أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة على أهمية العمل التعاوني، كونه يمثل التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الدين الإسلامي الحنيف، مبرزا دور الجمعيات التعاونية، وما تقوم به من أعمال جليلة. داعيا إلى تطوير العمل التعاوني ليشمل جميع مناحي الحياة، لإيجاد مجتمع متعاون على البر والتقوى وعلى الخير والهداية. وأكد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله على أن تمتد خدمات وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعياتها التعاونية إلى مختلف أرجاء المملكة. جاء ذلك، في افتتاح أمير الباحة مساء أمس الأول أعمال الملتقى الخامس للجمعيات التعاونية في المملكة « نحو شراكة تعاونية مستدامة» الذي ينظمه مجلس الجمعيات التعاونية بالتعاون مع جمعية النحالين في الباحة على مدى ثلاثة أيام في مقر مركز الملك عبدالعزيز الحضاري في الباحة . وافتتح سموه المعرض المصاحب للملتقى الذي يتضمن مشاركة العديد من الجمعيات والجهات والبرامج التعاونية من داخل المملكة وخارجها. وكرم شخصية العام رجل الأعمال علي الجميعة، والجهات الداعمة والمساهمة في الملتقى. وقدم هدية تذكارية لوزير الشؤون الاجتماعية مقدمة من مجلس الجمعيات التعاونية، وجمعية النحالين في الباحة، فيما تسلم سموه هدية مماثلة بهذه المناسبة. من جانبه، نوه وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الذي حضر الملتقى في كلمته، بما توليه الدولة من عناية واهتمام بالجمعيات التعاونية التي فاقت ال 170 جمعية تعاونية على اختلاف أنواعها المتعددة الأغراض: الزراعية، والاستهلاكية، والمهنية، والتسويقية، وجمعيات صيادي الأسماك والخدمات؛ إيمانا منها بأن هذه الجمعيات أذرعة قادرة على الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكونها مؤسسات فاعلة قادرة على استيعاب قدرات وإمكانيات الأهالي، وتعبئتها لدعم الاقتصاد الوطني. وقال: «لقد أصبح التعاون أساسا في تطوير وتنمية المجتمعات المحلية، وتحقيق خدمات اقتصادية لمرافق حيوية في مختلف شؤون حياة المواطنين، وليس أدل على ذلك من زيادة الإقبال على تأسيس المزيد من الجمعيات التعاونية، ما استدعى أهمية وجود مجلس لتلك الجمعيات يعنى بشؤونها، ودعم القائم منها». وأبرز الدعم الذي حظي به العمل التعاوني من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله بالإضافة إلى ما حظي به من تضافر الجهود الحكومية والأهلية التي يؤمل استمراريتها مع الحرص على زيادة وعي المجتمع بأهمية هذا القطاع. وأكد أنه نظرا لكون التعاون بات أساسا في تطوير وتنمية المجتمعات المحلية، وتحقيق خدمات اقتصادية لمرافق حيوية في مختلف شؤون حياة المواطنين في مجالات الزراعة، والمهن الحرفية، والتنموية، والطبية، ورياض الأطفال، والأغراض الاجتماعية والتنموية الأخرى، فإن وزراة الشؤون الاجتماعية تدعو وبقوة إلى انخراط المواطنين في التعاونيات، وفقا للحاجة الفعلية لكل مجتمع، والابتعاد عن الخدمات النمطية، وابتكار تعاونيات جديدة تشمل النقل، والإسكان، والتدريب، والتمويل، والصحة وغيرها. وعبر عن تمنياته في أن يخرج الملتقى بتوصيات تسهم في النهوض بالحركة التعاونية في المملكة. وكان الملتقى بدأ بكلمة لرئيس مجلس الجمعيات التعاونية عبدالله بن محمد الوابلي بين فيها أن الملتقى يأتي في إطار اهتمام المجلس بالجمعيات التعاونية لما لها من دور كبير في الإسهام بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف شؤون المجتمع ضمن استراتيجية التنمية المستدامة، منوها بما يحظى به العمل التعاوني من دعم واهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين التي وفرت جميع السبل والدعم اللازم لإنجاح العمل التعاوني. وألقى رئيس جمعية النحالين التعاونية في الباحة، رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الدكتور أحمد الخازم كلمة أبرز فيها فعاليات وبرامج الملتقى التي تتضمن أربع جلسات تدور محاورها حول « تطورات العمل التعاوني والحركة التعاونية في المملكة.. الواقع والتحديات»، «الجمعيات التعاونية والشراكات الاقتصادية والاستراتيجية»، و «دور الثقافة والوعي التعاوني»، وأ «همية تنمية الجمعيات التعاونية في المملكة العربية السعودية» إلى جانب ثلاث ورش عمل تشتمل على برنامج تثقيفي وتطويري لتحسين كفاءات القياديين في الجمعيات التعاونية، ولقاء يجمع مجلس الجمعيات التعاونية برؤساء الجمعيات التعاونية في المملكة، وبرنامج تثقيفي وتوعوي لتنمية الجمعيات التعاونية النسائية في المملكة. وألقى علي بن محمد الجمعية كلمة الشخصية التعاونية المكرمة لهذا العام، بين فيها أهمية الجمعيات التعاونية، ودورها المجتمعي منذ صدور قرار أول عمل تعاوني في المملكة عام 1382ه إلى ما وصلت إليه تلك الأعمال التعاونية، مبديا رغبته في مواصلة العمل التعاوني من خلال المشاركة في أي جمعية بحصة لا تقل عن ال 10 في المئة. واستعرض مدير جامعة الباحة الدكتور سعد بن محمد الحريقي جهود الجامعة في مجال الخدمات التطوعية التي شملت العديد من مناحي الحياة في المنطقة، مبرزا جهود وزارة الشؤون الاجتماعية في دعم ومؤازرة العمل التعاوني في المملكة. حضر الحفل وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري، وأمين منطقة الباحة المهندس محمد بن مبارك المجلي، ووكيل إمارة الباحة المساعد محمد سعيد الحجري، ومدير شرطة المنطقة العميد مسفر بن سفير الخثعمي وعدد من المسؤولين في المنطقة وضيوف الملتقى.