مع بدء العد التنازلي لدخول شهر رمضان الفضيل بدأت سيناريوهات طوابير المياه في مهد الذهب رغم أن المحافظة شهدت خلال الأعوام الماضية العديد من مشاريع المياه. وأجمع عدد من أهالي المحافظة أن الطوابير والازدحام للحصول على المياه في مهد الذهب أصبح مشهدا عاديا تعيشه المحافظة كل صباح أمام خزانات المياه حيث تفاقمت أزمة المياه رغم جهود فرع المياه في المحافظة في إنجاز الجزء الأكبر من تمديدات الشبكة الأرضية للمياه، ورغم ذلك يعاني الأهالي من تأخر ضخ الشبكة رغم اكتمالها في بعض الأحياء. وفي الوقت الذي أوضح فيه أهالي المحافظة عن معاناتهم من شح المياه فإن مصدرا في فرع وزارة المياه بمهد أوضح الذهب أن الشركات المتعاقدة مع فرع المياه هي من أخرت ضخ الشبكة بحجة الاستفادة من الصهاريج. وفي هذا السياق، بين المصدر أن فرع المياه وفر كروتا للأهالي، وكل مواطن يستلم كرتا واحدا فقط خلال شهرين ويذهب به في الساعة السادسة صباحا من أوقات الدوام الرسمي إلى خزانات المياه ليصطف مع بقية المواطنين وينتظر صرف رد الصهريج المخصص له، وهي الطريقة البديلة التي وفرها الفرع ريثما يتم ضخ الشبكة. ومن جانبه، أوضح المواطن يوسف الجبيل بقوله «إننا نعيش أزمة مياه مع حرارة الصيف في مهد الذهب بالإضافة إلى كثرة انقطاعات الكهرباء»، ويطالب الجبيل فرع وزارة المياه بمهد الذهب بسرعة ضخ شبكة المياه حيث إنها هي التي تخدم الأهالي. من جهته، أوضح المواطن عقاب العزيزي بقوله «إنني أعاني من الانتظار في الصباح رغم كثرة التزاماتي حيث إن الكارت الذي وفرته المياه لي كل شهرين يلغى عند الساعة الثامنة صباحا ويجب أن آتي في اليوم الثاني مبكرا لكي أستفيد من رد الوايت المخصص لي»، ويقول العزيزي إن بعض المواطنين لا يستطيعون الوقوف مع طوابير الزحام الذي تعيشه المحافظة كل صباح لمعاناتهم من بعض الأمراض وبعضهم معاقون والبعض الآخر نساء أرامل لا يوجد بينهم رجال يلبون احتياجاتهم الضرورية في الحياة. وأكد العزيزي أن الطريقة المثلى هي ضخ شبكة المياه لجميع الأهالي. وقال مواطنون ل«عكاظ» إن شبكة المياه التي تم وضع حجر الأساس لها لم يتم تنفيذها حتى تاريخه. وأوضح زويد الهجلة بقوله «يعاني سكان المحافظة من ندرة المياه ويعتمدون طوال السنوات الماضية على مياه الآبار التي لا تصلح للشرب واضعين أنفسهم في حرج شديد أمام ارتفاع أسعار الصهاريج خاصة في الصيف، إذ وصل سعر الرد الواحد الواحد لأكثر من ثلاثمائة ريال». من جانبه، بين المواطن مسعد ثايب المطيري أن فشل مشروع محطة المياه يأتي بسبب أن نسبة المياه التي تأتي من الآبار الإقليمية في «صفينة» ضعيفة جدا، فاقترحوا إنشاء خزان بسعة 1000متر مكعب وبعد إنجازه لم يتم تشغيله هو الآخر وأصبح عاجزا عن الإنتاج لنفس السبب وهو ضعف المياه في الآبار، ثم جاء مشروع سيارات السقيا التي قدمتها مصلحة المياه بالمدينةالمنورة سابقا لفرع المياه بمهد الذهب الأمر الذي استغربه الأهالي خصوصا أن حجم المعاناة والمشكلة لا يتناسب مع ما قامت به مصلحة المياه بالمدينةالمنورة للمحافظة الأكبر مساحة في منطقة المدينة. وفي موازاة ذلك، أوضح مدير عام المياه بمنطقة المدينةالمنورة المهندس صالح عبدالعزيز جبلاوي أن محافظة المهد خلال الأعوام الماضية شهدت عددا من مشاريع المياه من أبرزها مشروع الخط الناقل من صفينة إلى المهد بتكلفة أكثر من 51 مليون ريال، والخط الناقل من بيضان إلى صفينة بتكلفة حوالي 37 مليون ريال، وكذلك مشروع خزان سعة 10 آلاف متر مكعب ومحطة الضخ الرئيسة بتكلفة أكثر من سبعة ملايين ريال، ومحطتي تنقية مياه الآبار بالسويرقية والصلحانية بمبلغ أكثر من سبعة ملايين ريال، وكذلك تدشين مبنى فرع المياه بمحافظة المهد بمبلغ حوالي أربعة ملايين ريال. وأضاف الجبلاوي أن هناك مشاريع قيد الإنشاء وهي مشروع خزان وشبكة مياه لقرية السويرقية بتكلفة حوالي 20 مليون ريال وتنفيذ شبكات مياه المهد بتكلفة أكثر من ثلاثة ملايين ريال. وتعتبر المهد كبرى محافظات المدينةالمنورة مساحة حيث تبلغ مساحتها الكلية (25.2) ألف كيلومتر مربع، يذكر أن محافظة مهد الذهب ازدهرت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية وعدد سكانها في ازدياد مستمر، وتتبع المهد أكثر من 154 قرية وهجرة من أشهرها السويرقية، صفينة، ثرب، الصعبية، العمق، الجريسية، القويعية، المويهية، الصلحانية، الحمنة وغيرها من القرى والهجر.