حظي نادي الاتحاد بنجوم كثيرين في كل جيل ومحطة معينة في تاريخه الرياضي، ونعني هنا أنه كان من الأندية التي كانت في كل مرحلة عمرية من أزمنة الاتحاد كان يكرم هذا النادي جماهيره بزخم من النجوم وليس بلاعبين مميزين فقط، إنما بنجوم تسيدوا ساحات المجتمع والأوساط الرياضية وهي الحالة التي شابهه فيها النصر في مرحلة معينة كان فيها لاعبو النصر كل النصر نجوما وليس مجرد مميزين «ماجد، يوسف خميس، الهريفي، عبدالله عبدربه، توفيق المقرن، عيد الصغير، وغيرهم الكثير». ضيف المواجهة اليوم من نجوم الستينيات الميلادية في دفاع الاتحاد فؤاد قمري، ونجم وسط الاتحاد في الثمانينيات الميلادية مروان بصاص، لنعيش معهما رحلة مشوار الذكريات الجميلة في العهدين وعن كل شؤون وشجون الكرة في يومها وأمسها من خلال كل خطوط التماس عند جيل البصاص وجيل القمري. كانت البداية مع مروان بصاص الذي كان واحدا من أبرز لاعبي الاتحاد في تلك المرحلة الذي يعد واحدا من أبناء حارة «الهنداوية» التي طالما فرخت نجوما وبسؤالنا الأول عن علاقته بالكرة قال: - نعم، أنا واحد من أبناء الاتحاد ومثلته في مختلف الفئات السنية منذ 1403 / 1983 براعم، شباب، ناشئين، كما عملت في الاتحاد مدربا عندما تركت الكرة لاعبا بعد تطفيش، رغم أني لم أكن قد مللت الكرة لاعبا، وهو نفس الأمر الذي حدث مع ابني الذي أصاب النجومية مبكرا وتم تطفيشه. ماهي فترة نجوميتك في الاتحاد، ولماذا لم تتجه إلى غير الاتحاد لتواصل عشقك؟ - ربما كان ذلك في الفترة مابين 1407 / 1420 عندما توقفت عن الكرة، كنت قد شعرت بالتطفيش من بعض الاتحاديين ولكني لم أمل الكرة أبدا ولم أمل الاتحاد، أما لماذا لم أتجه لغيره فذاك لأن الاتحاد عشق ولم أوافق على كثير من العروض التي جاءتني حتى من خارج المملكة وفضلت أن أبقى اتحاديا حتى دربت فيما بعد فيه وفي غيره. إحك لنا عن هذه البدايات ومن المدرب الذي استقبل موهبة مروان صغيرا عندما جاء للنادي؟ - كان المدربان في ذلك الوقت والمسؤولان عن البراعم وتهيئتهم للمراحل اللاحقة عبدالقادر كنالوج والراحل عبدالله صالح رحمه الله واللذان قدما لي وأبناء تلك الفئة في النادي الكثير إلى مرحلة الشباب وكان معي من الزملاء في تلك المراحل كثيرون مثل جبرتي الشمراني، عادل الثقفي، رياض عمرو، وعبدالله جابر وغيرهم، إلى تسلم بوب هاوتون تدريب الفريق الاول وأهلني لذلك ولكن بقصة. ماهي؟ - كنت مع منتخب المملكة في دورة كأس آسيا للناشئين في العام 1985 التي أقيمت في قطر ويومها حققنا هذه البطولة فجاءنا الشيخ يوسف الطويل وأعادنا إلى جدة بطائرة خاصة أنا وسراج فريج كون مباراة في الدوري كانت تنتظر الاتحاد مع نده الأهلي في اليوم التالي، بعد أن اختارني غنيمة الحربي لأمثل الفريق الأول في تلك المباراة التي بعدها أصبحت ألعب أحيانا مع الأول إلى جانب لعبي مع الناشئين إلى أن ثبتني بوب هاوتون في الفريق الأول منذ العام 1406 / 1986. نعرفك لاعب وسط من طراز فريد، هل كان هذا هو مركزك منذ البدء؟ - لا كنت في البدء رأس حربة في الفئات السنية فحولني أستاذاي الكابتن غنيمة الحربي والكابتن طه بصري إلى لاعب وسط وصانع. نعرف أن لاعب الوسط في الغالب تظل أهدافه قليلة وتبقى في البال طويلا بحكم أن مهامه الأولى الربط بين الدفاع والهجوم أو صناعة الألعاب، ترى ماهو الهدف العالق في ذاكرتك من أهدافك أنت؟ - كان ذلك مع الهلال في العام 1406ه عندما فزنا على الهلال في نهائي أول كأس للأمير فيصل بن فهد وكنت صاحب آخر الأهداف الترجيحية في تلك المباراة. من هم أجمل صانعي الأهداف اليوم محليا؟ في رأيك؟ - رغم وجود البعض الجيد في مستواه لكن للأسف ليس هناك صانعو أهداف حاليا بدرجة من التميز أقصد صانع لعب واضح في الملعب مثل ما كان في الأمس كفهد الهريفي، عبدالعزيز الرزقان، وحتى يوسف الثنيان الصانع والهداف كما هو الحال مع الداهية ميسي في برشلونة اليوم، ومعظم خطط لعبنا التي لا تساعد على ذلك كانت 4/4/ 2، 4/5/1. هل تتابع بشكل آو بآخر خطوات ابن أخيك في الأهلي مصطفى بصاص؟ وفي رأيك ماهي أجمل أهدافه؟ - بشكل غير مباشر لأن أباه مهدي هو من يتابعه تماما عموما وليس لأنه ابن اخي هو لاعب أكثر من جيد، ثم أنه على المستوى الشخصي يعرف ماله وما عليه حتى آنه لا يغادر البيت إلا قليلا ويأتيه أصدقاؤه إلى البيت، أهدافه الجميلة عديدة ولكن ظل في ذاكرتي أهدافه في الاتحاد والنصر والفتح. إنه يعيد لنا اليوم متعة افتقدناها في الكرة. من تشجعان اليوم من الفرق العالمية، التي شغلتنا كثيرا بما فيها من إمتاع ومؤانسة ؟ ومن هم اللاعبون الذين يتابعهم كل منكما؟ مروان بصاص: - الكرة اليوم إمتاع وقوة ورجولة وهذا ما تجده في بايرن ميونيخ وهو الذي أنا معجب به بشكل كبير، فالألمان هم من يربط الإمتاع بالفن والروعة في الكرة، ربما لاحظ معي الأخ القارئ أن الكرة ليس لها كبير أو صغير، فخسارة مانشيستر يونايتد مؤخرا من الفريق اليوناني أولمبياكوس 2 دون مقابل كانت لعامل الرجولة والقوة في اللعب وهذا ليس جديدا على اليونانيين الذين أذهلونا عندما حصلوا على بطولة أمم أوروبا في دورة ما، باللعب الرجولي وهو العامل الأكثر امتاعا للحقيقة، وهذا العامل هو من كان سببا واضحا للدانمركيين في دورة أخرى من هذه البطولة، بينما كنت ولأعجابي الكبير بزين الدين زيدان أشجع وأتابع ريال مدريد عندما كان يلعب له، حتى أنني كنت أحرص أن أوجه اللاعبين الذين كنت أدربهم في تلك الفترة على مشاهدة زيدان أيام الريال، عموما زيدان مدرسة بحد ذاته وكنت أعتبر مزاياه أركانا للتدريب عندما دربت براعم الاتحاد وأشرفت على مدرسة براعم الاتحاد في 1412/ 1413، ثم عندما عملت تحت إشراف الكابتن أمين دابو في الفئات السنية في الاتحاد 11 عاما ثم عندما دربت في جامعة الملك عبدالعزيز، الهاتف، هونداي. فؤاد قمري: - أتابع وبحرص اليوم الكثير من الأندية الأوروبية وأرى أن من أوروبا الكثير من الفرق التي تتابعها، يذهلني برشلونة وأتابع على وجه الخصوص المدافعين الأكثر روعة كارلوس بيول و جيرالد بيكيه. كما كنت أتابع الكثير من مدافعي الأندية والمنتخبات اللاتينية وعلى وجه الخصوص باساريللا في الأرجنتين والمدافعين الأبرز في البرازيل مثل كارلوس. في رأيكما من هو الحكم الذي نال إعجاب كل منكما في الأمس وبين حكام اليوم؟ مروان بصاص: في الأمس كان هناك من وجهة نظري الشخصية فلاج شنار الذي كان رائعا في التحكيم وكان قد أعطانا دورات في فترة اللعب في المنتخب، وتأتي أسماء محمد فودة والربيعة من الأسماء الكبيرة أما اليوم فأعتقد أننا سوف لن نختلف في خليل جلال قبل اعتزاله، وفهد المرداسي وعبدالرحمن المالكي من خلال كونه ممارسا للكرة كحارس مرمى في الاتحاد والأهلي كما سبق له تمثيل نادي الربيع، كذلك هناك حكم من جيزان لا يحضرني اسمه الآن. فؤاد قمري: - كان لدينا بالأمس من البارزين الذين تسند إليهم النهائيات عبدالله كعكي والطريفي وهناك آخرون لا أتذكرهم الآن أما اليوم فأنا ومن وجهة نظر شخصية أرى أن خليل جلال هو الأبرز، وأتمنى أن يعيد النظر في قرار الاعتزال. من هو المدرب الأجنبي الذي حضر في كرتنا وتعتقد أنه الأميز والأفضل؟ مروان بصاص: - البرازيلي تيلي سانتانا الذي وفق الأهلي في إحضاره وكنت أتابع نتائج فكره الكروي والدلائل نتائج الأهلي يومها ومع ديدي قبله. فؤاد قمري: كثيرون هم المدربون الذين استمتعنا بذكائهم وتأريخهم في ملاعبنا مثل أول مدرب أجنبي جاء به الاتحاد وهو فريتز كرامر في الاتحاد وزاجالو في النصر وديدي في الأهلي، وأرى أن الأرجنتيني كالديرون كان من أبرز الذين تركوا وراءهم أثرا لدينا مع الاتحاد ومع الهلال، ولكن للأسف لم يعط فرصته كاملة مع المنتخب أو الفريقين. هذه مشكلتنا في المملكة لا يعطى المدرب فرصته كاملة وآخر دليل كان أمس الأول عندما أقال الاتحاد مدربه عقب الخسارة من الفريق الإيراني في أول مباراة في البطولة الآسيوية، أرى أن كرة القدم والتدريب تحديدا علم نفس وفهم وإدراك لا يقبل الارتجال لذا كان من المفروض أن يحاكم المدرب بعد مواسم ثلاثة على الأقل لأن من سيأتي بعده أيضا يحتاج لوقت لدراسة مستويات ونفسيات اللاعبين. وهذا ما فعله منتخب سلطنة عمان مع مهاجراني الإيراني الذي ظل طويلا رغم الخسائر إلى أن صنع لهم منتخبا قويا ينافس ويفوز. بالنسبة لأجمل مونديال شاهده كل منكما ويعتقد أنه الأبرز؟ مروان بصاص: - في رأيي دورتا 1982 في أسبانيا، و1986 في المكسيك الأجمل لأني شاهدتهما وأنا صغير مهتم بالكرة ومن هناك وجدت أن التحول كان إلى الكرة الأجمل في العالم، أما بالنسبة لنا فكان تحول الكرة السعودية منذ العام 1984 ولا أعلم لماذا تغير الحال من العام 2000 إلى الآن. فؤاد قمري: - منذ العام 1966 في إنجلترا كنت أتابع المونديال وأنا في خارج المملكة وداخلها، أما الدورة التي شعرت أنها المنعطف فأعتقد أنها دورة الأرجنتين 1978 دورة سيزار مينوتي وكيمبس وباساريللا ولوكيه وارديليس. وفؤاد قمري كان واحدا من أبرز مدافي نادي الاتحاد في عهد جميل من عهود الكرة السعودية جاء للاتحاد برعما في العام 1377/ 1957 وهو في عمر الحادية عشرة وكان أول من اهتم به وبموهبته المدرب السوداني سيد مصطفى الذي كان له فضل تقديم الكثير من نجوم الاتحاد في تلك المرحلة إلا أنه لم يستمر طويلا عندما اعتزل الكرة رغم ما حققه من نجومية في 1385/ 1965 ليتجه للدراسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم العودة إلى المملكة موظفا كبيرا عمل في الخطوط السعودية طويلا. نسأله عن زملاء البداية فقال: - كنا أسماء كثيرة تلك التي استلهمت عبقرية الكرة من المدربين سيد مصطفى وعبدالحفيظ مرغني ومن هذه الأسماء سعيد غراب، عبدالله بكر، صالح بكر، عبدالله صالح، محمد سعيد، عمر باعثمان «الباعو»، مدني رحيمي، محمد أمين ساعاتي الذي أعتز بمؤلفاته الرياضية العديدة لنجاحه لاعبا وإداريا وكذلك في الإعلام الرياضي، وكان غازي كيال قد سبقنا قليلا.