نجحت الوساطات والجهود التي قادها مدير أمن محافظة تعز اليمنية محمد صالح الشاعري وشيخ تعز وشيخ مشايخ شرعب السلام الشيخ حمود سعيد المخلافي بالإفراج عن المواطن السعودي يحيى الزايدي بعد إحراق السيارة التي كانت تقله وتعود إلى مرافقيه من أبناء محافظة صعدة وأحدهما يدعى صغير محمد صالح. وأكد ل «عكاظ» محافظ تعز شوقي هائل، أن الإفراج عن الزايدي جاء بعد أن أيقن الخاطفون بأن السفارة السعودية في اليمن والجهات الأمنية اليمنية لن ترضخا لابتزازهم المتمثل في طلب فدية مالية كبيرة، وإدراكهم أيضا بأنهم مرصودون من قبل أجهزة البحث والتحري. وقال إن السفارة السعودية أكدت أنها لن ترضخ لأي من مطالب الخاطفين، وهو الأمر الذي جاء منسجما مع توجه السلطات اليمنية، مبينا أنه كان على تواصل مستمر مع القنصل الأول في السفارة السعودية إلى أن تم الإفراج عن المختطف السعودي. وقال محافظ تعز، إن الخاطفين حضروا إلى الفندق الذي كان يقيم فيه الزايدي، وهم يرتدون ملابس رجال الأمن، واقتادوه بتهمة تهريب المخدرات إلى شرعب السلام وهي منطقة نائية، تعاني كغيرها من المحافظات والمديريات من مشاكل قبلية، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تابعت الخاطفين من خلال رقم السيارة التي استخدمت في نقله، إضافة إلى المعلومات التي أدلى بها عدد من المتواجدين أمام بوابة الفندق أثناء عملية الاختطاف، وبين أن قيادات أمنية التقت بعدد من مشايخ واعيان ووجهاء منطقة شرعب السلام، وطلبت منهم تسليم المختطف السعودي، وإلا فإن اللجوء إلى القوة هو الخيار الوحيد لتحريره، خاصة بعد أن أكدت لهم هذه القيادات بأنها على معرفة بالخاطفين والمكان الذي اقتيد إليه المواطن السعودي. وقال محافظ تعز، إن مشايخ القبائل ونتيجة للضغوطات التي مورست عليهم من قبل الأجهزة الأمنية، أعادوا المختطف السعودي يحيى الزايدي إلى الفندق الذي اقتيد منه وهو بصحة جيدة، مؤكدا أن الخاطفين معروفون وهم من مهربي القات الشهيرين، وأن الأجهزة الأمنية تلاحقهم للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة. وبين أنه سيتم أخذ إفادة الزايدي اليوم الاثنين للتثبت من بعض المعلومات المتوفرة لدى المحققين. بدوره أوضح ل«عكاظ» مدير أمن محافظة تعز العميد محمد صالح الشاعري أن فرقة من البحث الجنائي تتولى حراسة المختطف السعودي يحيى الزايدي، بعد أن تم نقله من الفندق الذي اختطف منه إلى فندق آخر، مبينا أن الخاطفين أفرجوا عنه وهو بصحة جيدة عند الساعة الحادية عشرة من مساء يوم أمس الأول السبت، وذلك بعد مفاوضات مع مشايخ وأعيان شرعب السلام الذين مارست الجهات الأمنية ضغوطا كبيرة عليهم أفضت إلى تعاونهم وإجبار الخاطفين على تسليمه. وأشار العميد الشاعري إلى أنه سيلتقي شخصيا بالزايدي في مقر إقامته لأخذ إفادته عن بعض الأشخاص الذين لهم علاقة باختطافه أو التعامل معه، مبينا أن المفرج عنه حضر إلى محافظة تعز لحضور زواج أحد أقارب زوجته اليمنية. وقال العميد الشاعري إن ما قامت به الأجهزة الأمنية اليمنية من جهود إلى أن تم الإفراج عن الزايدي واجب تحتمه المسؤولية، ورسالة إلى كل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن السعودي مهما كانت الظروف والملابسات.