أوصى المؤتمر السادس للأمراض الوراثية الذي نظمته جامعة الملك فيصل بالأحساء في ختام أعماله بإنشاء قسم للطب الوراثي أو إقامة وحدة للوراثة تحت إطار قسم طب الأطفال لتكون النواة للتشخيص والعلاج والوقاية من الأمراض الوراثية وإنشاء وحدة معلومات عن الأمراض الوراثية وإحصائياتها في المنطقة والإعداد لبرنامج الفحص المبكر للمواليد الذي يضم 16 مرضا بحيث يفحص كل مولود عن هذه الأمراض ويحبذ أن يبدأ البرنامج مع إنشاء المستشفى الجامعي. كما أوصى المؤتمر بضرورة المشاركة في برامج الوقاية الوراثية الأخرى مثل الفحص ما قبل الزواج وغيره والمشاركة في إقامة مختبر تشخيصي أولي للكشف عن الأمراض الوراثية الاستقلابية مثل قياس مستوي الأمونيا وحمض اللاكتيك والأحماض الأمينية وغيرها، إضافة إلى توفير الأدوية الإسعافية لهذه الأمراض إلى حين نقل المريض لمركز مرجعي متخصص وتضمنت التوصيات أيضا تدريب الأطباء ومرشدي الوراثة وأخصائيي التغذية لتغطية العلاج والوقاية في المنطقة والمساهمة في الأبحاث المتعلقة بالوراثة على مستوي الأحساء وإنشاء برامج تدريبية لتخصصات الوراثة المختلفة. وقال مدير جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز الساعاتي إن المؤتمر انعقد وسط تزايد المخاوف من تفاقم الأمراض الوراثية التي وصلت إلى نسبة مريعة وحرجة بسبب زواج الأقارب وما إلى ذلك من انعكاسات سلبية على الفرد والمجتمع. وأوضح عميد كلية الطب الدكتور وليد البوعلي، أن آخر الإحصائيات العالمية كشفت عن ارتفاع معدلات الإصابات بالأمراض الجينية الوراثية بالمملكة، حيث وصلت النسبة إلى 4 % بينما تتراوح النسب العالمية ما بين واحد إلى 3 % كما شهدت هذه الإصابات ارتفاعا غير مسبوقٍ في العقود الأربعة الماضية والتي تعود بمجملها إلى زواج الأقارب الذي يشكل 60 % من حالات الزواج في المملكة.