أوضحت ل «عكاظ» أخصائية الكيمياء الحيوية نسرين فهد أبو الجدايل، أن الاعتقاد قبل بدايات القرن العشرين كان أن الدم هو نوع واحد ومتماثل بين جميع البشر وغالبا كانت محاولات نقل الدم من الأشخاص السليمين للمرضى تؤدي إلى موت المرضى، الأمر الذي أدى إلى منع نقل الدم لفترات طويلة في أوروبا حتى قام العالم النمساوي كارل لاندشتاينر في العام 2091 باكتشاف ما يسمى الانتيجينات في الدم، وتم تقسيمها لاحقا إلى أربع أنواع هي «A و B و AB و O»، ليتم بذلك تحديد زمرة الدم جينيا. وأضافت أبو الجدايل أنه يوجد لدى الإنسان نوعان من المورثات، نوع A، ونوع B، وعند وجود كلا النوعين A و B في الحمض النووي لهذا الشخص تكون زمرة دمه AB، أما إذا وجدت المورثة A فقط فتكون زمرة دمه هي A وبذات الطريقة بالنسبة لزمرة الدم B، أما عند عدم وجود أي من هاتين المورثتين تكون زمرة الدم O، ويلحق بكل نوع من هذه الأنواع إشارة موجب (+) أو سالب (-)، حيث ترمز إشارة (+) إلى وجود بروتين إضافي رمزه RH، والإشارة (-) ترمز إلى عدم وجود هذا البروتين والزمر الدموية الموجبة أكثر انتشاراً بسبب كونها صفة وراثية سائدة. وبينت أبو الجدايل أن الدم يتكون من خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والبلازما، والصفائح الدموية، وهو نسيج ضام، وضروري جدا لكثير من الكائنات الحية مثل الإنسان والحيوانات، وذلك لوظيفته الهامة، وهي نقل المواد (الغذاء والأكسجين) والفضلات (ثاني أكسيد الكربون) والهرمونات وغيرها إلى جميع أنسجة وخلايا الجسم ودرجة حرارتة الطبيعية هي 37 درجة مئوية، مشيرة إلى أن الدم يشكل 8 في المئة من كتلة الجسم، فإذا كانت كتلة شخص ما 45 كجم مثلا فإن 3.6 كجم منها دم. وحول وظائف الدم، لفتت أبو الجدايل إلى أن هناك عدة وظائف للدم، أبرزها: نقل الأكسجين، حيث يحمل الدم الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة، وكذلك ثاني أكسيد الكربون المتولد من نشاط الأنسجة إلى الرئتين في هواء الزفير، مضيفة: ومن وظائف الدم التغذية، حيث يحمل الدم المواد الغذائية الأولية التي تمتصها الأمعاء إلى الخلايا المختلفة لاستعمالها في إنتاج الطاقة اللازمة لنشاط الجسم، وتكمن الوظيفة الأخرى للدم في عملية إخراج الفضلات، حيث يقوم الدم بحمل الفضلات الضارة المتبقية نتيجة لعملية التمثيل الغذائي في الجسم من خلال أجهزة الإخراج كالكلى والجلد، فيتخلص منها الجسم عن طريق البول والعرق، ومن وظيفة الدم المناعة، حيث يحتوي الدم على خلايا الدم البيضاء، كما أنه ينتج الأجسام المضادة التي تقوم بدور أساسي في حماية الجسم ووقايته من الأمراض، كما يعمل الدم على التوازن المائي للجسم حيث يساعد الدم في حفظ توازن الماء بالجسم بحمل الماء الزائد لأجهزة الإخراج بحيث يكون هناك اتزان بين ما نحصل عليه من ماء عن طريق الشراب والطعام وبين ما نفقده عن طريق البول والعرق، ومن أهم وظائف الدم تنظيم درجة حرارة الجسم، حيث يقوم الدم بامتصاص الحرارة من الأعضاء الداخلية والعضلات وأثناء انتقاله منها إلى الأعضاء الخارجية، وتحت الجلد يمكن للجسم أن يتخلص من الحرارة الزائدة عن طريق الإشعاع والحمل والتبخر. وخلصت أبو الجدايل إلى القول أن فحص الدم هو إجراء طبي لا غنى عنه لتشخيص الحالة الصحية للإنسان ولتشخيص الكثير من الأمراض.