جاء إعلان عقد اجتماع هيئة أعضاء الشرف بنادي نجران خلال الأيام المقبلة، بعد الخسارة المدوية من نادي الفتح، والتي جاءت أيضا كنتيجة حتمية للفوضى المالية التي تضرب بأطنابها داخل النادي، لتحرك عددا من أعضاء الشرف الذين كانت لهم آراء متباينة يرون ضرورة الالتفات إليها قبل هذا الاجتماع العاصف، الذي سيعيد الأمور -إن أراد الأعضاء- إلى نصابها، وسيفعل من دور الهيئة التي انحصر في السنوات الماضية في جمع التبرعات المالية بدون آلية عملية تتيح لها معرفة أوجه صرفها، أو مسار التعاقدات مع اللاعبين المحليين والأجانب، أي أن عددا من الأعضاء يرون أن الهيئة تغرد خارج سرب اهتمامات النادي. وعلمت «عكاظ»، من مصادر داخل هيئة أعضاء الشرف، أن الأمير مشعل بن عبدالله وجه بعقد اجتماع للهيئة، إلا أنه لن يرأس الاجتماع، من منطلق أن للهيئة استقلاليتها ولها أن تتخذ ما تراه مناسبا من قرارات محققة لآمال وتطلعات الجماهير النجرانية، بعيدا عن إقحام الإمارة في عملها أو قراراتها التي تتخذها دون فرض أو وصاية من أحد، وتشير ذات المصادر إلى أن سمو أمير المنطقة سيظل داعما ماليا ومعنويا، وسيبارك أي قرارات إدارية تنظيمية تتخذها الهيئة لضمان عمل يسير وفق رؤى وأفكار جماعية تصب في مصلحة الكيان النجراني. وقال عضو فاعل من داخل الهيئة، إن العبرة ليست بعقد هذا الاجتماع الذي يرى عقده في مقر النادي وليس في الإمارة، وإنما بضرورة التوصل إلى إقرار آلية عمل تضمن لها مكانتها وقوتها وحضورها الفاعل من حيث الدعم المادي، والتداخل مع مجلس الإدارة في كثير من الأمور المفصلية التي تتعلق بالجوانب الفنية والإدارية، وطالب أن يتضمن جدول أعمال الاجتماع المقبل، إقناع رئيس الهيئة ونائبه والأعضاء المبتعدين بالبقاء ضمن فريق الهيئة، خاصة أن ما يتردد عن استقالتهم أمر عار من الصحة، مع إضافة أسماء جديدة للهيئة خاصة الرجال الذين أفنوا سنوات طويلة من أعمارهم في خدمة الكيان أمثال رؤساء النادي السابقين وأعضاء الشرف الفاعلين واللاعبين القدامى، وقال «ليس من المنطق أن يطغى المال على الفكر، وليس من الحكمة أن تشكل هيئة تملك المال ولا تحمل الفكر، وطالب وبقوة بضرورة عدم تجاهل رموز النادي من قبل شباب قادتهم المادة إلى شغل كراسي الرئاسة وعضوية النادي، وأضاف إنه يطل على المشهد ويرى أن قلة سيطروا على النادي وهذا أمر خطير، لأن عشرات الآلاف يتابعون بألم ما ستؤول إليه أحوال النادي، الذي لولا الدعم المادي والمعنوي من سمو أمير المنطقة شخصيا لكان في أسوأ أحواله. من جهته طالب عضو شرف في الهيئة فضل عدم ذكر اسمه، بحضور مجلس الإدارة للاجتماع المقبل الذي فضل أيضا عقده داخل أسوار النادي، وأن يقدم رئيس النادي وزملاؤه من خلاله بيانا بالتبرعات والسلف التي قدمت لخزينة النادي منذ بداية الموسم، وبيانا آخر بأوجه صرفها وقال «هذا ليس طعنا في أمانتهم وإنما هو ما كان يجب أن يتم بصورة مستمرة