استغرب مجموعة من مراجعي مركز طب الأسنان التخصصي بشمالي جدة من عدم تشغيل المركز بصفة كاملة وعدم اكتمال الهيئة الطبية الخاصة به واكتمال أقسام المعمل والأشعة من ناحية الأجهزة والمعدات، وتأخر مواعيد الكشف والتركيبات، لافتين إلى أن أقرب وصف للمركز يتمثل في أن «فكه» مكسور وبحاجة إلى تقويم الطبيب حتى تعود إليه الابتسامة. «عكاظ» لبست الكمامات وتجولت في ردهات المركز والتقت بالعديد من المراجعين والذي أوضحوا أن المركز يمسي بساق مكسورة نظرا لأنه لم يتم تشغيله بصفة كاملة ما جعله يعرج أثناء المشي، كما لاحظت «عكاظ» أثناء الجولة بعض التصدع في الجدار الخاص باستقبال حالات المرضى (فرع النساء ) بالدور الأول المبنى الأول، ووجود ثلاث فتحات في السقف الخاص بالمصلى بالدور الأول بالمبنى الثاني. وفي هذا السياق أوضح عبدالعزيز الجهني بأنه راجع المركز بناء على تحويل من المركز الصحي الخاص بحي البوادي له ولأولاده مما دعى موظف الاستقبال إلى فتح ملفات صحية مختلفة ومواعيد متباعدة له ولأسرته. أما سراج بخاري فقد ذكر أن تركيبات والدته أجلت للمرة الثالثة بل وما انتهى من تركيبه أعيد فكه لعدم جودة القياس الخاص بأسنانها. من جانبها أوضحت فاطمة هوساوي أن الإجراءات الإدارية طويلة في المركز ومملة، فضلا عن عدم تشغيل كافة العيادات ونقص بعض الكوادر الطبية النسائية فالاحتياج لجميع التخصصات الطبية من الجنسين واضحة. وأكد كل من جمعان الزهراني ويحي حفظي أن معظم سكان محافظة جدة لا يعلمون شيئا عن هذا المركز وطلبا من الشؤون الإسراع في تحويل هذا المركز إلى موقع متخصص، لأن غالبية المراكز الصحية تعجز عن سد احتياجات مراجعيها من تخصص الأسنان وغير مكتملة ولا يوجد بها سوى طبيب أسنان واحد وهو لا يمتلك أدوات كافية ولا تجهيزات متكاملة، فلا بد من اكتمال عيادات الأسنان الخاصة بالأسنان وأيضا تفعيل وزيادة أعداد المراجعين بحيث يعمل ساعات أطول وإيجاد طوارئ لهذا المركز وغرف عمليات، فمعظم سكان محافظة جدة يلجأون لمراكز الأسنان الخاصة والمنتشرة بشكل ملفت وكبير في أنحاء جدة والتي ترهق جيوب المواطن وقد لا يطمأنون لها. وفي تعليق للمتحدث الإعلامي بصحة جدة عبدالرحمن الصحفي اوضح بأن المركز افتتح في 12/10/1432 ه أي منذ أكثر من عام تلبية لرغبة واحتياج سكان محافظة جدة وتوجيه أقسام الأسنان ومعالجتها بشكل أسرع وأضمن، ووجه وزير الصحة بناء على ما رفعه مدير عام الشؤون الصحية بمحافظة جدة باختيار مبنيين حديثين مجهزين يسهل لسكان جدة الوصول إليه ويخدم قطاع شمال جدة والمركز الثاني يجري تنفيذه مستقبلا. وأضاف الصحفي أن الوزارة ضخت مبلغ 3 ملايين ريال في إيجار وتأسيس هذا المركز ووضعت ميزانية تشغيل وصيانة أخرى خاصة لذلك ووقعت عقودا وتوريدا للأجهزة والمعدات الخاصة بطب الأسنان تدعم وتوفر للوزارة لذلك على شكل دفعات وتورد من دول أوروبية