لم يحظ معرض الكتاب في المدينةالمنورة بإقبال الأهالي والزوار كما كان متوقعا، خصوصا أن المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، يندرج في إطار اختتام مناسبة المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، وتزامن مع انعقاد المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة، ورغم جودة التنظيم التي يحظى بها المعرض وتنوع دور النشر والمؤلفات التي يتضمنها، إلا أن جنبات المعرض باتت شبه خالية من الزوار، الأمر الذي أثار دهشة أصحاب دور النشر المشاركة، «عكاظ» تجولت في أرجاء المعرض ورصدت أجواء حركة البيع داخل أجنحة دور النشر المشاركة، وحول ذلك: قال ممثل دار الربيعان للنشر بدولة الكويت أحمد اسماعيل أحمد: «لم أتوقع ضعف الإقبال وبمثل هذه الصورة التي بدا عليها، وأعتقد أن ضعف الإعلان عن المعرض يقف في صدارة الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة التي نعيشها، خصوصا أن المعرض يضم دور نشر من مختلف الدول العربية، ويحتوي على كتب متنوعة ما بين المؤلفات التراثية والأدبية والتراجم»، فيما ذكر ممثل مؤسسة أطفالنا الدولية بمصر نصار محمد أمين أن جناح المؤسسة يتضمن عددا من قصص الأطفال التي تستهدف تنمية ذكاء الأطفال وتضاعف معلوماتهم عن العالم من حولهم، لكن الجناح فوجئ بضعف الإقبال من جانب الزوار وفئة الأطفال. أحد الباعة وافق على بيع «عكاظ» الكتب لقاء عشرة ريالات للكتاب الواحد، معللا مسلكه بضعف الإقبال على المعرض ويأسه من البيع، وقال: «خلو المعرض يدفعني إلى النوم طيلة الوقت على الرغم من أهمية الكتب التي تعرضها المكتبة». في السياق نفسه، قالت الطالبة في قسم اللغة العربية بالجامعة سارة السيري: «عثرت في المعرض على عدد من الكتب والمراجع الهامة المرتبطة بدارستي، واشتريتها بسعر زهيد، ما حفزني على مواصلة البحث في أرجاء المعرض عن باقي الكتب التي أحتاجها» ، فيما ذكرت أم محمد (مديرة مدرسة) أنها استفادت من حضورها إلى المعرض واشترت عددا من كتب التفسير والتجويد. في المقابل، أكد ل«عكاظ» مدير المعرض عبدالله الثقفي أن المعرض حقق نجاحا في تجربته الأولى في المدينةالمنورة، وقال: «المعرض حقق طموحات البيع وفق الإحصائيات، رغم ضعف الإقبال الذي يشهده الجميع، ومن غير الصواب المقارنة بين كثافة زوار معرض الكتاب في الرياض ونظيره في المدينةالمنورة»، وأرجع أسباب ضعف الإقبال على المعرض، إلى عدم اهتمام وسائل الإعلام وتزامنه مع المؤتمر الإسلامي الثامن لوزارة الثقافة، ومواكبته للإجازة الدراسية. وأشار الثقفي إلى أن غالبية المشاركين في المعرض ينتمون إلى دول أخرى غير المملكة؛ كمصر وتونس ولبنان والكويت والإمارات، فيما تغيبت دور النشر السورية عن المشاركة، وذكر أن وزارة الثقافة والإعلام سهلت كافة الإجراءات على المشاركين في المعرض، وأتاحت كافة الترتيبات عبر الموقع بالمجان، وأبان أن المعرض يضم خمسة آلاف عنوان من مختلف الكتب، وأن وزارة الثقافة والإعلام توزع كتب المؤلفين السعوديين في المعرض على الزوار بالمجان، مضيفا أنه جرى توزيع 1500عنوان يوميا منذ افتتاح المعرض.