أكد خبيران لبنانيان أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية باتت واضحة وسيفوز فيها مرشح المرشد الذي سيعطي الولاء الكامل له معتبرين أن لا تغيير سيطرأ على سياسة إيران الخارجية حيال الملف النووي، أما علاقتها مع الدول العربية فستبقى مراوحة بين المناورة والتصعيد. ورأى خبير الشؤون الدولية جورج علم أن «المرشح الرئاسة كى يتمكن من الفوز يجب أن يكون مدعوما من المرشد الأعلى للثورة كما كان الوضع مع الرئيس الحالي نجاد في الفترتين اللتين فاز فيهما، بيد أنه قال هناك بعض التغيير في كيفية قراءة المشهد الانتخابي الرئاسي بعدما بات يضج بالتيارات المتشددة وأخرى محافظة وهناك الإصلاحية المعتدلة. وتابع قائلا إن نتيجة الانتخابات ستكون فى الغالب رسالة واضحة بأنه لم يبق فى الساحة السياسية الإيرانية سوى الولاء الكامل للمرشد الأعلى، فالسياسة واحدة، وهي سياسة الولي الفقيه. وعما إذا كان هناك تغيير سيطرأ على سياسة إيران الخارجية قال «أعتقد أن التغيير سيتم بعد الانتخابات الرئاسية على صعيد الداخل فقط، أما سياسة إيران الخارجية فلن تتغير خاصة حيال الملف النووي، فربما تكون هناك توجهات مختلفة في هذا الصدد لكن إيران كان لديها مسار سياسي رئيسي بشأن الطاقة النووية وستواصل بمقتضاه المضي قدما في برامجها النووية السلمية التي انتهجها السلف أحمدي نجاد وكبير مفاوضيه النوويين سعيد جليلي، أحد أبرز المرشحين الثمانية في الانتخابات». من جهته، استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور إنطوان متى قرأ المشهد الانتخابي الرئاسي عبر مسارين، المسار الأول وسببه الأحداث الجارية في المنطقة العربية التي أضرت كثيرا بإيران إلى جانب الحصار الاقتصادي المتزايد من الغرب عليها سوف يدفعان النظام الإيراني إلى اختيار شخصية إصلاحية لرئاسة الجمهورية للقيام بدور المصلح للسياسة الخارجية الإيرانية وترطيب أجواء العلاقات الإيرانية مع الدول العربية، وفي القوت نفسه يقوم بعمل ذات الأمر مع الدول الغربية لإقناعها بتخفيف الضغوط على إيران وذلك في إطار مناورة سياسية يستطيع من خلالها كسب بلاده مزيدا من الوقت لإكمال بناء قنبلتها النووية. فيما المسار الثاني يذهب باتجاه آخر ويقوم على الاعتقاد بأن النظام الإيراني مضطر في هذه المرحلة المتأزمة فيها علاقاته الإقليمية والدولية، إلى المضي في نهجه التصعيدي وهذا يستدعي وجود رئيس جمهورية منساق مع توجهات المرشد خامنئي وتيار المحافظين الذي لا يرى بديلا من استمرار إيران في مواصلة نهجها الحالي في السياسة الخارجية والذي من أبرز مظاهره قضية الملف النووي والاستمرار في دعم القوى الشيعية في المنطقة والوقوف خلف نظام بشار حتى يتم تحقيق المخطط الذي تسعى إليه إيران.