الكعبة المشرفة هي أول ما حرم الله من البقاع على الأرض يوم خلق السماوات والأرض، وهي أول بيت وضع للناس في الأرض وأول بيت بني بالحجارة على وجه الأرض. وقد شرف الله تعالى أناسا بأن قاموا بأعمال تعبدية أو تشرفية وسجل لهم تاريخ الحرم وتاريخ الكعبة الشريفة السبق في ذلك، كأول من قام بهذا العمل تجاه أول بيت وضع للناس، ومن هؤلاء الذين تشرف التاريخ بحفظ ذلك لهم الملائكة عليم السلام، حيث إن أول من طاف بالكعبة المشرفة، وأول من حج إلى البيت الحرام هم الملائكة. ويقول التاريخ الإسلامي إن أول بيت وضع أساسه آدم عليه السلام على الأرض هو البيت الحرام، فكان أول مخلوق من البشر هو الواضع لأساس أول بيت عام للبشر، وأول من جدد بناء البيت الحرام هو شيث بن آدم عليه السلام. غير أن التاريخ يسجل أن أول من غير في بناء الكعبة المشرفة من حيث مساحتها قريش، وذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنوات، وأول من أعادها إلى مساحتها الحقيقية عبد الله بن الزبير رضي الله عنه العام 65ه، وأول من نقضها بعد ذلك إلى ما كانت عليه أيام قريش هو الحجاج بن يوسف الثقفي. واختلف التاريخ في أول من جعل للكعبة بابا مغلقا يفتح ويغلق بين تبع أسعد الحميري، وقيل أنوش بن شيث عليه السلام، وقيل جرهم، ولكن يثبت التاريخ أن أول من سقف الكعبة المشرفة قصي بن كلاب، ثم زال ذلك السقف، ثم سقفتها قريش قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنوات، وأول من كسا الكعبة المشرفة كسوة جزئية هو سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأول من كسا الكعبة المشرفة كسوة تامة تبع أسعد الحميري. وقيل إنه آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بأربعة قرون. وأول من شرع ببناء البيوت حول الكعبة المشرفة بعد ترك مساحة لها قصي بن كلاب، وذلك قبل الهجرة بنحو مائة وثلاثين عاما تقريبا. وكانوا قبل ذلك لا يبنون بيوتا عند الكعبة المشرفة، وإنما يبنون بيوتهم خارج مكةالمكرمة حرمة لها، ثم بعد ذلك تميز الذين بنوا بيوتهم حول الكعبة المشرفة عن غيرهم فكانوا يسمون (قريش البواطن)، وأول من نصب الأصنام في الكعبة المشرفة وحولها عمرو بن لحي الخزاعي حيث جلب «هبل» من أرض الجزيرة بالشام ووضعه على جب الكعبة المشرفة وخزانتها، وهو أول من دعا إلى عبادة الأوثان في مكةالمكرمة وأول من وضع ميزابا للكعبة المشرفة قريش، ثم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ثم جدد بعد ذلك مرارا، وأول من ربع بيتا على نمط تربيع الكعبة المشرفة حميد بن زهير. أما قبل ذلك فكانت البيوت تبنى دائرية تقريبا أو بشكل يغاير تربيع الكعبة المشرفة. وأول من حلى الكعبة المشرفة في الجاهلية عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك حين زينها بالغزالين الذهبيين اللذين وجدهما في بئر زمزم حين حفرها، كما حلى بابها بالأسلحة التي وجدها مع الغزالين، وأول من خلع الخف والنعل عند دخول الكعبة المشرفة إعظاما لها هو الوليد بن المغيرة وذلك بعد فراغ قريش من بنائها فجرى ذلك سنة متبعة بعد ذلك. وأول صلاة فريضة أقيمت عند الكعبة المشرفة بعد ليلة المعراج هي الصلوات الخمس التي أم فيها جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث هبط صبيحة ليلة المعراج فأم الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلوات الخمس تعليما له عند الكعبة المشرفة مقابل وسط ضلعها الشرقي تقريبا عن يمين بابها. وأول من غسل الكعبة المشرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم الفتح بعد تطهيرها من الأصنام. أول من جهر بالأذان وأول من جهر بالأذان في مكةالمكرمة على ظهر الكعبة المشرفة بلال بن رباح وذلك يوم الفتح. وقد غمز فيه بعض المشركين، وأول من استلم الحجر الأسود من الأئمة والولاة قبل الصلاة وبعدها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، فاستحسنت الولاة ذلك من بعده فاتبعته فيه.