غادرت الساحة العقارية في مكةالمكرمة خلال الأشهر القليلة الماضية أسواق شهيرة وقديمة، هي أسواق؛ الغزة، شعب عامر، التيسير، القبة، وجرول، ضمن مشروع إزالة العقارات لصالح المشروعات التطويرية في مكةالمكرمة، وهي مشاريع إنشاء محطات قطارات وتوسعة طرق وفتح أنفاق جديدة لربط تلك الأحياء بمركزية مكةالمكرمة. ويمثل سوق الغزة وشعب عامر أقرب وأغلى الأسواق المزالة من حيث قيمة العقارات والمحلات التجارية، حيث يحتضنان ما يربو على 700 محل تجاري يزيد عمر بعضها على 100 عام، وتتوسط فنادق إسكان الحجاج والمعتمرين. ويعتبر سوق الغزة من أقرب الأسواق للمسجد الحرام حيث يضم سوق المدعى الشهير، الذي تتناقل الروايات أنه أطلق عليه هذا الاسم لأن الجنائز التي تمر معه متجهة الى مقابر المعلاة يقف بها اصحابها هناك ويدعون لها في هذا المكان، لذلك سمي سوق المدعى. وهذا السوق اكتسب شهرة ليس على مستوى الداخل فقط بل حتى على مستوى الخارج حيث يحرص الحجاج والمعتمرون على زيارته والتسوق منه وهو من الاسواق التي كانت مغطاة ويحتوى على اكثر من 500 محل تباع فيها كل المستلزمات وخصوصا الخردوات والهدايا. أما سوق شعب عامر فهو من أكبر الأسواق التي أزيلت مؤخرا، واكتسب أهمية بعد ازالة أحياء الغزة والفلق الأمر الذي قلص عدد المحلات التجارية وجعل محلات سوق شعب عامر على الواجهة التجارية ولكن ما لبثت ان تمت ازالتها مؤخرا. وللشعب تشعبات كثيرة في الجبل تمتد البيوت على جوانبها، أو حتى على الجبل. ويحد الشعب من الجهة المقابلة للجبل الشارع العام الذي يأتي من المعابدة وينتهي عند الحرم قرب الصفا، ويمتد الشعب من شعب علي إلى الجميزة، مطلا على أسواق الغزة والمعلاة والخريق والحجون وحتى الجعفرية. ويذكر أنه كان لا يفصله عن الحرم سوى شعب علي (شعب بني هاشم) وسوق الليل والقشاشية. وقال عدد من أصحاب محلات سوق شعب عامر ومنهم حميد السعدي وخليل سندي إن السوق يمثل أحد الأسواق الشهيرة لبيع البشوت والملابس والخردوات منذ زمن طويل، كما أن الحي يحوي مئات الفنادق التي يسكنها الحجاج والمعتمرون خلال موسم الحج وشهر رمضان المبارك. ومن الأسواق التي غادرت الساحة أيضا أسواق القبة وجرول والتيسير التي عرفت بوجود مطاعم بيع رؤوس المندي والسمك ومحلات الخياطة الرجالية. وذكر عدد من العقاريين المطلعين على العقار المكي أن إزالة هذه الأسواق من شأنها خلق حراك تجاري جديد في الأسواق المتاخمة للمناطق المزالة، مثل المعابدة والجعفرية والعتيبية وشارع أم القرى نظرا لتراجع مساحات المواقع التجارية إلى مناطق أبعد عن الحرم المكي.