أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية مساء امس عن الأمل في عدم اتخاذ أي إجراءات «من شانها عرقلة جهود الحكومة المصرية في تحقيق الأمن والاستقرار». وقال سموه ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية «نتوقع من المجتمع الدولي مساندة ومؤازرة جهود الحكومة المصرية من أجل تحقيق ما نتمناه جميعا من أمن واستقرار وازدهار مصر، وعدم اتخاذ أي إجراءات أو سياسات من شأنها عرقلة وتعطيل الجهود». وأضاف سموه «كما نأمل من القوى السياسية في مصر كافة المشاركة والإسهام في هذه الجهود بما يضمن ويعزز الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب المصري». من جهة أخرى، أكد سمو الأمير سعود الفيصل أن «ما تضمنه بيان الرئاسة المصرية من الإعلان عن التعديلات الدستورية وتأكيد الالتزام بخارطة المستقبل أمر يبعث على الارتياح». وأشار إلى أن البيان «يشكل ردا واضحا لا يقبل المواربة على أي شكوك حول جدية الحكومة المصرية الانتقالية وعزمها الأكيد على المضي قدما لتنفيذ مراحل الخطة التي اعتمدتها باعتبارها حجر الأساس للمسار السياسي الذي يحدد مستقبل مصر، وبمشاركة كافة القوى والتيارات السياسية». إلى ذلك، تترقب القاهرة وصول سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في ختام جولة خارجية يقوم بها منذ عدة أيام بتكليف من خادم الحرمين الشريفين لتأكيد وقوف المملكة الى جانب مصر بكل قوة وانحيازها التام الى ارادة شعبها. وقال دبلوماسي مصري مسؤول في تصريحات ل«عكاظ» إن زيارة الأمير سعود الفيصل للقاهرة متوقعة عقب عودته من الخارج وانتهاء جولته. وأكد السفير ناصر كامل (مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية) أن زيارة الفيصل ستشهد عقد لقاءات مكثفة مع المسؤولين المصريين على رأسهم الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الخارجية نبيل فهمي لإطلاع القاهرة على نتائج جهوده «المباركة» ومهمته التي خصصت لأجل توفير الدعم والمساندة لمصر في هذه المرحلة المهمة. ولفت كامل الى سابقة لم تحدث من جانب الرئاسة الفرنسية تمثلت في عقد رئيسها فرانسوا أولاند مؤتمرا صحفيا على سلم قصر الاليزيه مع الأمير سعود الفيصل في سابقة لم تحدث من قبل معتبرا أنها تعكس مكانة المملكة لدى فرنسا ووزنها والدور الذي تقوم به. ونوه كامل الى أن البيان الذي أصدره الأمير سعود الفيصل وحرص أن يعلن من جدة كان قويا للغاية، خاصة تأكيده على اعتبار أي تدخل في الشأن الداخلي المصري هو تدخل في الشأن العربي، وكذا تلميحه الى أن الدول العربية لن تتوانى عن مساندة مصر وتعويضها عن أي اجراء ضدها يتمثل في فرض عقوبات اقتصادية أو قطع للمساعدات الخارجية، خاصة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. من ناحية اخرى، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة عن أن وزارة الخارجية أبلغت الدول الأوروبية تحذيرات صريحة من أي مساس أو اجراء تجاه المساعدات، جاء ذلك خلال لقاء مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية السفير حاتم سيف النصر مع سفراء الدول الأوروبية المعتمدين بالقاهرة حيث أطلعهم على تطورات الأوضاع الداخلية وأحاطهم بحرص الحكومة على المضي في تنفيذ خارطة الطريق والالتزام بالتحول نحو ارساء قواعد الحكم الديموقراطي والحريات واحترام كافة الحريات وحقوق الانسان.