لتكون الهيئة على بينة بأوضاع النادي المالية، خاصة أن إدارات سابقة ضربت بمكانتها عرض الحائط، ووافقت على انتقالات وتعاقدات وقرارات دون العودة للهيئة أو حتى مناقشتها، وهذا ما لا يمكن أن يرضاه أي داعم صادق للنادي»، وأشار إلى أن الأمر المؤلم هو المطالبة بعقد اجتماعات عندما يواجه النادي وضعا ماديا صعبا، بينما يتجاهل رئيس وأعضاء المجلس أعضاء الشرف عندما تكون الأمور جيدة، وتساءل: أين عقد رعاية الشركة الإماراتية لنادي نجران، ولماذا لم يشعر أمير المنطقة الذي يطالبونه الآن بعقد الاجتماع، أو هيئة أعضاء الشرف بهذا العقد وبنوده، أم أن الأمر لا يعني أحدا إلا عندما تظهر الأزمات فيبحثون لهم عن منقذ ويطالبون بجمع الدعم المالي، وقال إنه لا يعلم عن هذا العقد إلا عبر وسائل الإعلام المختلفة. وطالب العضو الشرفي، بأن يناقش الاجتماع المقبل تشكيل مجلس تنفيذي ينبثق من هيئة أعضاء الشرف، وتعيين أمين صندوق للهيئة، لضمان دعم متواصل بآلية عملية بعيدا عن الاجتهادات والبحث عن الظهور، وفي المقابل يكون من ضمن مهامها، مناقشة مجلس الإدارة في جميع القرارات الفنية والإدارية قبل اتخاذها ودعمها من صندوق الهيئة في حال إقرارها ومباركتها، وبرر مطالبته بأن أعضاء الهيئة الحاليين مشغولون بأعمالهم داخل المنطقة وخارجها، وغير قادرين على متابعة أوضاع النادي، وفي المقابل لا يحملون الفكر الرياضي الذي يؤهلهم لمناقشة مجلس الإدارة في الأمور الفنية البحتة، وأضاف إن المجلس التنفيذي سيعمل في حال الموافقة عليه من قلب الهيئة ووفق آلية تناقش في الاجتماع، ويرى بأن يكون أعضاء المجلس التنفيذي من رؤساء النادي السابقين والأعضاء الفاعلين واللاعبين القدامى الذين يحملون خبرات في مجال كرة القدم تؤهلهم لأن يكونوا عونا للهيئة في أداء واجباتها تجاه النادي، وقال للأسف الشديد إن البعض يحاول استغلال هذه الهيئة لتحقيق أمجاد شخصية وهذا ما يجب أن يكون خارج إطارها، خاصة من يسعون لإحراج جهات وأشخاص قدموا كل الدعم المادي والمعنوي لهذا الكيان. وأكد عضو شرف فاعل، أن المرحلة المستقبلية تتطلب أن يكون تشكيل الهيئة محققا للآمال والتطلعات، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تحديد مواعيد الاجتماعات وجدولتها، بحيث يكون جميع الأعضاء على علم مسبق بها، وأن يحدد دعم كل عضو وفق محاضر تصاغ في الاجتماع المقبل، مع الاتفاق على آليات الصرف والتداخل مع مجلس إدارة النادي عن طريق المجلس التنفيذي، وقال إن كل ذلك يصادر محاولات البعض في الادعاء بأنهم من يتبنون هذه الاجتماعات وأنهم الأكثر حرصا من غيرهم على مستقبل النادي، واتفق مع عدد من زملائه بضرورة عدم تجاهل رموز النادي من الرؤساء السابقين والأعضاء الفاعلين واللاعبين القدامى تقديرا لهم ولوقفاتهم المشرفة التي لولاها لما كان الكيان في هذا الموقع، ولما تشكلت هذه الهيئة التي يحاول البعض التسلق من خلالها.