لوهلة يظن الزائر لحي القريعة بمحافظة ضباء، أن «قطار الخدمات» لم يمر من هنا، فرغم انتهاء فترة التمديدات الأساسية لخط المياه الرئيسي الذي شارف على تجهيزه أكثر من 7 سنوات، إلا أن بعض السكان لا يزال العطش ينهكهم، ويضطرون لشراء صهاريج للمياه لتوفير أكسير الحياة لمنازلهم، ما قد يهدد بنزوحهم وهجرة بيوتهم. وأكد عدد من الأهالي أن شح المياه دعا البعض للتفكير في الرحيل عن الحي بعدما تفاقمت الأزمة ولم يتحرك خلالها ساكن أي من الجهات لتقف على المشكلة وتعمل على حلها -على حد قولهم-، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل الفوري للبت في معاناتهم وتوفير المياه. ويشير عبد الله بن سمران الحويطي إلى أنه توجه لفرع المياه بضباء وأخبره أحد الموظفين بأنه لا يمكنه الحصول على المياه إلا عن طريق قسيمة تخولهم كمسؤولين محاسبة المتعهد، موضحا أنه حينما سأله حول كيفية حصول كبار السن والمعاقين على المياه والذين لا يستطيعون التوجه لموقع التوزيع، أخبره بأنه يجب عليهم الاتصال بهواتفهم النقالة الشخصية، حتى يزودوهم بالمياه وقد يصل الانتظار لمدة أسبوعين، مضيفا أن «الحاجة ماسة لوجود شبكة للمياه، في ظل الطلب المتزايد عليها، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الصهاريج إلى 200 ريال، وخاصة في فصل الصيف، ونأمل أن يحسم هذا الملف في أسرع وقت ممكن». وذكر أن الأهالي لم يجدوا أي حل إلا الاستعانة بالصهاريج التي تجلب المياه بأسعار خيالية جدا تصل الى 200 ريال للحمولة الواحدة، مشيرا إلى أن تلك الأسعار استنزفت جيوب الأهالي، خصوصا أن غالبية السكان من ذوي الدخل المحدود ولا يستطيعون التأقلم مع أسعار الوايتات الملتهبة التي لا تتناسب مع ظروفهم المعيشية. وأوضح أن عددا من الأهالي يضطرون إلى شراء عبوات المياه الكبيرة من المحلات التجارية بغرض الاستحمام والوضوء بسبب انعدام المياه وصعوبة الحصول عليها في ظل السباق الماراثوني الذي يقوم به الأهالي لملاحقة صهاريج المياه لتوفيرها لمنازلهم، مشيرا إلى أن عملية الشراء تلك اثقلت كاهل بعض الأسر واستنزفت جيوبهم. وقال مسلم بن عياد بن سالم من سكان حي الفريعة إن مشكلة المياه قد تصل لعشرين يوما بعد معاناة من المراجعات والتقيد بالقسيمة التي تعد حقا للمتعهد في المقام الأول، متسائلا عن دور «المياه» في توقف مشروع تزويد الحي بعدادات كبقية الأحياء التي شملتها الشبكات. وأكد سمران عيد الحويطي أن الأزمة تتفاقم يوما بعد يوم، لدرجة أن الاهالي تكبدوا خسائر كبيرة لارتفاع أسعار الصهاريج، مبينا أنه مضطر لاستعمال المياه المالحة لسد احتياجاته لعدم توفرها بالحي، مناشدا الجهات المعنية بوجود حل ينهي هذه المعضلة. في المقابل أفاد مدير عام المياه بمنطقة تبوك المهندس صالح الشراري، أنه توجد معدات قائمة على انجاز العمل، مبينا أنه تم إرساء مشروع الشبكات على إحدى الشركات وسوف يبدأ العمل به خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع بقية الأحياء التي لم تدخلها الشبكات. وأكد أنه بحلول عام 2017 سوف تنتهي معاناة المياه بشكل نهائي في كافة محافظة ضباء، للتوسعة التي ستعكف عليها تحلية ضباء، منوها بأنها تضخ كميات بسيطة حاليا لا تستوعب سكان المحافظة على الإطلاق.