أجمع المشاركون في فعاليات اللقاء الثامن للخطاب الثقافي السعودي «التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية»، خلال مشاركتهم البارحة في الندوة التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في جدة، وتستمر اليوم على أن التصنيف سلاح ذو حدين، فهو إيجابي باعتباره ثراء فكريا وتنوعا حضاريا أسوة بالعالم المتقدم، وسلبي كونه يمثل إقصاء للآخر، وما ينتج عن ذلك من مصادرة لحقوق المخالف، وتسبب المنافرة، أو المبالغة في التصنيفات أو التعصب المقيت للأفكار، قائلين ان الاختلاف سنة الحياة وطبيعة جبل الناس عليها بل هي ضرورة أحيانا، منادين إلى الاستفادة من جماليات الخلاف. وطالبوا خلال الجلسة الأولى التي أدارها نائب رئيس اللجنة الرئاسية للمركز الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، باحترام أفكار الآخرين، مبينين أن المشكلة ليست في التصنيف ذاته، بل في العقول المتبنية للفكر، في حين رفض بعضهم مصطلح التصنيف بقوله ينبغي تنوعها بكلمة تنوع ثقافة المجتمع. وأوضح المشاركون من خلال المحور الثاني «دوافع التصنيفات الفكرية ومحركاتها» أن الدوافع للتصنيف عديدة كتلبس الحقيقة، أو التعصب الأعمى، أو ضعف الوازع الديني، أو حب الظهور من مبدأ خالف تعرف، كما أن لبعض وسائل الإعلام دورا في ذلك، مطالبين خلال المحور الثاني الذي أداره عضو اللجنة الرئاسية الدكتور عبدالله العبيد بالتخلص من التصنيف المقيت. إلى ذلك بين نائب رئيس اللجنة الرئاسية الدكتور راشد الشريف خلال كلمته الافتتاحية بحضور 65 مشاركا ومشاركة من العلماء والمثقفين والمثقفات والمهتمين بقضايا الخطاب الثقافي في المملكة أن الهدف من المؤتمر خدمة الدين ثم الوطن من مختلف الأطياف، قائلا «طرح الآراء بموضوعية بعيدا عن الشخصنة يقود إلى نتائج تعين ولي الأمر على اتخاذ القرارات بما يكفل تقدم وتطور المجتمع». وأضاف «يأتي اللقاء تواصلا مع اللقاءات الوطنية للخطابات الثقافية التي يعقدها المركز كل عام، والتي يحرص من خلالها على التنويع لمناقشة الجوانب والقضايا التي تمس الواقع، وتمس الحياة العامة، والقضايا التي يحرص المجتمع السعودي على مناقشتها لتبادل الرؤى للوصول إلى قواسم مشتركة يتفق عليها الجميع، في إطار الثوابت الشرعية والوطنية». كما اطلع المشاركون على دراسة استطلاعية عن التصنيفات إذ رأى أغلب المشاركين في الاستطلاع أن التصنيف ضروري في إطار إيجابيته، وأن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت كثيرا في ظهور التصنيف، ورأى بعض المشاركين أن التصنيف مسبب للعداء عندما ينهج طريقه السلبي. من جهته، تمنى الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن يسهم المركز في إيجاد مناخ حواري حضاري يسمح للجميع بالخروج بنتائج تلبي تطلعات المشاركين، وتنطلق من مبادئ الحرص على العقيدة الإسلامية والثوابت الوطنية ووحدة الصف، وشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني، على دعمهم لمسيرة الحوار ومسيرة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، مسلطا الضوء على دعم أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله وحرصه على إقامة المؤتمر. يذكر أن المركز يستأنف اليوم خلال جلستين خصصهما للحوار حول انعكاسات التصنيفات الفكرية على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، وكيف نعزز وحدتنا الوطنية في إطار التنوع الفكري في مجتمعنا.