كشف ل«عكاظ» وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، أن اللوائح التنفيذية لشركة صحة التي أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشائها ستصدر قريباً بالتنسيق مع وزارة المالية. وأكد أن الوزارة بدأت المشاورات مع الشركات الصحية لنقل التقنية وتطوير المنظومة الصحية، مبيناً أن بدء عمل الشركة سيوفر فرص عمل كبيرة للسعوديين، وسيكون هناك أمان دوائي وصحي بانطلاقته، مضيفاً أن الوزارة تتبع الخطوات التي تصدرها منظمة الصحة العالمية واللجنة العلمية بخصوص أنفلونزا كورونا، لافتاً إلى أن الخبراء موجودون في المملكة، وستصدر التوصيات بعد الانتهاء من دراسة كل الأمور، فيما تستمر حالياً الإجراءات الاحترازية، في ظل وجود حرص على الشفافية والتواصل مع هذه الخبرات واللجان العالمية. وقال خلال افتتاح المعرض والمؤتمر الصحي أمس بالرياض «حظيت الخدمات الصحية باهتمام بالغ وأولوية قصوى ضمن خطط التنمية المتعاقبة التي تشهدها المملكة في كافة المجالات، وهو ما مكنها خلال فترة وجيزة من نقل التقنية واللحاق بركب التقدم والتطور ومضاهاة مثيلاتها في الدول المتقدمة، فقد شهدت نقلة نوعية كماً وكيفاً بوجه عام وفي القطاع الصحي بوجه خاص وعلى كافة مستوياته الوقائية والعلاجية والتشخيصية والتأهيلية، وواكب ذلك توسع نوعي في الخدمات المقدمة وحراك تطويري شامل تضمن تعزيز وتطوير العمل المؤسسي والاداري بالوزارة، ونتج عن هذا إنشاء المجالس التنفيذية بالوزارة والمناطق للتأكيد على صياغة القرار الجماعي الصائب المبني على الأدلة والبراهين والمشورة وتطوير الجودة والسلامة، اضافة لتنفيذ استراتيجية الصحة الإلكترونية التي تهدف لتوطين التقنية الحديثة في كافة مرافق الوزارة». وأستطرد قائلاً «تم تتويج تلك الجهود بصدور قرار مجلس الوزراء بإنشاء المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها الذي يهدف للإسهام في الحد من الأمراض المعدية وغير المعدية ورصدها ومتابعتها ودرء انتشارها، وتعزيز الصحة عن طريق إجراء البحوث والدراسات في مجال الوقاية من تلك الأمراض وإيجاد السبل لمكافحتها». وأكد أن تبني الوزارة لفكرة هذا المعرض والمؤتمر المصاحب له نبعت من اهتمامها بالكوادر الصحية واطلاعها على أحدث ما توصل إليه العلم في صناعة التقنية الطبية والتجهيزات الصحية، ما يعكس حرصها وسعيها لنقل تلك التقنيات الحديثة وتطبيقها في كافة المستشفيات والمدن الطبية ومراكز الرعاية الصحية في مناطق ومحافظات المملكة لتطوير الرعاية الصحية بمفهومها الحديث. وأوضح أن دعم الوزارة ب 22 مجمعاً طبياً ومستشفى وتطوير الرعاية الصحية الأولية، اضافة للمشاريع الضخمة التي يجري العمل بها سيضاعف عدد الأسرة ومرافقها، مشيراً إلى أن شركة صحة للاستثمارات الصحية التي وجه خادم الحرمين الشريفين بإنشائها ستحقق هدفاً استراتيجياً لتوطين الصناعة الصحية. من جهته أكد وكيل وزارة الصحة لشؤون الإمداد والشؤون الهندسية الدكتور صلاح المزروع، أن ما تشهده المملكة من تطور في كافة قطاعاتها الخدمية والقطاع الصحي يجعلها تتسيد سوق الأجهزة الطبية والأدوية بشكل عام على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي، مشيراً إلى أن ذلك أكبر حافز للشركات العالمية المتخصصة لدخول السوق السعودية وعرض كافة منتجاتها وما توصلت إليه من أحدث التقنيات والخبرات في هذا المجال. وأكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، أن الوزارة ومن منطلق شفافيتها مع المواطنين والمجتمع ووسائل الإعلام، أنها منذ تشخيص أول حالة مصابة بفيروس «كورونا النمطي» الجديد، أطلعت الجميع على الوضع بكل مهنية وشفافية، واستمرت تبادر بنشر كل الحالات التي يتم تشخيصها، وتواصلت مع الخبراء من داخل وخارج المملكة ومع منظمة الصحة العالمية، ودعت خبراء من جامعة كولومبيا للمشاركة