يعد معهد الإدارة العامة من أقدم المعاهد التي أنشأتها الدولة. ويختص المعهد بالإسهام في التنظيم الإداري للإدارة الحكومية وإعطاء المشورة في المشكلات الإدارية التي تعرضها عليه الوزارات والأجهزة الحكومية، والبحوث المتعلقة بشؤون الإدارة وتوثيق الروابط الثقافية في مجال الإدارة العامة. ولكن تبقى مسألة التدريب هي المشكلة التي يعاني منها أكثر موظفي الدولة، حيث إن المعهد يقوم بالتدريب للموظفين الدولة والقطاع الخاص ومن البعض الدول المجاورة مثل عمان واليمن والأردن والبحرين وقطر والكويت والإمارات، وهذه ما يزيد في الأمر سوءا، حيث إن المقاعد لديه محدودة ولا يمكن تجاوزها، لذا لا يكون هناك مقاعد كافية تستوعب الموظفين داخل المملكة العربية السعودية. «عكاظ» التقت مع بعض الموظفين في المدينةالمنورة والذين طالبوا بفتح فرع للمعهد في المدينةالمنورة. في البداية، أوضح عبدالله العامر (موظف حكومي بالمدينةالمنورة) بقوله: مضى علي أكثر من ست سنوات وأنا لم يحالفني الحظ في التدريب في معهد الإدارة، حيث كل سنة يقوم شؤون الموظفين بإدخال اسمي وعند الاستعلام يتعذر المعهد عن القبول لاكتمال العدد المطلوب للدورة. وأضاف أن هذه المعوقات بسبب عدم وضع آلية سليمة لقبول الموظفين، حيث إن الأعداد محدودة في المعهد، ولا بد من وضع آلية تكفل للموظف المجتهد المثابر حقه في التدريب حيث من يفوز بالتدريب في أغلب الأحيان من هم دون المستوى. ويطالب عبدالله العامر بأن يتم وضع آلية لقبول الموظفين حسب أدائهم وليس تسجيلا عشوائيا في الموقع الإكتروني للمعهد. فهد العنزي ومرزوق الرشيدي ومحمد السريع يقولون إن معهد الإدارة العامة لا توجد لديه فروع سوى في الدماموالرياضوجدة، ورغم أنه قد مضى على إنشائه أكثر من خمسين سنة لكن لم يطور نفسه ويفتتح له فروعا في مناطق المملكة، حيث لا يوجد لديه فرع لا في شمال المملكة ولا في جنوبها، وبما أن المعهد يستقبل الموظفين من داخل المملكة وخارجها فلا بد من زيادة الفروع لخدمة الموظفين، حيث يجب عليهم تدريب موظفي الدولة أولا، ثم الاستقبال من خارج المملكة ومن القطاع الخاص، فالمعهد يستفيد من غير الموظفين السعوديين بفرض رسوم عليهم لجميع الدورات ولا بد من فتح فرع في المدينةالمنورة ليخدم موظفي المدينة وموظفي منطقة الشمال كما هي مدينة التدريب الخاصة بالأمن العام تخدم أهالي المدينة وأهالي الشمال. بدر الرشيدي يقول: منذ أن توظفت في القطاع الحكومي قبل خمس سنوات على بند الأجور ولم أحصل على دورة تدريبية في معهد الإدارة العامة وبعد أن ترسمت سجلت في معهد الإدارة العامة وحصلت على دورة واحدة في المعهد برغم أن بعض الموظفين الذين كانوا على بند الأجور قد حصلوا على دورات في المعهد والسبب يعود إلى قلة المقاعد التدريبية في المعهد. ويتفق جميع الموظفين في قطاعات الدولة على أن المشكلة الرئيسية في عدم الحصول على دورات في معهد الإدارة العامة هو قلة المقاعد وعدم فتح فروع للمعهد حيث إن أهل المناطق الشمالية والشمال الغربي يتجهون إلى فرع الرياض وأهالي المناطق الجنوبية يتجهون إلى فرع جدةوالرياض مما يسبب ضغطا على المعهد لكثرة طلبات التدريب. عبدالعزيز الجهني من سكان المدينةالمنورة يقول: سجلت في معهد الإدارة العامة فرع المنطقة الشرقيةبالدمام على أمل حصول على مقعد وتم قبولي بثلاث دورات وكانت تواريخها