أكد محمد عبدالعزيز عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد، التي أعلنت عن جمع 22 مليون استمارة، لسحب الثقة من الرئيس مرسي من أن الهدف الرئيسي للحملة هو نقل الثورة من الميدان للمجتمع، وإعادة الشعب المصري كطرف أساسي في التغيير. وأوضح في حوار أجرته «عكاظ» أن بساطة فكرة حملة تمرد تكمن في قدرتها على إقناع المواطن البسيط والتي ساهمت في نجاحها وكانت الأساس في تقبلها على المستوى الشعبي، موضحا أن الحملة وجدت صدى بين المصريين المقيمين في الخارج لإيصال هذه الورقة إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة. ويرى عبدالعزيز أن المجتمع المصري ضاق بشكل كبير من أحداث العنف السياسي الذي جلبته جماعة الإخوان، منذ الاعتداء على المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية، تلك الأحداث التي خرج فيها الشعب بكل فئاته للاعتراض على إعلان الدستور الذي أصدره مرسي، والذي منح نفسه من خلاله سلطات هائلة غير مسبوقة. وتابع قائلا: كان لابد أن نفكر في مخرج ديمقراطي يقنع رجل الشارع البسيط، الغاضب من حكم الجماعة، بمخرج سلمي عبر الإعلان عن التمرد على الحكم الحالي. وأوضح أن استمارة الحملة اعتمدت في كتابتها على لغة سهلة، بمرادفات غير معقدة، والتي تشير إلى أن الموقع أدناه يعلن بصفته عضوا في جمعية الشعب سحب الثقة من مرسي، ويطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، وما إن ظهرت الوثيقة حتى حدث ما لم نتوقعه، فقد تلقفتها الجماهير الراغبة في التغيير، وتعلقت بها كأنها الأمل الأخير للخلاص. وأشار إلى أنه في ظرف أيام عشرة من الأول من مايو حتى العاشر من نفس الشهر، أعلنت فيه الحملة عن تجاوز التوقيعات المليوني توقيع و29 ألفا ثم تضاعفت التوقيعات بشكل أكثر تسارعا وتحولت الحملة إلى أكبر حملة شعبية بامتياز، موضحا أن حملة تمرد هي التي تجد صاحب كشك بسيطا حينما يبيع زجاجة المياه الغازية يقنع المشتري بالتوقيع على بيان سحب الثقة، وهى الحملة التي جعلت مصر من أقصاها إلى أقصاها تنظر ليوم 30 يونيو على أنه سيكون يوما مشهودا في التاريخ الحديث. عند هذه النقطة انتهى حديث محمد عبدالعزيز، ولكن لم ينته البحث عن أصل الفكرة الاحتجاج التى بدأت تعرف طريقها للمصريين والتى ظهرت بقوة في عام 2004 تحت مسمى الحركة الوطنية للتغيير «كفاية»، ولكن القارئ لتاريخ مصر، يمكنه أن يرصد أنه منذ محمد علي كان المصريون يثورون ويوكلون وسيطا ليتفاوض بالنيابة عنهم، أو كانوا يتحركون من أجل مطلب بعينه في لحظة استثنائية، ولكن هنا الوضع اختلف وهو السؤال الذي طرحتة «عكاظ» على المفكر والمستشار السابق للرئيس مرسي الدكتور سمير مرقص، الذي قال بعد الحملة الفرنسية 1798، عرفت مصر أربع موجات ثورية في مواجهة المماليك والأتراك والإنجليز في إطار متشابك ومعقد، وفي المحصلة أوكل المواطنون، التجار والأعيان وكان على رأسهم عمر مكرم في تسليم محمد علي السلطة، كان حلم المصريين هو أن تكون مصر لهم، خاصة وقد تردت الأحوال وباتت مطمعا لعدد من القوى في وقت واحد.