يرى عدد غير قليل من نساء المدينةالمنورة أن ارتياد المولات (المجمعات التجارية الكبيرة)، لم يعد مقصورا على التسوق أو شراء مستلزماتهن النسائية أو لوازم الأطفال والمنزل من ملابس وكماليات وخلافه، حيث يجدن في ذلك ترفيها وترويحا عن النفس، فبعضهن يبدأن التسوق منذ الخامسة عصرا، إذ يجدن في الأسواق متنفسا للقاء صديقاتهن والتجول برفقتهن والتسوق الجماعي، ومن ثم التوجه إلى الكافيهات لتبادل أطراف الحديث، فيما يلهو الأطفال بالألعاب الترفيهية، فتطول الجلسات لتناول العشاء ثم يغادرن الأسواق قرابة الحادية عشرة ليلا. تقول هنادي متسوقة: ريادة السوق شيء محبب لدينا نحن معشر النساء وقد يكون متنفسا لنا من المنزل الذي نشعر فيه أننا حبيسات الجدران فنصاب بالملل، مستدركة: ولا يكون خروجنا للاسواق بشكل يومي، فنحن نكتفي بمرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع حتى لا نصاب أيضا بالملل، لافتة إلى أنها لا تخرج بمفردها بل بصحبة أخواتها أو جاراتها وصديقاتها، «حيث تكون متعة جماعية نتسوق ونجتمع لتجاذب أطراف الحديث سويا، والاستئناس بآراء بعضنا البعض في ما نتسوقه من كماليات منزلية أو ملابس للأطفال الذين يستمتعون بالألعاب الترفيهية ومطاعم الوجبات السريعة، كونهم يشعرون بالملل من طعام البيت المتكرر، فيطالبون بالذهاب إلى الأسواق ليفوزوا باللعب والأطعمة السريعة المحببة إليهم، فالاسواق متنفس لنا ولأطفالنا تحقق متعة كبيرة وترويحا عن النفس فيما نكتسب صداقات نسائية جديدة كل يوم». توافقها الرأي جمانة الصيرفي، مضيفة: الأسواق الكبيرة أصبحت هواية لدي، بل جزء لا يتجزأ من برنامجي الأسبوعي بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات ولا اشعر بملل فكل مرة اختار مجمعا جديدا، حيث أجد متعة كبيرة في التنقل في المحلات كونها تجدد معروضاتها وخاصة في فترة الصيف، بالإضافة إلى حبي لكل ما هو جديد، وأحرص على اقتناء الأغراض المميزة من الأسواق قبل الجميع، أما المطاعم فتضعني أمام عدد كبير من الاختيارات، بعكس طعام المنزل حيث أضطر إلى تناول ما هو متوفر رغما عني، كما أن الأسواق تتيح لي إقامة علاقات اجتماعية نسائية متميزة. وتصف ربا هادي الأسواق بمعشوقة النساء وهوسهن، حيث يجدن فيها المكان الآمن للهروب من القلق والغضب والمشاكل وكثرة الهموم الأسرية فتفرغ طاقاتها في السير في المجمعات التجارية لقضاء لوازمها وأيضا للمتعة والترفيه عن نفسها وعندما يسألها الزوج لماذا السوق تجيبه بأنها تريد متابعة آخر مستجدات الموضة في السوق وهي بعكس ذلك بل تريد تفريغ الشحنات السالبة التي تشعر بها من جراء ذلك، وأيضا لتقضي لوازم أساسية للمنزل فكل مجمع تجاري يوجد به سوبر ماركت كبير تتبضع منه ما ينقصها في المطبخ المنزلي في شيء من الرحمة بالزوج الذي يذهب بشكل يومي ومتكرر له لجلبها فهي هنا تكفيه التعب. أم روان تقول: أنا اتواجد في المجمع التجاري بشكل يومي لقرب منزلي من السوق وليس الغرض للتسوق فحسب بل للجلسة مع النساء اللاتي يأتين للتفريغ عن نفسها بالحديث ومشاركة الاخريات لطلب المشورة والنصح فمن واقع تجارب رأيتها وجلست معها هنا لا ألوم النساء في ارتياد الأسواق التجارية فالكل ليسوا للتسوق وانما لإزالة ما في النفس من هموم ومشاكل يتناسونها في الجلسات النسائية والتعارف بينهما، والاغلب يأتين برفقة الاخوات والصديقات كحالنا نحن لقضاء وقت ممتع بعيدا عن المنازل في أجواء مرحة وأيضا برفقة الأطفال فهم جزء من زيارتنا للأسواق، رغم أن التواجد اليومي مرهق إلى حد كبير إلا أننا اعتدنا عليه. من جانبها لا تؤيد أم فريال ارتياد الأسواق بشكل يومي، مؤكدة أنه خطأ كبير وليس ضروريا، كما لا توافق على بقاء الفتيات بالأسواق لساعات متأخرة من الليل، فالسوق من وجهة نظرها وجد لأداء الحاجة فقط وشراء اللوازم التي يحتجنها، فيما ترى أن الأسواق لم تنشأ للتنزه، فمن يرغب في التنزه والترفيه عليه التوجه إلى الحدائق، مضيفة: لا أتصور نفسي أقضي أغلب وقتي في الأسواق بدلا من منزلي وأسرتي، فأنا بالتأكيد ضد فكرة التسوق اليومي إلا لشيء مهم جدا. من جهتها أوضحت الإخصائية الاجتماعية خلود الطيب أن التسوق ضرورة للسيدات بشكل عام وخاصة الأمهات وربات المنازل، حيث تحتاج المرأة إلى شراء احتياجاتها بنفسها حيث لا يعرف الرجل متطلبات المطبخ واحتياجات أبنائه، ما يضطر المرأة إلى التسوق بنفسها لها ولأبنائها، إلا أنها لا ترى ضرورة أن يكون التسوق بشكل يومي، لأنه يخرج عن الغرض المخصص له، ما يؤدي إلى إرهاق المرأة وأبنائها خاصة العاملات بعد دوام يوم كامل، مستطردة: لا مانع من مرافقة الصديقات والجارات للتسوق الجماعي، إلا أن الرجال بشكل عام يرفضون خروج الزوجات بشكل يومي إلى الأسواق بحجة الترويح عن النفس.