قبل 13 عاما مضت (مايو 2000م)، بدأت مؤسسة الفكر العربي مسيرتها، حين دعا الأديب والشاعر الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز (في خطاب ألقاه في احتفالية بيروت عاصمة للثقافة العربية) إلى مبادرة تضامنية بين الفكر والمال تتبناها مؤسسة أهلية عربية تستهدف الإسهام في النهضة والتضامن العربي. حفلت تلك الأعوام لمؤسسة الفكر العربي بمبادرات متعددة في قضايا التنمية والفكر الثقافي العالم العربي، بعد أن بدأت نشاطها التحضيري في مقر مؤقت في أبها قبل انتقالها لمقرها الدائم في بيروت، في مواصلة لحلم الأمير خالد الفيصل بوحدة الفكر والثقافة الفاعلة لكل الأنشطة الإنسانية. وجسدت فكرة إنشاء المؤسسة مشروعا حاملا لآمال ضخمة، تحركه قراءة موضوعية لأحوال الواقع العربي والإخلاص للأمة والأرض والتاريخ والتراث العربي، لاسيما في ظل تحديات النظام العالمي الجديد، إذ رأى الأمير خالد الفيصل أن الأمة العربية تواجه مأزق الشتات في عصر التجمعات والتكتلات، وأنها تكابد ضعف البنية والبنيان وسط عالم ينشد القوة جاهدا بالعلم والعمل، فيما تقف أقلية على حد التغني بأمجاد الماضي، وأخرى يبلغ بها الإحباط حد التنكر لهويتها وتتعشق حضارة الغير، أما الأغلبية الكاسحة على امتداد الوطن العربي فكم عاشت مع الإرهاصات التي تومض هنا وهناك على أمل أن يعقب البرق غيث دون جدوى. وانطلاقا من هذه القناعة، كان لا بد من قيام مؤسسة عربية أهلية، ليس لها ارتباط بالأنظمة أو بالتوجهات الحزبية والطائفية، تتولى رعاية هذا الفكر ودعمه وتوظيفه لصالح الأمة العربية، وذلك بدعم من رجال المال من أصحاب الحس القومي والمؤمنين بالمسؤولية الثقافية لرأس المال. لذلك؛ كانت أهداف الفكر العربي تتمثل في: تنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وقيمها وهويتها من خلال البرامج الثقافية الملائمة، ترسيخ الأفكار والفعاليات التي تعمل على نبذ دواعي الفرقة وتحقيق تضامن الأمة وتوجيه جهودها لتصب في المصلحة العربية العليا، والعناية بمختلف المعارف والعلوم وتعميق الاهتمام بالدراسات المستقبلية والاستغلال الأمثل للتقنيات.