عبر عدد من العلماء وأئمة المسجد النبوي الشريف والمشايخ والدعاة في المدينةالمنورة عن حزنهم العميق لوفاة الشيخ العلامة أحمد مختار الشنقيطي المدرس والمفتي بالمسجد النبوي الشريف، مبينين أنه برحيل الفقيد فقدت الأمة واحدا من أبرز الدعاة الذين حرصوا على دعوة أمتهم إلى الخير والصلاح. في البداية، قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي: لقد فقدنا علما من أعلام الدين ورمزا من الرموز التي ساهمت وعلى مرور الزمن في دعوة الناس إلى الخير والصلاح، وأضاف الفالح: لا نملك في هذا المصاب الجلل إلا أن نرفع أيدينا لله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ولا نقول إلا اللهم إنه في ذمتك وجوارك فقِه فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم اغفر له في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين. أما فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، فقال: فقدنا واحدا من العلماء والدعاة نذر نفسه ووقته من أجل الدعوة إلى الله، فهو ولا نزكي على الله أحدا من الدعاة المصلحين الذين حرصوا على دينهم ولأمتهم، فالقلوب يعصرها فراق هذا العلامة، وعزاؤنا فيه بأنه من الداعين إلى الله، فنسأل الله أن يفسح له في قبره وينوره له فيه، فاللهم إن هذا عبدك وابن عبدك وابن أمتك خرج من روح الدنيا وسعتها إلى ظلمة القبر، فقد كان يشهد ألا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به، اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيرا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه، آته برحمتك رضاك، وقه فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين. فيما عبر فضيلة الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف عن حزنه على رحيل الشيخ العلامة الشنقيطي، حيث قال: فقدنا رمزا من رموز الدعوة إلى الله وواحدا من أبرز المدرسين الذين نذروا أوقاتهم وأنفسهم من أجل الدعوة إلى الله. واستطرد الشيخ البدير قائلا: لقد كان رحمه الله من الداعين إلى ربه من خلال دروسه في المسجد النبوي بحانب زياراته التي يدعو من خلالها الناس إلى دين ربهم. فاللهم إنه كما دعا خلقك إلى دينك ونذر نفسه من أجل دعوة عبادك، فاللهم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلى جنات الخلود، اللهم ارحمه تحت الأرض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون. بدوره، قال الشيخ عبدالواحد الحطاب مدير العلاقات العامة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف: لقد كان الفقيد من الأعلام البارزين في الدعوة إلى الله، وذلك من خلال دروسه اليومية في المسجد النبوي، فرحمه الله رحمة واسعة، اللهم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت على الصراط أقدامه وأسكنه في أعلى الجنات في جوار نبيك ومصطفاك. أما مدير الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور محمد العقلا، فقد قال: برحيل الشيخ العلامة فقد فقدنا رمزا وعلما وسراجا نقتدي به، فلقد كان يرحمه الله من الدعاة الذين يحرصون على أمتهم وعقيدتهم، فرحمك الله رحمة واسعة شيخنا الفاضل. أما الشيخ غازي المطيري أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية، فقد قال: فقدنا اليوم واحدا من الإخوة الأفاضل ومشايخنا الأكارم هو أحمد المختار الذي اختار كل وقته في الدعوة إلى الله، فجزاه الله خير الجزاء فيما يقدم للإسلام والمسلمين ورحمه الله رحمة واسعة، واللهم اجعل عن يمينه نورا وعن شماله نورا ومن أمامه نورا ومن فوقه نورا حتى تبعثه آمنا مطمئنا في نورٍ من نورك، اللهم أسكنه فسيح الجنان واغفر له يا رحمن، اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم فإنك أنت الله الأعز الأكرم وإنا لله وإنا إليه راجعون. من جهته، قال الدكتور تنيضيب الفايدي المؤرخ المعروف إن المدينةالمنورة فقدت برحيل الشيخ أحمد الشنقيطي عالما جليل القدر واسع العلم فقيها ورعا كان مجتهدا عرف عنه طيب أخلاقه ودماثته، وعرف عن الشيخ رحلاته الدعوية، والتي قام بزيارة عدد من الدول للتعريف والدعوة إلى الإسلام، لقد فقدت المدينة والمملكة بل وحتى العالم الإسلامي عالما من أبرز علمائه ومن أكثرهم عطاء وتضحية، حيث قام بالتفرغ الكامل للتدريس والتعليم في المسجد النبوي على مدى سنوات طويلة، لقد بذل حياته يرحمه الله للعلم والعطاء وعمل الخير نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته. وأوضح الدكتور نايف الدعيس أن أهالي المدينة حزينون جدا لفقدان شيخ جليل كان له بالغ الأثر في نفوس الجميع، والذين عرفوه محبا للعلم حريصا على الدين وعلى نشره في كافة بقاع العالم، ولكن هذا قضاء الله وقدره، مضيفا كان للشيخ الشنقيطي واحدة من أشهر حلقات المسجد النبوي، والتي نذر نفسه للتدريس بها طوال هذه السنوات الطويلة، فلا يسعني إلا أن أبتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جنانه ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. وقال الدكتور غازي المطيري أستاذ كرسي الأمير نايف لهيئة الأمر يالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة إنه بفقد العالم الجليل الشيخ أحمد الشنقيطي، فقدت المدينة والمملكة والعالم الإسلامي عالما جليلا أثرى المدينة والعالم الإسلامي علما ومعرفة، وكانت له أيادٍ بيضاء في خدمة السنة والقرآن، ولا شك أننا حزنا جميعا لفقد هذا العالم الذي بفقده تثلم ثلمة من العلم، وندعو الله عز وجل أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته وأن ينفع بعلمه الذي ترك ولا شك أنه ترك فراغا كبيرا في حلقات مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا لله وإنا إليه لراجعون، وخلص الدكتور المطيري إلى القول: «فقدنا عالما ربانيا أثرى المدينة وزوارها علما ومعرفة».