نظمت كلية الطب بجامعة الملك فيصل لقاء تعريفيا لمنهجها الدراسي الجديد بحضور مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الساعاتي. ووصف الدكتور الساعاتي، اللقاء بالمناسبة المهمة لاستعراض خارطة الطريق لكلية الطب التي ستبنى عليها فعاليات ومراحل أخرى للنهوض بالكليات نحو التميز الذي تسعى إليه بتطبيق المنهج الجديد وخدمة الطلاب وتهيئتهم التهيئة المناسبة لخدمة الوطن وربما العالم أجمع والمنهج الجديد المعروف باسم GMCA 2012 الذي سنكتشف أبعاده الحقيقية وهو نتاج التعاون الممتد مع إحدى المؤسسات التعليمية المرموقة وهي جامعة جروننجن، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة وبكل المعطيات والتحديات لن تكون مهمة سهلة لكن من الممكن أن تكون ممتعة. ومن جهته، قدم وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور بدر بن عبداللطيف الجوهر عرضا تفصيليا عن الإيجابيات التي اكتسبتها الجامعة جراء الشراكة الأكاديمية مع كلية الطب بخصوص المنهج الجديد وتطرق لبعض الإشكالات التي قد تظهر في هذا التعاون وسبل التغلب عليها ووضع خطة مسبقة لحلها. فيما أكد عميد كلية الطب الدكتور وليد بن حمد البوعلي «هذا اللقاء هو جزء من مجموعة متكاملة من اللقاءات مع ذوي العلاقة بكلية الطب والمنهج الجديد إذ نستعرض معكم تجربتنا كنموذج شراكة ناجحة بإذن الله مع إحدى الجامعات العالمية المرموقة في التعليم الطبي». وأضاف «شهد مناخ التعليم العالي العالمي تطورات عصرية في العقدين السابقين غير مسبوقة في ظل عصر انفجار ثورة المعرفة وذلك طبقا لزيادة الطلب على خدمات التعليم وتزايد آليات الحراك الأكاديمي وتنويع أساليب تقنيات التعليم والتعلم الذي استرعى اهتمام راسمي السياسات التعليمية العليا إلى استنباط آليات حديثة لضمان جودة مخرجات التعليم لتلبية احتياجات السوق المحلية والدولية في ظل نظام العولمة». وأكد أن التعليم العالي في المملكة يمر بقفزات نوعية على المستوى المهني والمؤسسي وذلك بتغيير نماذج التعليم والتعلم ولعل من أهم ما طرأ من التغيرات الجذرية على طرق التدريس السائدة بكليات الطب بمملكتنا الحبيبة هو نظام التدريس القائم على حل المشكلات، ولقد تبنت كلية الطب بجامعة الملك فيصل تطبيق هذا النظام مستفيدة من خبرات الدول الرائدة في هذا المجال بالتعاون مع جامعة جروننجن وذلك بعد الدراسات والتحريات لبعض الدول الخبيرة كالولايات المتحدةالأمريكية وكندا وأستراليا وهولندا التي تتبنى المناهج القائمة على حل المشكلات ووقع الاختيار على هذا المنهج لتميزه على غيره من المناهج ولتوافقه مع احتياجاتنا الأمر الذي تم المصادقة عليه من مجلس الكلية ومجلس الجامعة ومباركة التعليم العالي، مشيرا إلى أن المنهج الجديد يتبنى سياسة التعلم وليس التعليم وتأهيل الطالب للقيام بدوره مستخدما كافة التقنيات الحديثة لخدمة نفسه ومجتمعه ووطنه وتفتخر كلية الطب بأن لها السبق في تطبيق هذا النوع من المناهج وهي خامس كلية في المملكة من أصل 32 كلية طب قائمة. واعتبر المشرف على إدارة التعاون والتبادل المعرفي الدكتور عبدالله بن إبراهيم السعادات، المناسبة بالحلم الذي راود الكلية ومن خلفها الجامعة فعملت واجتهدت على تحقيقه حتى وصلت به إلى ما وصل إليه اليوم. وبينت وكيلة كلية الطب لشؤون الطالبات أن التغيير اليوم لم يعد خيارا بل هو ضرورة ملحة من شأنها أن تسهم في مواكبة التعليم لمستجدات العصر وتلبية متطلبات سوق العمل المتنامية والمتباينة والحقيقة أنه عند الحديث عن التغيير فالقضية الأساسية تكمن في ماهية أفضل الطرق لإحداث تغيير تحويلي مستدام يضمن ألا تكتفي المؤسسة التعليمية بالبقاء فقط بل والازدهار أيضا وأوضحت أن قيادة التغيير وإدارته فن بحد ذاته خاصة في صروح التعليم العالي، حيث يحتل هذا الفن مرتبة متقدمة في جدول أعمال التطوير المؤسسي وينحصر الجزء الأهم منه في ضرورة التفكير بالبنية التحتية المناسبة لإحداث التغيير الفعال مع عدم إغفال التجارب الناجحة والفاشلة في مشاريع تفعيل البنى التحتية بشتى القطاعات ومن جميع أنحاء العالم حتى وإن كانت تلك التجارب خاصة أو تجارية، وأضافت أن الرغبة في تفرد العطاء وتميز الأداء هي التي دفعت بجامعة الملك فيصل لأن تكون في صدارة الجامعات العربية التي شرعت أبوابها للتغيير الإيجابي من خلال عقدها اتفاقية التعاون السعودي الهولندي المتمثلة باستحداث المنهج الجديد لكلية الطب الذي يعد نقلة كبيرة على مستوى كليات الطب في العالم العربي أجمع. وقال الطالب أحمد الجريسان: يتميز هذا النظام بجوانب تطويرية ومهاراتية ومعلوماتية، ومثال على الجوانب المهاراتية هي القراءة، حيث يساعدنا هذا النظام على كيفية الاستفادة من هذا الكتاب أو ذاك والبحث عن المعلومات المطلوبة. وأضاف: من مميزات النظام فن الإلقاء وهذا الجانب مهم جدا حيث إن الطالب يقدم أكثر من عشرين عرض (برزنتيشن) أثناء دراسته مما يسهل له مستقبلا عملية التواصل مع المرضى بالمستشفيات وأيضا بالمؤتمرات والندوات. وبينت الطالبة فاطمة النعيم أن المنهج الجديد يعتمد على عدة أفكار منها أن يكون الطالب هو صاحب المبادرة ويترك له المجال في إبداء رأيه والنقاش على عكس النظام التقليدي، وأيضا يكون الطلاب في مجموعات صغيرة تتيح لهم الاستفادة التامة والصفاء الذهني، بحيث يستطيع كل شخص إفادة مجموعته لما يقدمه من أفكار، إضافة إلى أن التعلم سيكون من خلال حل المشكلات الطبية وهو أقوى أنواع الطب، كما يكسب الطالب مهارة المناقشة والثقة في نفسه ويكسبه مهارات القيادة.