يستهل المدرب التونسي جلال قادري اليوم مهام عمله في نادي النهضة الذي وقع معه أخيرا عقدا احترافيا لتولي قيادة الدفة الفنية له خلفا للمقال بلاتشي. وقبل أن يغادر مقر إقامته في مدينة توزر في ولاية الجنوب التونسي كانت «عكاظ» قد التقته بينما كان يهم بالمغادرة تلبية لنداءات النهضاويين، وقال في مستهل الحديث «رفضت كافة العروض التي وصلتني من أجل رئيس النادي فيصل الشهيل ونائبه موفق السنيد وهما شخصان أحبهما كثيرا إذ قدرا ظروفي عندما دعيت لتدريب منتخب تونس على الرغم من أن الفريق النهضاوي كان متصدرا ومن الصعب على أي فريق أن يغادر مدربه وهو في استقرار ووضع منافسه»، وكشف في حواره ل«عكاظ» عن عدة تفاصيل فإلى محصلة ما دار في الحوار: ? غادرت وفريقك الحالي كان متصدرا لدوري ركاء، ألا ترى في ذلك خذلانا لمن عملت معهم؟. - ليس كذلك، استدعيت للإشراف على تدريب المنتخب التونسي وهذا نداء لا بد من تلبيته خاصة أن المهمة وطنية ولا يمكن لأي شخص التهرب منها أو تجاهلها، وهي فرصة يتمناها أي مدرب وشرف لي أن أكون ضمن الجهاز التدريبي لمنتخب بلدي وبجانب المدرب القدير نيبل معلول وهنا أشكر النهضاويين على تفاعلهم مع طلب الاتحاد التونسي وإصرارهم وحرصهم على المغادرة للإشراف على تدريب منتخب بلادي على الرغم من صعوبة موقف النهضاويين حينها، نظرا لتصدر فريقهم دروي ركاء والتجانس الذي حدث مع اللاعبين ومثل هذه الحالة صعبة على أي فريق، ولكن التعامل الراقي من قبل إدارة النادي ساهما في حل المشكلة والإدارة السليمة للوضع حيث تواصلوا معي وكلفوا مساعدي أيمن مخلوف بإكمال المشوار لكي لا يحضر مدرب آخر. ? ولكنك لم تستمر مع المنتخب التونسي وتم استبعادك.. ما تعليقك؟. أبدا النجاح كان موجودا والكفاءت التدريبية حاضرة من الطاقم التدريبي بأكمله مع منتخب مليء بالنجوم، وهي تجربة لاقت استحسان جميع التوانسة لثقتهم بإمكانيات الجهاز الفني. ? إذن ماهي أسباب الاستغناء؟. نشبت خلافات عريضة وكبيرة بين نيبل معلول والاتحاد التونسي لكرة القدم وأنا من ضمن المجموعة وتطورت تلك الخلافات ولم نصل معهم لحلول جيدة وبالتالي نحن من قدم الاستقالة ولم يستطيعوا إقالتنا نظير مطالبات الجمهور واللاعبين باستمراريتنا ولاقى الاتحاد التونسي انتقادات لاذعة على مختلف المستويات نظير تلك الخلافات التي أدت لاستقالتنا ولكننا راضون تمام الرضى عما قمنا به ونحن من وضع الطريق الصحيح للمنتخب وهو الآن يسير بالشكل الصحيح وخدمنا الجهاز الفني الجديد للمنتخب التونسي وتسلم مهامه والنواحي الفنية واللياقية والعناصرية مجهزة ولدى المنتخب التونسي مباراة هامة أمام المنتخب الكاميروني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في البرازيل وسينجح المنتخب التونسي فيها لمعرفتي التامة بما سيقدمه اللاعبون ولدي تواصل معهم بشكل مستمر بحكم العلاقة الجيدة معهم وبصفة غير رسمية، فمن الطبيعي أن تقدم إمكانياتك التدريبية لأبنائك اللاعبين حتى لو كنت خارج منظومة العمل. ? فريقك الآن يحتل المركز الأخير في ترتيب سلم الدوري.. ما قولكم؟. لا يهم ذلك بقدر ما يهمني الفريق ورجالاته وثقتي بنجاحي مع الفريق خلال المرحلة المقبلة وتعديل الأمور، وكل الأدوات مساعدة خاصة أن أجواء العمل مع إدارة النهضة تساعد على النجاح وهذا مهم لدى أي مدرب وأعرف اللاعبين جيدا وعايشتهم وأعرف إمكانياتهم ولديهم القدرة على مقارعة الكبار متى ما كان هناك توظيف لهم بالشكل الصحيح واستغلال إمكانياتهم وقوتهم وتميزهم كل حسب مركزه ورفضت كافة العروض التي تلقيتها من عدة أندية