أعرب رئيس مالي جونكوندا تراوري عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على كرم الضيافة والحفاوة التي أحاطته طيلة وجوده في المملكة، خلال اليومين الماضيين، أثناء أدائه العمرة وزيارة المسجد النبوي في المدينةالمنورة. وأبدى الرئيس المالي إعجابه بما شاهده في محيط الحرمين الشريفين، خصوصا أعمال التوسعة، والإنشاءات المرافقة، وإدارة الحشود، وتنظيم حركة المعتمرين داخل صحن الطواف وفي المسعى، وقال «إن هذه المشاريع الجبارة تجسد حرص المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين، وتوفير الراحة لضيوف الرحمن». واستشهد الرئيس تراوري على إعجابه بمستوى الضيافة التي أحاطته بموقف حصل له في المسجد النبوي، حينما تأخر في داخله إلى حين أذان المغرب دون أن يغادر إلى مقر إقامته، ففوجئ بحسب تعبيره أن إفطاره قد أحضر إليه داخل الحرم. وفي المقابل، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مالي ناهض بن عبدالرحمن الحربي على متانة العلاقات الثنائية بين المملكة ومالي، وقال إنها علاقات تاريخية ضاربة في القدم، حيث انطلق التبادل الدبلوماسي سنة 1960م، وتعد سفارة المملكة في العاصمة باماكو من أوائل السفارات المعتمدة في أفريقيا. واستعرض السفير الحربي أبرز الملامح التي تعكس تميز العلاقات بين البلدين، حيث يعد المسجد الكبير أبرز معالم العاصمة، وقد بناه الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، وجسر الملك فهد حيث يجمع بين ضفتي نهر النيجر الذي يشق العاصمة إلى شقين، إضافة إلى تقديم قروض مالية لدعم مشاريع الطرق والمستشفيات والمؤسسات الدينية والعلمية، مشيرا إلى أن آخر المساعدات التي قدمتها المملكة لحكومة مالي تمثلت في مساعدات إغاثية أثناء الأزمة الأخيرة، بلغت 200 طن من المواد الغذائية، ومليوني دولار جرى تسليمها إلى منظمة الغذاء العالمي، ومثلها للمفوضية السامية للأم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي الشأن الثقافي، نوه السفير الحربي بأوامر خادم الحرمين الشريفين بحفظ التراث الإسلامي والعربي، وذلك من خلال دعم مركز أحمد بابا للمخطوطات بمليون دولار، لتأمين الأجهزة والوسائل الكفيلة بحفظ الوثائق والمخطوطات. ولفت إلى تقديم المملكة منحا دراسية لطالبات مالي، حيث أتيح تعليم 330 طالبة في جامعة نورة، إضافة لتعليم الطلاب في عدة جامعات سعودية، من بينها الإمام محمد بن سعود، وأم القرى، والجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة.