعا لطلاب العلم والباحثين في مختلف المجالات الدينية والدنيوية». الجدير بالذكر أن الشيخ المرحوم كان من محبي الخير ومن الداعين لمعونة المحتاج ونصرة المظلوم ومن السباقين لجميع الأعمال الخيرية التي يبادر إليها بصمت ولا يحب البوح بها أو الظهور الإعلامي الدائم، فهو قد خصص كل وقته للدعوة والمطالعة في المراجع وتأليف الكتب. وعبر أحد طلابه «سامي مهجري» عن حزنه الكبير وفقدهم كطلاب علم لأحد علماء المنطقة وأوجز قصيده لرثائه قال فيها: العلم يبكي من ترى أبكاكا؟ ولم النحيب وما تراه دهاكا؟؟ قال الإمام وحبر كل موحد زيد العلا قد مات يا رحماكا من للدروس ومن لشرح حديثنا؟ من للصحيح من كنور ضياكا تلقاه في حلق العلوم كأنه بدر يمد بنوره الأفلاكا حلم وهيبة عالم وتواضع لله ما هذا الجلال كساكا! سل عنه أفنان الندى ما سطرت يده فكان المستظل هناك وعبر أحمد بقار بقصيدة رثاء عن المصاب الجلل الذي حل بمنطقة جازان ومن يواسيها بفقدها للعالم زيد المدخلي وقال: خطب ألم بهذا الصبح جازان أردى فؤادي وذاب الصخر طلان مات الحبيب وزيد العلم رباه فمن يواسي ديار العلم جازان؟ زيد صعدت وفيك الروح باسمة تلقى الإله بيوم الخير نشوان شيخ قنوع وفيك الزهد ألوان تخشى الإله وضوء الوجه إيمان أما العلوم ففيك العقل عمران فقها يموج وزاد الشيخ قرآن مفتي الديار بعلم الإرث مرجعنا يفتي الجميع بنشر العلم هيمان