في إجراء مسح ميداني وبيئي للوصول إلى نتائج علمية تساهم في الوقاية من هذا المرض. وبين في مؤتمر صحفي أن الوزارة دعت خبراء متخصصين من كندا وأمريكا ومنظمة الصحة العالمية للاطلاع على كل الإجراءات التي تقوم بها الوزارة بما في ذلك زيارة المستشفيات والمرضى، والاطلاع على ملفاتهم والتواصل مع الكوادر الصحية بكل مهنية، مشيراً إلى أن عدد الحالات المصابة بهذا المرض في المملكة منذ شوال الماضي حتى الآن بلغ 24 حالة، توفي منهم (15) حالة -رحمهم الله وتغمدهم بواسع رحمته- مقدما عزاءه وكافة منسوبي الوزارة لذويهم وأسرهم. وأضاف: من خلال متابعة الحالات اتضح أن أعراض المرض، تتمثل في ارتفاع الحرارة، السعال، التهاب رئوي حاد، ويتم التشخيص بأخذ عينة من سوائل مجرى الجهاز التنفسي، وتبين أن معظم الحالات لديها أمراض مزمنة تؤدي لضعف المناعة لدى المريض، لافتاً إلى أنه بدراسة تلك الحالات تبين وجود مؤشرات لانتقال الفيروس لدى المخالطين عن قرب، مبيناً أن طريقة الانتقال ومصدر الفيروس غير معروفين إلى هذه الساعة، ولا يزال العمل جاداً لمزيد من البحث والاستقصاء والدراسة للوصول إلى حقائق مؤكدة تمكن الوزارة من إطلاع المواطنين والمجتمع على كل ما يحقق أمنهم وسلامتهم. وأكد أن التعاون سيستمر مع منظمة الصحة العالمية وبيوت الخبرة الوطنية والعالمية لما يحقق سلامة وصحة الوطن ومواطنيه، وأهاب بالجميع بضرورة اتباع الإرشادات العامة للوقاية من فيروسات الأنفلونزا، موضحاً أن الوزارة ومن منطلق مسؤوليتها وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوفير سبل الرعاية الصحية والحفاظ على صحة وسلامة الجميع، استدعت خبراء دوليين ومن منظمة الصحة العالمية لكشف المرض، مشدداً أن جهود الوزارة ستستمر لتوفير الحماية الكافية للمواطنين. وأكد الربيعة أن الوزارة أجرت العديد من البحوث والدراسات الاستقصائية بهدف الوصول لنتائج حول هذا المرض الجديد لتثقيف الممارسين في التعامل مع الحالات والمواطنين وتوعيتهم، وبين أن البحوث والدراسات لا تزال تخضع لعملية البحث من قبل الخبراء واللجنة الوطنية المتخصصة في مكافحة الفيروسات، وسيتم الإفصاح عن النتائج بكل شفافية حال الانتهاء منها، مؤكدا أنه لا يوجد علاج نوعي أو تطعيم للوقاية من هذا الفيروس حتى الآن. ونفى اقتصار الحالات على الأحساء، موضحاً أنه تم تسجيل حالات في الرياضوجدة والدمام وسبق الإعلان عنها حين اكتشافها، معلناً أن الوزارة تشتبه في 3 حالات بفيروس الكورونا وسيتم الإعلان عن نتائج التحاليل بكل شفافية. وكان فريق من الخبراء الاستشاريين والمسؤولين في منظمة الصحة العالمية قد زار محافظة الأحساء بناء على الدعوة التي وجهتها لهم وزارة الصحة بغرض تبادل الخبرات والتعرف على مسببات مرض (كورونا) . وأوضح المتحدث الرسمي في الصحة الدكتور خالد مرغلاني أن الفريق العالمي ضم الدكتور كيجي فاكودا مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للأمن الصحي في جنيف، الدكتور جواد محجور مدير الأمراض السارية في منظمة الصحة العالمية في القاهرة، إضافة إلى ممثل منظمة الصحة العالمية لدى المملكة الدكتور مصطفى طيان. إلى ذلك، عقد الوفد عدة اجتماعات مع المعنيين في القطاع الصحي في الأحساء، كما التقى العاملين المشرفين على التعامل مع الحالات المصابة، ومكافحة الفيروس، وتطرق النقاش إلى الجهود المبذولة في تقصي الوباء، والتعرف على السياسات والإجراءات المتبعة في العلاج والوقاية من المرض، كما تعرف الفريق بإيجاز على الوضع الصحي، وتاريخ المرض لكل حالة. وفي السياق نفسه زار الوفد أحد المواقع التي سجلت بعض الحالات، واطلع الفريق على الإجراءات المتبعة في التعامل مع المرضى في العيادات الخارجية، وغرف العناية المركزة، ومن المتوقع قيام الفريق بإكمال اجتماعاته لاستكمال جمع المعلومات الضرورية عن الوضع.