رغم انحسار ظاهرة الافتراش في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة مقارنة بالأعوام السابقة، إلا أن الظاهرة ماتزال تسجل حضورها في المدينةالمنورة، حيث تحولت ساحات ومواقف المسجد النبوي الشريف قبيل صلاة الجمعة أمس إلى مساحات مفتوحة للافتراش، حيث خلد كثير من الحجاج المتعجلين الذين توافدوا إلى طيبة الطيبة مع بدء الموسم الثاني، للنوم لأخذ قسط من الراحة إثر الإجهاد الذي تعرضوا له بعد انتهاء مناسك الحج. وفي مواقف سيارات المسجد النبوي الشريف تحولت الأفياش الكهربائية إلى مكان مخصص لشحن الجوالات، حيث بدا ظاهرا تسابق الحجاج القادمين إلى المدينةالمنورة على المواقع التي تتوفر بها أفياش كهربائية لشحن جوالاتهم، فيما خلد آخرون إلى النوم في مواقع أخرى داخل المواقف غير آبهين بخطورة مثل هذه الأماكن المغلقة على صحتهم نتيجة الأبخرة المتصاعدة من عودام السيارات. وبالمقابل أخلت وزارة الحج مسؤوليتها عن هذه الظاهرة، حيث أوضح مدير فرع الوزارة بالمدينةالمنورة محمد بن عبدالرحمن البيجاوي إن المفترشين في ساحات المسجد النبوي الشريف والمواقف خارج منظومة الوزارة، وليس لديهم عقود إسكان كون معظمهم من حجاج الداخل من المقيمين. وقال البيجاوي «جميع الحجاج القادمين من الخارج مرتبطون بعقود إسكان، ولا يوجد حاج منهم بين المفترشين»، وبين أن ظاهرة الافتراش بدأت تتلاشي مقارنة بالسنوات السابقة، وذلك بعون الله ثم تشديد الإجراءات الخاصة بتصاريح الحج. ووفقا لما رصدته «عكاظ» ميدانيا عن ظاهرة الافتراش، فإن الأمر يتطلب من وزارة الحج والجهات المعنية البحث عن حلول عملية قابلة للتطبيق، بما يضمن القضاء على مثل هذه المشاهد السالبة في ساحات المسجد النبوي الشريف.