قريبة من بعض مما كلفني أن أذهب من المدينة إلى الدمام وأقيم هناك فترة التدريب وقد تحملت مصاريف باهظة في السكن حيث إن إيجارات الشقق غالية ومكافأة التدريب التي أحصل عليها من عملي لا تعادل نصف ما دفعته من مصاريف وكل هذا لأجل الحصول على دورات في معهد الإدارة العامة. زياد العنزي يقول: منذ ست سنوات كنت موظفا على بند الأجور ولم أحصل على دورات تدريبية في المعهد وبعد أن ترسمت حصلت على ثلاث دورات في معهد الإدراة العامة في الرياض وكما هو معروف عن منطقة الرياض وما تعانيه من ازدحام في أوقات الدوام الرسمي فإننا نضطر إلى أن يكون السكن قريبا من المعهد، ولكن أصحاب الشقق التي بقرب المعهد يؤجرون الشقق بمبالغ باهظة وعند الاستفسار عن رفع السعر يقولون إن المصدر الأساسي في جني الأرباح هو دورات معهد الإدارة حيث يستقطب في كل فصل تدريبي أعدادا هائلة من الموظفين وهذا ماينعش الإيجارات للشقق، وباقي الأيام التي لا يكون فيها دورات في المعهد لا يكون فيها إقبال على الشقق، وبالطبع فإن المكافاة التي يحصل عليها الموظف مقابل الدورة لا تكون كافية لتعويض خسائر الموظفين الذين يذهبون إلى الدورات، ولو كانت هناك فروع في مناطق المملكة للمعهد فلن تكون هناك معاناة للموظفين. عبدالإله الحربي وعلي العنزي وفهد العنزي يقولون إن دورات معهد الإدارة العامة من ضمن الفوائد التي يحصل عليها الموظف وأنها تحسب له في الترقية عند المفاضلة، والدورات الأخرى الخاصة لا تحسب، وهذا ما يحرص عليه الموظفون بالقطاعات الحكومية. «عكاظ» قامت بطرح هذا الموضوع على مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور أحمد الشعيبي فقال إن معهد الإدارة العامة واستجابة لطلبات المتدربين في الأجهزة الحكومية، وتلبية لاحتياجاتهم التدريبية لهذا العام، فقد قام المعهد ولأول مرة بتنفيذ فصل تدريبي صيفي، والذي قدم المعهد من خلاله ما يربو على 8000 فرصة تدريبية تمت إتاحتها، ليستفيد منها موظفو الأجهزة الحكومية خلال فترة الصيف. كما نود أن نؤكد لكم بأن المعهد وفي مجال تنفيذ الدورات التدريبية، يعمل بكامل طاقته الاستيعابية، بكل ما تتضمنه العملية التدريبية من إمكانات مادية وبشرية، ومادة تدريبية، وسعة مكانية، ورغم كل ذلك فإنه لا يمكننا ومهما استنفد المعهد من طاقاته، أن نلبي كافة الاحتياجات القائمة لموظفي الأجهزة الحكومية بشكل كامل يرضي ويحقق رغبات الجميع، لكني أود أن أوضح لكم بأن المعهد يبذل حاليا العديد من الجهود، وبالتنسيق مع الجهات المختصة لتوفير العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريب. تحقيق الأهداف مدير عام المعهد أوضح أنه ولله الحمد تمت الموافقات الرسمية لفرع المعهد في منطقة عسير، وجار العمل حاليا لاستكمال الإجراءات لبدء الفرع أعماله مع بداية العام التدريبي القادم، إلى جانب دراسة العمل في الفترة المسائية، والعمل على مشروع التعاون القائم مع الجامعات السعودية لتنفيذ عدد من الدورات التدريبية في مقار تلك الجامعات، في مختلف المناطق التي لا يتوفر فيها فروع لمعهد الإدارة العامة. كما نؤكد لكم بأن المعهد لن يدخر أي جهود يستطيع القيام بها لتحقيق الأهداف التي تلبي احتياجات الأجهزة الحكومية في مجال تدريب وتطوير أداء موظفيها، حرصا منه على القيام بأدواره الهامة المنوطة به في مجال التنمية الإدارية.