يظل حي وادي جليل الذي أنجب المثقفين والأدباء يعاني من سوء التخطيط وكثرة المشاريع المتعثرة التي ارتبط وجودها بالمنظر العام فغالبية السكان والمتوجهين لوادي جليل يضربون ألف حساب لما يواجههم من كثرة الحفريات التي لا تعد المشكلة الوحيدة في الحي الذي يتجاوز عمره الأربعة عقود حيث يعاني من حضور كثيف للجالية المالية أو بما يعرفون ب «الشناقيط» بالسكن في الحي والامتداد على الجبال بالبناء العشوائي. «عكاظ» تجولت في حي وادي جليل برفقة عمدة الحي عبدالمجيد بن ياسر الروقي الذي كشف عن الكثير من الخبايا للحي وما تخفيه ملامحه القديمة والتطور العمراني الذي يشهده الحي خلال العقد المنصرم حيث أبدى عمدة الحي بالمسمى الذي سمع في أقوال قديمة أنه كان منتزها للصحابة رضوان الله عليهم حيث إن هذا الحي كان به بستان و أرضه خضراء ويقصدونه عدد من الصحابة للترويح عن النفس. وأضاف العمدة عبدالمجيد الروقي إن وادي جليل يعد من الأحياء التي شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية أسوة ببقية أحياء مكةالمكرمة مشيرا إلى أن عدد سكان الحي يبلغ قرابة 15 ألف نسمة. وأشار العمدة عبدالمجيد الذيابي إلى أن وادي جليل يعد من أكبر الأودية في مكةالمكرمة ويوجد به منطقة تسمى الهميجا تتجمع فيها مياه الأمطار بصورة كبيرة مشيرا إلى أن وادي جليل سيكون من الطرق الرئيسية حيث يربط طريق مكة – الطائف السريع من جهة المعيصم بشارع الحج وأنه يعد من الطرق الدائرية الجديدة في مكةالمكرمة. وأكد العمدة عبدالمجيد الذيابي أن في هذا الحي الشعبي القديم تربى وترعرع عدد من الأدباء والمثقفين على رأسهم الشاعر محمد الثبيتي وكذلك عدد من القيادات الأمنية اللذين تقاعدوا وبعضهم لا يزال على رأس العمل منهم اللواء متقاعد خالد الروقي والعميد متقاعد علابي البركاتي والعميد مسعود العدواني. 9 مسميات ترتبط بأزقة الحي ارتبطت عدة مسميات بأزقة وشوارع في حي وادي جليل بأذهان سكان الحي بصفة خاصة ومكةالمكرمة بصفة عامة حيث هناك باحة في أحد قمم الحي على هضبة مرتفعة يسمونها الباحة نسبة لمحافظة الباحة لما يعيشون على ضفافها من أجواء باردة حتى في فصل الصيف بحسب سكان الحي حيث إن شباب الحي يتسامرون في فصل الصيف فيها كما أن هنالك مواقع معروفة وهي طلعة البلادي وطلعة الكعوب وروابي جليل والهميجا وحارة المساعيد وحارة العتبان وحارة الشناقطة الصفيرة كلها ترتبط بحي وادي جليل. قربه من غار حراء يفضل عدد من الملمين بمكةالمكرمة صعود جبل النور والوصول لغار حراء عن طريق حي وادي جليل بسبب أن الغار أقرب وصول له من جهة جبل النور بحسب أن المسافة قصيرة إلا أن الطريق ممهد أكثر ومهيأ لصعود جبل النور أكثر من حي وادي جليل حيث طالب عدد من السكان بتمهيد طريق للجبل أفضل لصعود الزوار من خلاله فيما يوجد هناك طريق لم يتم فتحه حتى الآن يربط ما بين جبل النور وحي وادي جليل يمكن للمركبة أن تسلكه وتقرب المسافة بين الحيين في حين سهل الطريق الرابط ما بين العسيلة ووادي جليل انتقال المواطنين من شرق مكة إلى شمالها عن طريق سلك الحي للوصول لشارع الحج ومنه التفرع للعمرة. عشش وصناديق على سفوح الجبال في حين طالب عدد من سكان الحي بتكثيف الدوريات الأمنية في جميع أنحاء المخطط والتركيز على الأجانب من الأفارقة قاطني الحي حيث إنه حصلت عدة سرقات منهم ولا يعلمون الفاعلين كما أن البعض منهم يقطنون بطريقة غير نظامية حيث إنهم يتخذون من رؤوس الجبال مسكنا لهم وطالبوا من إدارة الجوازات بتكثيف حملاتها على المتخلفين من الأفارقة للحد من انتشارهم بالحي الذي يكتظ بهم حيث أن الحي يتعرض للتشويه بالصناديق والعشش الموجودة. وأبدى المواطن صالح العتيبي بأن الحي يشهد وجود العديد من العشش والصنادق على جبال وادي جليل فهذا مظهر لا يليق بمكةالمكرمة وجمالها حيث إنه مظهر سيئ، نأمل من الأمانة إعادة