اعتبر الدكتور عمر بن سعيد آل مشيط عميد كلية الحاسب الآلي بجامعة جازان، احتضان الكلية في تخصصاتها الثلاثة حوالي 3878 طالبا وطالبة وأكثر من 210 أعضاء هيئة تدريس، تأكيدا على نجاح الكلية في تحقيق الإنجازات، مبينا أن ذلك لم يأت إلا بدعم واضح لها باعتبارها المستقبل للطلاب. وبين أن الكلية حرصت على الحصول على الاعتماد المحلي والدولي بما يمكّن خريجيها من زيادة فرصهم التنافسية في سوق العمل، مشيرا إلى أن إبرام العديد من اتفاقيات التعاون والتدريب الخارجي مع عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية واليابانية يعود بالنفع على أبنائنا الطلاب، وبما يسهم في رفع مستوى الكلية العلمي والأكاديمي. وكان الدكتور آل مشيط حظي بتكريم من مدير جامعة جازان الدكتور محمد آل هيازع، بعد تحقيقه العديد من الإنجازات، وبمناسبة انتهاء فترة إعارته من جامعة الملك خالد. وأنتم تتقلدون منصب عميد كلية الحاسب الآلي، كيف تنظرون لأهمية هذا التخصص في المستقبل؟ لا يختلف أحد على أن العصر الذي نعيش فيه الآن هو عصر التكنولوجيا، وما نراه من تسابق وتنافس بين جميع القطاعات التقنية والصناعية والتعليمية يعكس لنا أهمية مجالات التقنية، وأهمية توفير الكوادر والكفاءات البشرية المتخصصة في هذه المجالات، التي تستطيع أن تحمل على عاتقها مسؤولية النهوض بتلك الأمة وجعلها في مصاف الدول المتقدمة، واستجابة لهذا الأمر فقد تأسست كلية علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات بجامعة جازان بهدف إعداد كوادر وطنية متخصصة ومؤهلة تأهيلاً عاليا في مجالات علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات، حيث تتمحور رسالة الكلية في خدمة خطط التنمية في بلادنا، من خلال المساهمة في بناء عقول بارعة وأيد ماهرة، وتقديم أبحاث ودراسات تسهم في الرقي بمجتمعنا من خلال مخرجات تقنية عالية المستوى. كيف بدأت الكلية خطواتها الأولية؟ بدأت الكلية بعدد قليل جداً من الطلاب وندرة في أعضاء هيئة التدريس، ولكن سرعان ما توسعت وازدادت فرصة قبول مزيد من الطلاب الراغبين الالتحاق بالكلية ووفرت لها إمكانيات أكبر تقنية واستقطاب العدد المطلوب من أعضاء هيئة التدريس ومن ذوي الكفاءة والخبرة الأكاديمية، أصبحت اليوم تحوي ثلاثة تخصصات هي علوم الحاسب الآلي، ونظم المعلومات، وهندسة الحاسب والشبكات، كما تضم الكلية حوالي 3878 طالبا وطالبة وأكثر من 210 عضو هيئة تدريس، وذلك بفضل الدعم اللا محدود الذي حظيت به الكلية من مدير الجامعة، والإشراف المباشر والجهد الكبير من قبل وكيل الجامعة وقد وجدت المساعدة والمساندة من زميلي وكيل الكلية الأخ الدكتور صالح التركي وجميع الزملاء أعضاء هيئة التدريس، وقد أخذنا على عاتقنا منذ اللحظة الأولى العمل كفريق عمل واحد وتحملنا مسؤولية النهوض بالكلية في شتى المجالات العلمية والأكاديمية. وكيف كانت التحديات التي واجهتكم؟ كانت الجهود واضحة في السعي إلى وضع خطة عمل مقننة، وكانت البداية فتح قسم جديد في تخصص هندسة الحاسب والشبكات لمواكبة التقدم التكنولوجي في هذا المجال، كما قمنا بالسعي المستمر للحصول على الاعتماد الأكاديمي المحلى(NCAAA) والدولي (ABET) وكان هذا هو محل اهتمامنا الدائم، حيث قمنا بتحديث الخطط الدراسية للأقسام العلمية الثلاثة بما يستجيب للمعايير الدولية لهذه التخصصات، وبما يحقق قيمة إضافية للكلية ومخرجاتها وميزة إيجابية للشهادات الجامعية التي يحصل عليها خريجو الكلية، حيث تزيد من فرصهم التنافسية في سوق العمل. ما المساحة التي خصصتموها للجانب التطبيقي أو البحث العلمي في إطار اهتمامات الكلية؟ وضعنا في حساباتنا منذ البداية الأهمية العلمية التي تحتل مكانة رفيعة لتطوير التعليم وقد أفردنا مساحة مناسبة جدا لتشجيع أعضاء هيئة التدريس والطلاب على البحث العلمي، حيث قمنا بإنشاء وحدة للبحث العلمي بالكلية لكي تسهم فىي نشر ثقافة البحث العلمي بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، كما تسهم من خلال البحوث العلمية المتخصصة في رفع مستوى الجامعة الأكاديمي في التصنيفات العالمية، وقد استطاعت الوحدة نشر أكثر من 90 بحثا علميا في العديد من المؤتمرات والمجلات المتخصصة في هذا المجال. وإلى أي مدى علاقتكم بالطلاب، وهل تقف العلاقة على الإطار الأكاديمي؟ الحقيقة أولينا هذا الجانب أولويات اهتمامنا وحرصنا على الارتقاء بمستوى الطلاب علمياً وأكاديمياً من خلال توفير العديد من البرامج الأكاديمية والعملية والاجتماعية، منها إنشاء برنامج (Tutorship) والذي يقدم دروسا لتقوية الطلاب نظرياً وعملياً في جميع المواد الدراسية، والذي كان له دور واضح في الارتقاء بمستوى الطلاب العلمي بشهادة الطلاب أنفسهم، ولكي نعزز علاقة الطلاب ببعضهم البعض وفتح قناة للتواصل مع المسؤولين في الكلية، تم تأسيس مجلس طلابي يمثل جميع الطلاب بالكلية ليكون حلقة الوصل بين الكلية والطلاب وذلك بهدف التعرف على مشكلات الطلاب والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم وما يواجهون من مشكلات في حياتهم الجامعية بما يساهم في تكوين شخصية الطلاب وشعورهم بمزيد من الانتماء إلى وطنهم. هل هناك تعاون تعليمي وتدريبي مع جامعات داخلية وخارجية يتيح الفرصة أمام طلاب الكلية لاكتساب مزيد من الخبرات والتجارب؟ حرصت الكلية على ربط مسارها الأكاديمي بالمجتمع العلمي الداخلي والخارجي من خلال وضع برنامج زيارات تعارف واكتساب الخبرات التبادلية بين الطلاب إلى العديد من الجامعات داخل المملكة، كما وقعت الكلية العديد من اتفاقيات التعاون والتدريب الخارجي مع عدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية واليابانية بما يعود بالنفع على أبنائنا الطلاب، وبما يسهم في رفع مستوى الكلية العلمي والأكاديمي، حيث قام عدد من الوفود من طلاب الكلية بزيارات تدريب واطلاع على تجارب تلك الجامعات الخارجية، وقد استفادوا كثيرا من تجارب وأسلوب التعليم في تلك الدول، وسوف تستمر هذه البرامج إن شاء الله وستعمل الكلية للاستفادة من تجارب الجامعات الخارجية المشهورة وتطبيق ما يتناسب من تلك الخبرات في جامعاتنا وينسجم مع سياسة التعليم في بلادنا خاصة طريقة التعليم التطبيقي.