في إطار جهودها لتعريف فئات المجتمع بخطورة الاحتيال المالي، أكدت البنوك السعودية على الأهمية التي توليها لتوعية الجيل الناشئ من الشباب السعوديين بالسلوكيات المصرفية السليمة، وعلى النحو الذي يعزز من ثقافتهم البنكية ويؤكد على جاهزيتهم لمزاولة أنشطتهم وتلبية احتياجاتهم المالية والمصرفية المستقبلية وفق أسس صحيحة. وأقامت لجنة التوعية المصرفية في البنوك السعودية محاضرة توعوية مؤخرا لطلاب المرحلة الثانوية في إحدى المدارس النموذجية في الرياض، ضمن فعاليات وأنشطة المرحلة الخامسة من حملة التوعية بعمليات الاحتيال المالي «لا تفشيها»، إنطلاقا من إيمانها بالدور الحيوي للمؤسسات التعليمية على اعتبارها اللبنة الأساسية للتوعية بكافة أشكالها. وتناولت المحاضرة التي قدمها مدير مكافحة غسل الأموال في بنك الرياض، غازي الزلفي، بحضور أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، طلعت حافظ وجمع غفير من طلاب المرحلة الثانوية في المدارس، وأعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية في المدارس، تعريفا شاملا بالمفاهيم المصرفية وبأسس استخدام القنوات المصرفية الإلكترونية إلى جانب ما عرضته لأكثر أساليب الاحتيال المالي شيوعا وسبل الوقاية منها. واعتبر حافظ في بداية المحاضرة أن الجيل الناشئ يتصدر قائمة فئات المجتمع المستهدفة ببرامج التوعية، نظرا لثقافته التقنية العالية، ومواكبته لأحدث ابتكارات التواصل الإلكترونية والتي تمثل مدخلا رئيسا لعمليات الاحتيال المالي في حال سوء استخدامها، مشددا على ضرورة رفع مستوى ثقافته بالسلوكيات المصرفية السليمة التي تمكنه من الوعي التام لمحاولات التحايل وصولا إلى بيئة مجتمعية سليمة ونقية من عمليات الاحتيال المالي، لا سيما وأن أفراد هذا الجيل يعدون من العملاء المصرفيين «الحديثين» أو «المحتملين». ولفت حافظ في حديثه إلى أن «المدرسة» تعتبر الخط الأول لبناء جسور التوعية المصرفية في المجتمع، ونقطة الانطلاق لغرس الأساليب المثلى في نفوس الأجيال الناشئة للتعامل مع مختلف شؤون الحياة وفي مقدمتها التعاملات المصرفية، الأمر الذي دفع بالبنوك السعودية إلى إقامة هذه المحاضرة بغية توجيه الرسائل التوعوية لأبنائنا الطلاب، لتعريفهم بأسس التوعية المصرفية سعيا وراء إيجاد مجتمع واع بمختلف أساليب الاحتيال المالي وسبل الوقاية منها، مثمنا تفاعل مدارس التربية النموذجية مع جهود اللجنة وما قدمته من دعم لاستضافة هذه المحاضرة التي تعد باكورة الندوات الموجهة للأجيال الناشئة من طلاب المدارس. بدوره استعرض مدير مكافحة غسل الأموال ببنك الرياض، غازي الزلفي أمام الحضور سلسلة من نماذج الاحتيال المالي والمرتبطة باستخدام القنوات المصرفية الإلكترونية والشيكات والبطاقات الائتمانية، فضلاً عما قدّمه من أمثلة حيّة وواقعية أمام الطلاب حول عمليات الاحتيال وسبل مواجهتها، كالاتصالات الهاتفية المشبوهة التي تطلب من عملاء البنوك تحديث بياناتهم البنكية ومعلوماتهم الشخصية عبر الهاتف، والمواقع الإلكترونية المزيّفة والمشابهة لمواقع البنوك، إلى جانب ما قدمه من نصائح وتوجيهات حول أهمية الحفاظ على سرية البيانات البنكية والمعلومات الشخصية لعملاء البنوك وعدم التهاون في الكشف عنها. وأوضح الزلفي أن وسائل الاحتيال المالي تشهد تطورا مواكبا للتطور التقني المتسارع الذي يشهده العالم اليوم والذي يترتب عليه ابتكار المزيد من الحيل ووسائل الاحتيال الجديدة بهدف الإيقاع بالمزيد من الضحايا، لا سيما وأن غالبية عمليات التحايل مرتبطة ارتباطا مباشرا بالقنوات الإلكترونية وبالعمليات المصرفية المنفذة من خلالها والتي يعمد من خلالها المحتاون إلى استغلال طيبة وبساطة بعض العملاء وتهاونهم في تداول بياناتهم المصرفية والسرية كمدخل للإيقاع بهم، معتبرا أن جوهر الحماية يبقى في الوعي وفي الحرص على سرية المعلومات البنكية وعدم التهاون في الكشف عنها وحصرها بشخص العميل. ودار خلال المحاضرة حوار بين المشاركين والطلاب الذين عرضوا العديد من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بعمليات الاحتيال المالي وكيفية التصدي لها، إلى جانب ما أبدوه من اهتمام للتعرف حول كيفية التعامل السليم مع البطاقات الائتمانية والبنكية والقنوات المصرفية الإلكترونية، حيث أجاب المشاركون على استفسارات الطلاب، في الوقت الذي شهدت فيه المحاضرة في ختامها مسابقة للطلاب حول التصرف المصرفي السليم وتم توزيع الجوائز التقديرية على الطلاب الفائزين. من جانبه أعرب خالد الخضير مدير عام مدارس التربية النموذجية عن شكره وتقديره للبنوك السعودية على إقامة هذه المحاضرة الهادفة لطلاب المدارس، وعن اختيارها لمدارس التربية النموذجية لعقد باكورة ندواتها المتعلقة بالجيل الناشئ بالنظر إلى أهميتها في رفع مستوى ثقافته المصرفية، لافتاً إلى ما أحدثته المحاضرة من ردود فعل إيجابية لدى جمهور الطلاب، وما أتاحته من فرصة للتعرف وعن قرب ومن خلال الخبراء على أحدث وسائل الاحتيال المالي. وشدد على دور المحاضرة في تفعيل الشراكة بين المؤسسات التعليمية والبنوك الوطنية لما فيه المصلحة العامة، وعن استعداد مدارس التربية النموذجية لإبداء المزيد من التعاون وتسخير كافة إمكاناتها في سبيل إنجاح هذه المبادرات الرامية لتوعية المجتمع.