تنتهي اليوم زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للهند بعد يومين حافلين بالاجتماعات واللقاءات والتطلعات المشتركة لتطوير شراكة البلدين على جميع الأصعدة بعد أن وضع أساسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقوة في زيارته الأخيرة لها عام 2006م.. والتي قال عنها السيد حامد الأنصاري نائب رئيس الجمهورية الهندية في خطابه الترحيبي بالأمير سلمان مساء الأربعاء الماضي: «إننا نتذكر بحرارة زيارة مهمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى نيودلهي في يناير 2006م والتي مهدت الطريق لعلاقاتنا الثنائية في القرن (21) حتى أصبحت اليوم علاقات شاملة لمجالات الاقتصاد والطاقة والأمن والسياسة».. وتجيء مذكرة التفاهم التي وقعت الأربعاء أيضا في إطار التعزيز لخطوات هذه الشراكة الحيوية. ولقد كان لافتا في هذا الخطاب تشديد نائب الرئيس الهندي على أهمية دخول هذه العلاقات المتميزة مرحلة جديدة من التعاون وذلك «بتحويل التعاون التجاري القائم.. بين البلدين إلى شراكة أعمق في مجال الطاقة من خلال المشاريع المشتركة في المصافي ومشاريع البتروكيماويات في الهند وأيضا من خلال التنقيب المشترك في بلدان ثالثة». ولذلك فقد رحب السيد الأنصاري في خطابه هذا بالاستثمارات السعودية في القطاعين الخاص والعام لمواصلة برنامجهم الإنمائي الهادف إلى توفير أكثر من تريليون دولار في السنوات المقبلة في قطاع البنية التحتية لديهم بما في ذلك قطاع الطاقة والتبريد والموانئ والطرق السريعة ونقل الإمدادات والتخزين.. وهذا يعني أن الهند بلد لديه خارطة طريق واضحة نحو مستقبل أكثر نموا تجمعنا وإياه تطلعات مشتركة من خلال عضويتنا معا في مجموعة العشرين. •• ليس هذا فحسب بل إن الهند مهتمة وبشدة أيضا بمواصلة «الجهود المشتركة لمواجهة الخطر العالمي للتطرف والإرهاب اللذين يحاولان إضعاف نسيج مجتمعاتنا لأن السلام والاستقرار - كما قال السيد الأنصاري - في غرب آسيا وجنوب آسيا هو في مصلحتنا المشتركة»، والذي نوه «بأن المخاوف المشتركة لدينا هي سبب آخر لتوثيق التعاون بين بلدينا»، مؤكدا على أن «مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها في هذه الزيارة بين البلدين تعزز التعاون في مجال الدفاع».. •• وبعيدا عن النظرة التي تعطيها بعض الأوساط الخارجية لمثل هذه التوجهات.. فإنه لابد من القول إن المملكة والهند تملكان الكثير مما يمكن أن تقدماه.. للاستقرار في هذه المنطقة الهامة للغاية لا سيما في ظل استمرار التهديدات لأمن واستقرار وسلامة شعوبها.. وهي تهديدات حقيقية لا يمكن التقليل من شأنها أو التغاضي عنها.. •• وعندما يتجه البلدان نحو استثمار قدراتهما وإمكاناتهما الاقتصادية والفنية لتعزيز هذا الجانب المهم فإنهما يتجهان بعلاقاتهما وجهة بناءة تنسجم مع طبيعة المرحلة وظروف التحديات التي يعيشها العالم وتفرض تحديات خطيرة لا يمكن الاستهانة بها. •• وبكل تأكيد فإن المملكة بصورة خاصة والهند تشاركها في هذا التوجه مهتمان الاهتمام نفسه بتعزيز أسباب الأمن والاستقرار في المنطقة هناك.. لضمان قيام تعاون أكبر بين كل من الهندوباكستان وأفغانستان.. للسيطرة على الأوضاع بصورة أفضل وتقليم أظافر الإرهاب والتطرف ومواجهة منظمة القاعدة وأي نشاطات أخرى من شأنها أن تهدد الأمن والسلم في المنطقة.. وهو ما سوف تظهر ملامحه في المرحلة المقبلة ترجمة لاهتمام المملكة القوي بأمن الدول الثلاث الذي لا يمكن تجاهل أهميته كركيزة للأمن والاستقرار ليس هناك فحسب وإنما في منطقتنا العربية وفي العالم أجمع.. •• ولعلنا نتذكر الجهود التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإرساء مبادئ تفاهم قوي في زيارته الماضية بين كل من باكستانوالهند.. وهو ما حرصت زيارة الأمير سلمان للهند على ترسيخه والتأكيد عليه، فضلا عن فتح آفاق جديدة للتعاون بين بلدينا في المجالات الحيوية الأخرى. •• وباختصار شديد فإن للبلدين مصلحة حقيقية في تنمية أوجه التعاون المختلفة بين بلدينا في كل الاتجاهات وبالذات في النواحي الأمنية والدفاعية لضمان قيام توازن استراتيجي في منطقتين حيويتين لا يمكن الاستهانة بأهميتهما في تجنب المزيد من الاهتزازات في المستقبل.