خابت توقعات وطموحات رجال الأعمال والمستثمرين بالمنطقة والأهالي، بأن يفتح منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن الشقيق آفاقا جديدة وواعدة لإنعاش النشاط الاستثماري والتبادل التجاري، من منطلق ادراكهم لأهمية هذا المنفذ والتي تكمن في كونه سيسهل عمليات تنقل المواطنين ونقل البضائع والمنتجات بين البلدين. علاوة على أهميته في رفع مستوى علاقات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وإسهامه في خفض اسعار البضائع المستوردة ليصب ذلك في مصلحة المواطن المستهلك بعد اعتماد منطقة حرة بين المنفذين لتبادل البضائع. ولم يتحقق من تلك التطلعات سوى ما يقارب 10% يتمثل في دخول كميات كبيرة من البصل من اليمن الشقيق، وهو ما قاد إلى انخفاض سعر كيس البصل في شرورة، فبعد ان كان سعر العشرة كيلو قبل استيراده اكثر من خمسة وثلاثين ريالا انخفض الى أن وصل إلى عشرة ريالات وتعتبر هذه السلعة هي الوحيدة التي يمكن أن يقال عليها من ايجابيات هذا المنفذ. وطالب عدد من المواطنين بأن تلبى مطالبهم وأن تتحقق آمالهم وطموحاتهم المتمثلة في مساهمة المنفذ في عملية استيراد وتصدير البضائع الاستهلاكية والاسماك والحبوب والخضار كون اليمن منطقة زراعية واسعارها مناسبة جدا سوف تساهم في مساعدة المستهلك بخفض الاسعار في المنطقة، ودللوا على ذلك بسعر كيس البصل حيث كان في شرورة 35 ريالا للكيس وبعد ان سمح بدخوله وصل سعره الى عشرة ريالات. وقال صالح بن جعفر إن استيراد بعض المواد الاستهلاكية يعتبر أفضل حل لهبوط اسعارها في المنطقة. من جانبه طالب عبدالله عيظة بن حجيل من المسؤولين في المنفذ تحويله من منفذ عبور مسافرين إلى منفذ تجاري وتفعيل السوق الحرة لتبادل البضائع لتعود بالفائدة على المواطنين ولتجلب الكثير من رجال الاعمال الى المنطقة وتخلق تنافسا تجاريا بينهم يكون عائده الايجابي على المواطن، متسائلا أين السوق الحرة التي أعلن عنها ولم نرها على أرض المنفذ. أما عيظة ناجي فقال لا شك بأن المنفذ بعد افتتاحه أوجد الفرحة والسرور لدى الشعبين في اليمن والمملكة لما له من أثر كبير في التواصل وتسهيل تنقل الافراد والبضائع والمنتجات، ونحن ندرك اهمية المنافذ ودورها الفاعل في تعجيل الحركة الاقتصادية في المدن القريبة منها الا ان منفذ الوديعة والذي يعتبر من أفضل المنافذ الحدودية مع اليمن ولما له من موقع استراتيجي، ويعتبر فرصة لمن اراد ان يستثمر امواله في الاستيراد والتصدير لم يتم تفعيله واستغلال هذه المعطيات والامكانيات المتوفرة فيه، مؤكدا مطالبته القائمين على المنفذ بتحويله من منفذ عبور الى مدينة حرة اقتصادية تساهم في رفع الاقتصاد السعودي بشكل عام والمنطقة على وجه الخصوص. رئيس منفذ الوديعة عبدالرحمن الفهادي، أكد ل«عكاظ»، أن المنفذ من افضل المنافذ الحدودية مع اليمن الشقيق وجاهز بكل امكانياته لاستيراد وتصدير جميع البضائع باستثناء المنتجات الزراعية التي لم يصرح بها كما هو معمول به في منفذي الطوال والخضراء. وقال بأنه سبق وان طالبنا بذلك ولم يصلنا أي رد بهذا الخصوص، أما بالنسبة للأسماك واللحوم وغيرها فإنه مسموح باستيرادها وتصديرها منذ فترة طويلة بعد ان يتم معاينتها وتطبق عليها الشروط. وحمل الفهادي رجال الاعمال بالمملكة كامل المسؤولية وقال انه لم يجد منهم أي تفاعل وتوجه للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمنفذ، مبديا استغرابه بسبب عزوف رجال الاعمال بالمنطقة واعضاء الغرفة التجارية والذي سبق وان اجتمعنا بهم ووضعنا كافة الامكانيات تحت تصرفهم وسهلنا كل العقبات امامهم. مطالبا بالسماح باستيراد المنتجات الزراعية لحاجة المنطقة لها وخاصة ان شرورة منطقة صحراوية لا توجد بها زراعة وبالتالي فان دخول الخضار والفاكهة والحبوب من اليمن سوف تساهم في نزول أسعار الخضار بالمنطقة ليستفيد المستهلك الذي تصله هذه المحاصيل من مناطق بعيدة داخل المملكة بأسعار عالية.