على الرغم من أن منطقة جازان تصدر العديد من المنتجات الزراعية إلى أنحاء المملكة ما جعلها تستحق لقب «سلة غذاء المملكة»، إلا أن أراضيها الخصبة لم تستثمر كما يجب، ولاتزال قادرة على مضاعفة إنتاجها الزراعي متى ما حظيت بقليل من الاهتمام وتدفق رجال الأعمال إليها للاستثمار في أراضيها الطيبة، خصوصا أنها تتميز بتربتها الصالحة للزراعة، ووفرة المياه التي تجري في أدويتها طوال العام، إذ تزيد مساحة الأرضي الزراعية فيها على 240 ألف هكتار. وأكد اختصاصيون أن منطقة جازان قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي للمملكة من الإنتاج الزراعي وتصدير الفائض منه، فضلا عن أنها تعد من أنجح البيئات للاستزراع السمكي لما تتميز به من سهول ساحلية على شواطئ البحر الأحمر يبلغ طولها تقريبا 323 كلم مما يسهم في سد حاجة السوق المحلي وتصدير الفائض إلى الأسواق العالمية. وتشتهر جازان بزراعة العديد من أصناف الفاكهة والخضار والتي تتصدرها أشجار المانجو وإنتاجها الغزير أكثر من غيرها من الأنواع والأصناف والمنتجات الزراعية الأخرى التي يتم زراعتها بالمنطقة. وبدأت قصة نجاح زراعة المانجو بالمنطقة منذ العام 1982م عندما أدخلت وزارة الزراعة ممثلة بمركز الأبحاث الزراعية بالمنطقة، أصناف ذات جودة عالية من المانجو من الدول التي اشتهرت بزراعة المانجو ومن أهمها مصر والسودان وأمريكا والهند وأستراليا وكينيا وإجراء العديد من الدراسات والتجارب عليها وزراعتها فأثبتت نجاحها وبدأت عمليات التوسع في زراعة المانجو بالمنطقة. ويشترط لنجاح زراعة المانجو توفر عوامل عدة أولها الأرض الزراعية المناسبة حيث تعد الأراضي الصفراء الخفيفة أو الطميية العميقة جيدة الصرف ومعتدلة الحموضة والأراضي الحصوية المكان المناسبة لزراعة المانجو مع توفر الأجواء ذات الحرارة العالية نسبيا حيث تنمو أشجار المانجو بحالة جيدة عند توافر الرطوبة الجوية والأرضية، إذ تقلل الرطوبة الجوية من احتراق الأوراق نتيجة لارتفاع درجة الحرارة مع مراعاة وجود فترة جفاف أثناء تكشف البراعم الزهرية والتزهير ونضج الثمار. ولم يقتصر النجاح في مجال الفواكه الاستوائية في منطقة جازان على المانجو، بل شمل الجوافة بالإضافة الى الأناناس وكذا الباباي والتين، ونبات الكاجو من المكسرات. كما ثبت نجاح زراعة أكثر من خمسين صنفا من المانجو في منطقة جازان إلى جانب العديد من الأصناف الأخرى التي تجرى عليها الأبحاث والدراسات حاليا وذلك لمعرفة مدى مناسبتها للزراعة بالمنطقة التي تدل النتائج الأولية على نجاح زراعتها. وبسبب التنوع التضاريسي في المنطقة فإن تربة المنطقة صالحة لزراعة العديد من الأنواع النباتية بها بنجاح ومنها الحبوب، حيث يمكن زراعة الذرة الرفيعة والدخن والسمسم، كما يمكن زراعة العديد من محاصيل الخضار كالطماطم، والباميا، والباذنجان والكوسة والفجل، إضافة إلى العديد من الخضروات الورقية كما يتم زراعة العديد من النباتات العطرية مثل الكاذي والبعيثران والريحان والشار والفل الذي اشتهرت به المنطقة. وأوضح مدير مركز الأبحاث في منطقة جازان المهندس صالح القحطاني أن المركز يعمل في مجال الأبحاث الزراعية بعد دراسة الظروف البيئية للمنطقة من قبل عدة أبحاث بتعاون مع جامعة جازان، مشيرا إلى أنه جرى إدخال أنواع من الفاكهة بغرض دراستها وتقييمها تحت ظروف المنطقة المناخية. وذكر القحطاني أن نتائج الدراسات دلت على نجاحها مما أسهم في التوسع بزراعتها وتعميمها على المزارعين في المنطقة، مشيرا إلى أن أنواع أشجار الفاكهة التي تتم زراعتها هي المانجو التي تعتبر أهم أشجار الفاكهة ونجحت زراعتها في المنطقة وهي ذات جودة عالية وكذلك الأناناس والجوافة والباباي والتين والمكسرات.