على الرغم من تأكيدات مدير عام الطرق بجازان المهندس ناصر الحازمي بأن مشروع خادم الحرمين بفيفاء الذي يصفه الأهالي بمشروع المليار ريال سيحدث نقلة تنموية للمحافظة، يرى أبناء المنطقة أن المشروع خرج عن مساره الصحيح، وبات بعيدا عن أصل القرار الذي أنشئ من أجله، بل بات غنيمة للمقاولين، ولا ينفع الأهالي، مما يعد إهدارا للمال العام. وأوضحوا أن الطريقين المزمع تنفيذهما والمعتمدين منذ ست سنوات على شكل مراحل بعقود مستقلة لم تنجز منه أي مرحلة، فيما التنفيذ في المواقع السهلية لا يخدم أحدا، بل يتجاهل المصلحة العامة، لأن الهدف من اعتماده خدمة الأهالي الذين يسكنون الجبال سواء في تنقلاتهم من الشمال للجنوب أو من الشرق للغرب. يتركز سكان محافظة فيفاء بنسبة تزيد على 95% فوق أعالي الجبال وذلك من مجموع سكان المحافظة البالغ تعدادهم حوالي 80 ألف نسمة والذين يتوزعون على سلسلة جبال فيفاء ويمتهنون الزراعة فوق مدرجاتها الزراعية. ويرى الأهالي أنه مع اتساع نطاق حركة البناء والتعمير والتنمية السريعة التي تشهدها المحافظة وإقبال السائحين على المحافظة التي تحظى بمقومات سياحية فريدة، إلا أن المشكلة الرئيسية التي لا يزال يعاني منها سكان وزوار فيفاء هي الطرق التي فتحت بطرق عشوائية، وتصنف على أنها طرق جبلية وعرة ضيقة تفتقر لأبسط وسائل السلامة من حواجز وإنارة ولوحات إرشادية وتصريف لمياه الأمطار لذلك فهي لا تستطيع مواكبة النمو السكاني المتسارع مع حركة السياح المتزايدة ولا تساير التطور والنهضة الشاملين في المحافظة. ويقول المهندس حسن سالم الفيفي: «نتألم ونحن نشاهد هذا المشروع الكبير يتبخر، ولا نستفيد منه، ومحافظة فيفاء تضم العديد من المتخصصين والكوادر المؤهلة الذين كانوا يطلبون الاستماع لآرائهم وإطلاعهم على الدراسات والتصاميم الخاصة بالمشروع ليشاركوا في وضع التصور المبدئي الذي يتم من خلاله تحديد مسار الطريقين، بحيث يخدمان أكبر عدد من المواطنين وفي نفس الوقت ينفذان بأقل الأضرار الممكنة». ويرى المهندس سليمان أحمد الفيفي أن تنفيذ الطريق في حقو فيفاء نسف مشروع طريق حقو فيفاء الذي كان قد أوشك على الانتهاء، وهذا يعد هدرا ماليا وسوءا في التخطيط والتنفيذ وطالب بإعادة ترسيم الطريق بشكل كامل في جبال فيفاء حسب قرار مجلس الوزراء، مضيفا: «نعلم أن تعليمات وزارة النقل تنص على ترسية المشاريع على شركات وطنية، لكن في ظل الخصوصية المتمثلة في طبوغرافية جبال فيفاء الوعرة وتكويناتها الجيولوجية الفريدة وعدم وجود مقاولين وطنيين مؤهلين لتنفيذ مثل هذه المشاريع فلماذا لا تتم دعوة شركات أجنبية متخصصة لتنفيذ هذا المشروع». وقال أحمد محمد الحكمي «لقد استبشرنا خيرا بتصريحات وزير النقل بعد صدور قرار مجلس الوزراء بإنشاء الطريقين في فيفاء عن تشكيل لجنة من وزارته وإمارة منطقة جازان تقوم بالإشراف على دراسة إنشاء الطريقين من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب بفيفاء وكلنا أمل في متابعة تنفيذ هذا المشروع العملاق وحل مشاكل الطرق الجبلية الوعرة في محافظة فيفاء».\ ويشير يحيى سالم الظلمي إلى أنه: «كانت لنا تجارب سابقة مع هيئة تطوير فيفاء التي نفذت طرقا قديمة في فيفاء بشكل عشوائي كانت لها آثار تدميرية كبيرة على البيئة بجميع مكوناتها في فيفاء، وقد أوضحنا لإدارة الطرق ذلك قبل تنفيذ المشروع وطالبنا بسماع مقترحاتنا وآرائنا ولكن دون جدوى، وكنا نتخوف من آلية التنفيذ فقط ولم يكن في حساباتنا أن تتم مخالفة وتغيير خط سير الطريقين من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب الذي نص عليه قرار مجلس الوزراء لنفاجأ بمخطط طريق حزام دائري على حدود محافظة فيفاء». ولا يرى جابر أحمد العبدلي أي أهمية لتنفيذ المشروع في مواقع منبسطة وسهلة شبه خالية من السكان، متسائلا «أليس من الطبيعي أن يكون هذا المشروع قد سلم لاستشاري متخصص في تصميم الطرق الجبلية حتى يحقق الإرادة والغاية من اعتماده وبالتالي يخدم التجمعات السكانية الرئيسية». ويضيف علي الفيفي «لا أدري هل إدارة النقل بجازان تجهل الهدف من المشروع أم أنها مراعاة للمقاولين أو هو سوء تدبير وتخطيط احتكرت فيه إدارة النقل القرار دون أخذ آراء الجهات الحكومية المختصة في فيفاء كبلدية فيفاء ومحافظة فيفاء والمشايخ وذوي الخبرة عند التخطيط لهذا المشروع الكبير».