متخصصة وبارعة في مجال طب الأسنان مثل ألمانيا وسويسرا. وأضاف أن تشغيل المركز جاء بصورة جيدة ولا يعاني من أي ازدحام أو اختناق ويلبي احتياج المواطنين ومواعيده تناسب الجميع وفي حدود جدول الترتيب الخاص بذلك والذي لا يجامل أحدا على حساب آخر ويوجد بالمركز طوارئ وعمليات وإجراء تركيبات من أفضل وأجود الخامات المصنفة دوليا في الأسنان. وعلق الدكتور عماد بدوي مدير مركز الأسنان التخصصي بشمال جدة بأن هذا المركز يعتبر مستشفى مصغرا وهو يتطور في خطته المستقبلية وسيكون مستشفى متخصصا في طب الأسنان، وهذا ما تسعى إليه الوزارة حاليا وخصت به محافظة جدة بهذه الفكرة . وتابع أن المركز يحتل نحو 90 % من مساحة المبنيين المخصصين من الشؤون الصحية فتحتل الهيئة الطبية دورين من المبنى الأول وهو الشمالي وتخدم بكافة فروعها وتخصصاتها القطاع الصحي بمحافظة جدة، ويوجد بالمبنى الأول مركز تدريب وتطوير صحي مستمر مرتبط بجامعة الملك عبدالعزيز وكلية البترجي وكلية ابن سيناء الصحيتين وتتم فيها محاضرات وندوات وورش تدريبية وتقام فيه دورات تدريبية بشكل دوري ومستمر. ويوجد أيضا بالمبنى الأول اعتماد البورد السعودي لصحة وزراعة الأسنان والبورد العربي والآن في طور اعتماد البورد الكندي ويوجد لقاءات مفتوحة ودائمة عالمية ويحضرها أطباء الأسنان بمحافظة جدة، والتعاون مع طلاب وطالبات الامتياز بجدة وغيرها في التدريب والتعليم بهذا المركز . وفي نفس السياق أوضح الدكتور عاصم عاشور بأن المبنى الثاني يشمل أدوار تخصص لعلاج الأسنان للجنسين وبها أطباء وطبيبات بعيادات منفصلة وهناك عيادات متخصصة لعلاج أسنان الأطفال ودور متكامل للأشعة وآخر للمعمل ويتم فيه تفصيل وقياس تثبيت جميع مقاسات الأسنان وتركيبها في أوقات قياسية. وهذه العيادات يعمل بها أكثر من 40 طبيبا وفيها أكثر من 15 استشاريا وملحق بالعيادات ممرضين يتجاوز عددهم 80 ممرضا وممرضة متخصصين في تمريض الأسنان. وبالمركز طاقم إداري وجهاز متطور للتعقيم والسلامة الصحية ملحق بالدور الأول . وردا على مسألة المواعيد والانتظار الطويل قال بأن هذه المسألة غير صحيحة وتؤخذ على المراجعين سرعتهم وعدم مراعاتهم للمريض السابق الذي قد تطول جلسته العلاجية ويتطلب وجود واستمرار الطبيب معه، فهذا ترجع لحالة المريض الصحية الذي يسبقه الموعد. من جانبها أوضحت الدكتورة منار الهجرسي مدير مركز التدريب الخاص بالمركز بأن المركز يقيم بصفة دائمة دورات تدريب وقد فاقت دوراته خلال الفترة السابقة أكثر من 300 دورة تدريب صحية خاصة بالأسنان يلقيها أطباء متميزين سعوديين وزائرين. ويعلق الدكتور محمد العيتاني أستاذ المحاسبة بجامعة الملك عبدالعزيز والخبير بالشؤون الإدارية الصحية بأن المركز يعتبر باكورة القفزات التطويرية الموعودة بها مدينة جدة، ويعدشبيها لمستشفى كيفلاند التخصصي لعلاج وزراعة الأسنان بأمريكا.