ترتيب وتنظيم حي وادي جليل بشكل يليق بأم القرى، فسكان هذه العشش والصنادق لا نعلم عنهم شيئا ويشكلون عمالة سائبة وظاهرة خطيرة للحي إضافة إلى أن الحي يعاني من الشلل الشبابية والأجانب حيث أن ذلك عاد عليهم بعواقب وخيمة كالسرقات وتكسير السيارات. وشدد بندر الزهراني على ضرورة تضافر الجهود بين الجهات الحكومية لحل مشاكل الحي وطالب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقيام بدورها التوعوي والمرور أوقات الصلاة على الحي لنصح شبابه وطالب الدوريات الأمنية بتكثيف تواجدها بالحي حيث يعاني هذا الحي من كثرة العمالة الأفارقة المخالفين لنظام الإقامة والعمل وهم يسكنون في أعالي الجبال . وقال مفرح عبد الله إن حي وادي جليل أصبح ملجأ للعمالة المخالفة ووكراً للمجرمين ونحن نعاني أهالي سكان وادي جليل أولا من عدم وجود الدوريات الأمنية لحفظ الأمن في الحي كما نعاني من العمالة المخالفة فهم يشكلون قلقاً لأهالي الحي مضيفا بأننا نعاني من إهمال في النظافة ونقص في الخدمات المقدمة من قبل أمانة العاصمة المقدسة. وتحدث عمدة حي وادي جليل عبدالمجيد الذيابي أنه تم الاجتماع مع الزملاء في شرطة المعابدة والتنسيق على تحديد يوم واحد من كل أسبوع بالقيام بجولات أمنية للقضاء على التجمعات والشللية بحيث يتم حفظ الأمن وتحذير من تسول له نفسه بالعبث بأن هناك تواجد أمني حيث تم مباحثة الموضوع بشكل كامل. منازل من خشب ورعي للمواشي يسكن في حي وادي جليل من الجالية المالية غالبيتهم يحملون إقامات نظامية إلا أنهم يسكنون ويعيشون بشكل عشوائي في الحي الأمر الذي يتسبب في مشاكل وأمراض عديدة وتشويه للمنظر العام في الحي. «عكاظ» التقت بعدد من أبناء الجالية المالية اللذين ولدوا وترعرعوا في حي وادي جليل حيث أن غالبيتهم لم يلتحقوا بالمدارس بسبب جهلهم وقناعتهم أنهم لن يستفيدوا من الشهادات التي سيحصلون عليها حيث تحدث جابر يبلغ من العمر 22 عاما أنني لم ألتحق بالدراسة منذ صغري لقناعتي أنها لن تفيدني حيث أعيش مع والدي في منزله المبني بالخشب ويقوم باقتياد قوتنا من خلال عمله في رعي المواشي ملفتا إلى أنه لدي أربع أشقاء وجميعنا لم ندرس كما أنه في حالة مرضنا فإننا نراجع الصيدليات في الشوارع ووصف حالتنا لشراء العلاج. في حين قال عمر الذي يبلغ من العمر 35 عاما إنني أعمل على مهنة سائق خاص وولدت وترعرعت في مكة حيث أنني لم أكمل دراستي بسبب أن الشهادة لن تضيف لي شيئا وحاليا أعمل على السيارة ولدي منزل مكتوب باسم كفيلي. من جهته أكد عمدة الحي عبدالمجيد الروقي أن غالبية هذه الجالية ليس لهم مشاكل تذكر وهم مسالمون إلا أن الجهل متغلغل بينهم حيث أنهم لا يسعون إلى تعليم أبنائهم و يعيشون في منازل مبنية من الخشب والعشش وفي حالة فقر شديد. قصر أفراح معلق يعد قصر أفراح وادي جليل أحد أشهر قصور الأفراح في مكةالمكرمة وأقدمها إلا أن مشاريع تصريف السيول تسببت في تعليق واجهة القصر لأكثر من 180 يوما حيث إن المشروع تأخر تنفيذه الأمر الذي تسبب في تعذر إقامة عدد من المناسبات بسبب المشكلة في حين تعد المشاريع أهد أهم المشاكل في الحي حيث تحدث خالد الزهراني قائلا «إن هذه المشاريع لا ننكر فائدتها على الحي ولكن يلزمها المتابعة من الجهات المعنية وكذلك المراقبة عليها، موضحا أن هذه المشاريع التي تعمل بعشوائية تسببت في قطع الكهرباء أكثر من مرة وتكون الانقطاعات متكررة في اليوم ما نتج عنه إتلاف الكثير من الأجهزة الكهربائية ونزوح بعض الأهالي إلى الشقق المفروشة والفنادق. أما سلطان اللحياني الذي أشار في سياق حديثه إلى أن وادي جليل لا يكاد يخلو من المشاريع التي ينتج عنها ترقيع الشوارع وإلحاق الضرر ببعض المرافق وقبل عدة أشهر انتهى مشروع ما لإحدى الجهات بوادي جليل وتسبب لنا في الكثير من الانقطاعات للتيار الكهربائي وكذلك الهاتف ومواسير الصرف الصحي.