تونسية وخليجية تقديرا للنهضاويين. ? هل وقعت عقدك التدريبي معهم عبر الفاكس؟. عقدي مع النهضة تم ب«كلمة» ولم أشترط توقيعا مبدئيا لمعرفتي التامة أن كلمة الشهيل هي عقد بالنسبة لي، وتوقيع العقد الرسمي بعد حضوري ولم أتفاوض معهم على قيمة العقد ولبيت النداء النهضاوي حبا بأبناء النهضة وبكل تأكيد أنا سعيد بهذه العودة للتدريبفي السعودية. ? ما هي توقعاتك لمستقبل فريقك؟. لدي 22 يوما بعد توقف الدوري وأهم شيء هو تحسين مستوى الفريق، وإحداث تجانس أكبر وسترون الفريق بعدها يحصد النقاط ويعدل موقعه على الرغم من ارتفاع مستويات الفرق من الآن وصاعدا وبحثها عن المنافسة سواء في المؤخرة والهروب منها أو في المقدمة. ولكن هدفي هو تحسين موقع الفريق وتثبيت أقدامه بدوري عبداللطيف جميل وهذا هو الأهم وسيتحقق، والفريق تحسن مستواه في آخر مباراة أمام الرائد وتابعتها وتواصلت مع مساعدي أيمن مخلوف والذي أحدث استقرارا فنيا في مباراة واحدة وسوف يستمر معي ونحن مكملان لبعض. ? هل تعتقد أن الروماني إيلي بلاتشي هو سبب تدهور الفريق؟. هو مدرب يملك تاريخا كبيرا ولكن لا نستطيع أن نرميه بالتهم بعد مغادرته، والفشل يتحمله الجميع مثلما يسجل النجاح باسم الجميع وقد لا يوفق مدرب كبير مع فريق وقد ينجح مع آخر فمن يعرف خفايا الفريق ويوظف اللاعبين بالشكل الصحيح وكل لاعب يعطيه دوره وفق إمكانياته فهو المدرب الذي قد أدى دوره بشكل صحيح.. والتدريب في كرة القدم يتطلب الدقة وأي خطأ تدريبي من ناحية الخطط أو توظيف العناصر قد يضعك في قائمة الخسائر ولكن بلاتشي له تاريخه وعلينا أن لا ننكر أن له نجاحات لم يسجلها مع النهضة. ? المدربون التوانسة هم الأكثر تواجدا في عالم التدريب على المستوى العربي.. ما رأيك؟. الحمدلله.. المدربون التوانسة لديهم حب كبير لكرة القدم سواء كلاعبين أو مدربين والرياضة بشكل عام، والناحية التكوينية للمدرب التونسي أحد عوامل نجاحه ونحن نهتم كثيرا بتطوير قدراتنا التدريبية من خلال الدورات والدراسة الخاصة بالمدربين ونحضر كافة الدورات على أيدي مدربين عالميين ونستفيد من التجارب ونتابع جيدا عمل كل المدربين المبدعين للاستفادة، وقرب تونس من الدول الأوروبية ساهم بشكل كبير في نجاحنا ومتابعتنا لآخر التطورات في عالم التدريب.. وعلى سبيل المثال: نجاح التونسي فتحي الجبال مع الفتح وتفوقه على المدربين الأجانب الموسم الماضي دليل على أن المدربين التوانسة على علم بهذه الناحية، وهو مدرب منتظم وعلى درايه تامة بما يريد ويشرف كل المدربين العرب واستحق التميز الموسم الماضي بإنجازاته مع الفتح. ? كيف ترى مستويات فرق دوري عبداللطيف جميل هذا الموسم؟. مهما انخفضت مستويات بعض الفرق في البداية إلا أن الدوري السعودي يستعيد توهجه ويكثر متابعوه على المستوى العربي، ولاحظت ذلك في تونس وطبيعي جدا أن الفرق في البداية تكون أقل مستوى ولكن تتصاعد المستويات وتظهر القوة التنافسية من مباراة لأخرى ولا نستطيع أن نحدد أو نتوقع من سيحقق الدوري بحكم أننا في البداية والجولات كثيرة وستشهد مفاجآت، ورأينا تذبذب مستوى فريق الاتحاد ولكنه ضمن دائرة المنافسين هذا الموسم والقوة حاضرة بين الاتحاد والهلال والأهلي والشباب والنصر والفرق الأخرى تقدم مستويات جيدة وترتب وضعها للأفضل في مباراة وكل جولة. ? من من اللاعبين لفت نظرك هذا الموسم؟. أعتقد أن مختار فلاته كان هو الأبرز تهديفيا والأجنبي نيفيز والأخير يؤدي أدوارا جيدة ويسجل وبدقة بجانب عدة لاعبين والمستوى والتنافس أيضا بين اللاعبين مستمر وسوف يرتفع في كل مباراة.