ناقش ملتقى الشباب الخليجي في حوار مفتوح واقع الصحافة اليوم ومدى تأثيرها في صناعة وحدة خليجية حقيقية، وطرح المشاركون في الملتقى الذي أداره محمد المختار الفال نائب رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» في قاعة الندوات عددا من المحاور والموضوعات التي تتعلق بالصحافة والإعلام الخليجي، وتكوين رؤية مشتركة للوصول إلى مرحلة الاتحاد. ووصف بعض المشاركين الواقع الصحفي بالمحبط نظرا لعدم الاستفادة من الكفاءات الصحفية ولوجود معوقات تمنع الصحفي من أداء عمله بكل مهنية. وعلق الأمين العام للصحافة الخليجية ناصر العثمان على مداخلات الشباب بقوله ليس هناك إحباط إلى هذه الدرجة ولابد أن يكون هناك أمل وطموح في المستقبل دون أن نضع الإحباط في الذهن، مشيرا إلى أن الصحافة تحتاج إلى الصبر والمثابرة ولا بد من الاقتناع بطموحات الشباب ورسائلهم للوصول إلى صناعة الذات والاستفادة من الغير. وأضاف بأن من الضروري أن تكون المهنية من أولويات الصحفي إذ لا بد أن يكون أمينا وصادقا مع نفسه ويحترم مهنته، وأن يكون باحثا عن الحقيقة بكل تجرد. وشدد العثمان على ضرورة المحافظة على الهوية العربية أولا ثم الخليجية لأننا يجب أن نرتبط بهويتنا العربية وأن نحافظ على عاداتنا وتراثنا وخصوصيتنا.. ونفى وجود أي تمييز بين الجنسين فيما يخص ملتقى الصحفيات الذي عقد العام المنصرم في الكويت. وقال أمين عام الصحافة الخليجية: «عندما فكرنا في الملتقى الحالي لم يكن لدينا مانع من مشاركة وحضور الصحفيات إلا أن الصحف رشحت صحفيين فقط وليس لدينا تفرقة لأن الكل يعمل في هذا المجال دون فصل بين الجنسين، وشدد العثمان بأن اتحاد الصحافة ليس جهة سياسية ليتدخل في تقريب وجهات النظر، إذ أن النظام الأساسي يقول إننا مؤسسة مهنية ولا نتدخل في مثل هذه الأمور، لافتا إلى أنه من الممكن أن نناقش قضايا سياسية من خلال عملنا المهني لكن لا ندخل في أمور سياسية بتاتا». وعلق في رده على إحدى المداخلات عن نسبة الحرية والانتهاكات الصحفية بقوله: «ليس لدينا في منطقة الخليج المعنى الكامل والصحيح لهذا المصطلح، وفي بعض البلدان العربية والخليجية ليس هناك ممارسة للحرية برغم أنهم يتشدقون بها، مبينا بأن ما تغطيه الصحف السعودية من قضايا أكثر جرأة وهامش حرية من دول خليجية». من جانبه، أشار مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الدكتور محمد الحربي مخاطبا المشاركين في الملتقى، إلى وجود المعوقات التي قد تعترض الشبان في أي بيئة عمل، ولا بد أن يسعى الشاب خلف طموحه وحلمه، مؤكدا بأن القارئ في وقتنا الحاضر أصبح مدركا وحصيفا ويملك قدرة كبيرة على الفرز فيما يطرح عليه أكثر من أي وقت آخر. وطالب الصحفيين المشاركين بضرورة الإخلاص لعملهم وأسمائهم حتى يحققون المزيد من الإنجازات والإيجابيات، منوها بأن الهدف من هذا الملتقى هو دعم فكرة الاتحاد الخليجي وبلورة أفكارها لدى الشباب الخليجي، وتمنى في نهاية حديثه أن يدعم الجميع هذه المبادرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين وأن يكونوا أكثر فاعلية في طرحها من خلال صحفهم بعد عودتهم إلى بلادهم. وفي مداخلاتهم في الملتقى طالب يعقوب علي من صحيفة الاتحاد الإماراتية بضرورة تفعيل ملتقيات شبابية قادمة تبلور من خلالها قضايا ليس فقط على المستوى الصحفي والإعلامي بل تثري بنقاشاتها معظم القضايا الشبابية، على أن يكون جدول اللقاءات مزدحما بالمحاضرات وورش العمل وفي مدة أطول. وقال بلال عبده أحمد سكرتير تحرير جريدة الجمهورية اليمنية إن التحدي الذي يواجه الصحفيين هو سقف الحرية، إذ أن الصحافة الرسمية تهتم بالمسؤولين أكثر من صحافة الشارع، كما أن هناك تشريعات للصحافة والمطبوعات يجب أن توجد قوانين منظمة للعمل الصحفي وتخدم قضايا الناس من خلال طرح موضوعات تتماس معهم مباشرة. واعتبر خميس السلطي من جريدة الوطن العمانية بأن منطقة الخليج تمر بكثير من المشكلات الاجتماعية المشتركة، متسائلا عن أسباب غياب دور اتحاد الصحافة الخليجية تجاه هذه الإشكاليات متمنيا إيجاد طريق مباشر لحل بعض المشاكل من خلال بيانات أو مواقف صريحة تهدف إلى إيجاد المحبة والألفة بين دول المجلس. وذكر عادل عبدالرحمن من صحيفة «عكاظ» بأن المؤسسات التعليمية التي تضخ لسوق العمل الصحفي تحتاج إلى مزيد من الشراكات مع المؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى النظر في حال المناهج الدراسية والأكاديمية التي تدرس في الجامعات، وكذلك التدريب العملي الذي يحتاج جرعات مكثفة. وقال راشد الغائب من جريدة البلاد البحرينية نحتاج إلى التركيز على ضرورة الحفاظ على الهوية الخليجية في المنتج الإعلامي، حيث هناك في الممارسة العملية عدم الاهتمام بالكفاءات الخليجية وهو الأمر الذي ربما تكون أسبابه توفير الكم الأفضل أو المادة. وطالب عبدالعزيز النصافي من مجلة اليمامة، بإعداد مبادرة لتوحيد الخطة الإعلامية يتبناها اتحاد الصحافة الخليجية، وتكون أكثر من مجرد ملتقى للشباب، ولفت علي الظاهري من صحيفة البيان الإماراتية بأن الاهتمام في تخصص الصحافة بالجامعات الخليجية قل كثيرا عن السابق، وهناك عزوف عن مهنة الصحافة من كثير من الشباب، وتمنى أن يكون هناك توجه لدعم هذا القسم المهم في الجامعات.