أكد مختصون ضرورة تعزيز التعاون خلال المرحلة المقبلة بين الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والمجتمع وفتح نافذة جديدة ليدرك المجتمع أهمية البيئة والأرصاد. ويتطلعون على أن يعمل الرئيس العام الجديد الدكتور عبدالعزيز الجاسر، على مواكبة البيئة والأرصاد ما يشهده العالم في مجالات التقنيات والتدريب والبحث العلمي، إضافة للخروج بمنظومة متكاملة لرصد الملوثات البيئية وإحكام الرقابة على المصانع التي تفرز يوميا ملوثات بيئية متفاوتة، مع إعادة النظر في الغرامات لتتناسب مع حجم الضرر الوارد. وطالبوا بمشروع وبرنامج توعوي وطني يكرس أهمية المحافظة على البيئة، كون أن الفرد هو أساس المحافظة على البيئة، مشيرين إلى أهمية اطلاق برنامج التوعية بأسلوب سهل وممتع وشيق، بعيدا عن اللغة الجافة التي لا تعكس أي اهتمام او مدلولات تسهم في توعية المجتمع. منظومة متكاملة طالب استشاري التلوث البيئي وأستاذ تقنية النانو المساعد بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور نزار خضري، باطلاق منظومة متكاملة لرصد الملوثات البيئية تغطي جميع مناطق المملكة عبر غرفة عمليات تزود كافة الوسائل الإعلامية وأفراد المجتمع بمؤشرات التلوث البيئي أو أية متغيرات جوية، ليدرك المواطن نسب التلوث في مدينته، ما ينعكس على وعي المجتمع بأهمية نظافة بيئته. وشدد على ضرورة إحكام الرقابة على المصانع التي تنتج يوميا ملوثات بنسب متفاوتة وبتركيزات مختلفة، مضيفا يجب العمل على تناسب الغرامات مع حجم الضرر الوارد، لأن ما يحدث أن بعض الجهات المخالفة توافق على تسديد غرامة 10 آلاف أو 5 آلاف وتمتنع عن تركيب فلتر قد يكلفها 100 ألف ريال، مؤكدا أهمية إعادة النظر في الغرامات الموجودة حاليا. برامج التوعية من جانبها قالت البروفيسورة رقية قشقري رئيس مجلس الادارة بالجمعية السعودية للعلوم البيئية، إن النشاط البشري والزيادة السكانية أدت لزيادة المخلفات والملوثات، كما أن عدم وجود بنية تحتية للبيئة أوجد مشكلات عديدة لم يتم التخطيط لها قبل 30 عاما فظهرت المعاناة، وبدأ السعي الآن لإيجاد حلول لها، لذا فإن التخطيط البيئي للمستقبل هو التحدي الحقيقي، كما أن ربط البيئة بالتنمية أصبح من أهم الضروريات في كل الدول وبدون ذلك تنتشر الملوثات وتزداد وتتعقد المشكلات البيئية، ما يحتم إعطاء البيئة الكثير من الاهتمام بدءا من الفرد البسيط وانتهاء بالمشاريع للإسهام في المحافظة على سلامة البيئية. وأكدت قشقري على أهمية برامج التوعية البيئية لأفراد المجتمع، من أجل تحسين جودة التفكير عند الفرد بأهمية بيئته، ما يقوده للإسهام في المحافظة على المكتسبات والثروات. التمدن والسكان من جهته يقول استشاري المياه الدكتور حمود الثبيتي، إن العلوم البيئية والأرصادية ما زالت بعيدة وغائبة عن ذهن المجتمع، مبينا أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تجمع أهم شقين في عملها وهما البيئة والأرصاد، ففي جانب البيئة لم يكن هناك في العقود السابقة أي اهتمام لأن الحياة كانت بسيطة ومحدودة في نطاقها، كما أن التعامل مع النفايات مثلا كان بسيطا برميها في أماكن تساعدها على التحلل، أما الآن فإن الوضع اختلف تماما مع التمدن والزحف السكاني، كما أن كميات النفايات اليومية زادت بشكل لافت للنظر وفوق المعدلات الطبيعية، وهذا أوجد مفاهيم العلوم البيئية فأصبح هذا التخصص علما يدرس وله تخصصات دقيقة وفروع، وبالتالي أصبحت البيئة هي المحيط الحقيقي للإنسان، وأي انعكاس سلبي على هذه البيئة ينعكس أثره على صحة الإنسان سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو النفسية. وأضاف يمرض الشخص عند تناوله للمياه الملوثة، ما يجعله في حاجة لطبيب وعلاج، ولكن تحذيره بطريقة علمية معينة من تناول المياه الملوثة أو الأكل المكشوف فإنه حتما يقي نفسه من التسمم، لذا فإنني أتمنى اطلاق مشروع وطني للتوعية البيئية يسهم في المحافظة على البيئة من كل جوانبها، مع اشتمال هذا المشروع على دورات وندوات ومؤتمرات توعوية للمجتمع. وبين الثبيتي أن الجانب الآخر هو الأرصاد ويعنى بالمناخ والطقس وفق حقائق علمية مدروسة، وقال شهد العالم في هذا الجانب تطورات كبيرة من حيث آليات الرصد أو التقنيات المستخدمة والرادارات، وكل هذه المعطيات يجب أن تواكب المرحلة حتى تكون المعلومات التي تصل إلى المتلقي صحيحة وعلمية قائمة على البراهين وليست تخمينات يتداولها ويتناقلها أفراد المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي . تطوير الأرصاد من جهته أكد الخبير الأرصادي حسن ميرة، أن النظام الأرصادي الفني في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يحتاج لتطوير لمواكبة ما تشهده مراكز الأرصاد العالمية، لافتا إلى أن ذلك لن يتحقق الا بالاستعانة ببيوت الخبرة العالمية لرفع مستوى الأداء الفني للأرصاد من جميع النواحي البشرية والفنية والإدارية، بجانب الاستفادة من الخبرات الشبابية الموجودة في الرئاسة. وقال ميرة إن الأجهزة الأرصادية الموجودة حاليا حديثة ولكنها تحتاج لتطوير لمواكبة ما يشهده هذا التخصص من تطور عالمي سواء في النواحي الآلية أو البشرية، مشيرا إلى ضرورة تدريب الأخصائيين الأرصاديين الموجودين حاليا في المقر الرئيسي أو المراكز الإقليمية. المبنى الجديد الى ذلك علمت «عكاظ» أن العمل في المبنى الجديد للأرصاد بشارع الأمير ماجد سيكون جاهزا في غضون شهور مقبلة، حيث يعد المبنى أحد أبرز النقلات الهامة في بيئة العمل، ويقع على أرض تبلغ مساحتها 50 ألف متر مربع، وسيكون علامة مميزة لمدينة جدة، حيث يرمز بتشكيله المعماري إلى دور الرئاسة كجهاز من أجهزة الدولة في مجال متخصص غاية في الأهمية على مستوى العالم، وروعي في المبنى أن يتسع للمرحلة المقبلة ومشاريع الرئاسة المستقبلية.