أوضح وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله البراك أن عدد العاملين في الجهاز الحكومي في المملكة بلغ (1.157 مليون)، كاشفا في الوقت ذاته على أنه لن يلتحق بأي وظيفة حكومية خاضعة لنظام الخدمة المدنية اعتبارا من مطلع العام المقبل 1435 ه، إلا من يجتاز اختبار معايير الجدارة والتأهيل وفقا للشروط التي وضعتها الوزارة في إطار استراتيجيتها الجديدة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الوزارة وضعت معايير الجدارة والكفاءة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية في المملكة، ومن خلال دراسات علمية راعت التجارب العالمية الناجحة، وبما يتلاءم مع مخرجات التعليم وسوق العمل، وبما يحقق فلسفة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، مؤكدا أن استراتيجية الوزارة التي توضح رؤيتها، وفلسفتها، وأهدافها، وخططها المستقبلية سوف تصدر قريبا وأن الوثيقة المبدئية لهذه الاستراتيجية سوف تصدر في شهر أبريل المقبل. جاء ذلك في لقاء علمي بجامعة الملك عبدالعزيز امس الأربعاء ضمن فعاليات لقاء على طاولة الحوار الأكاديمي الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة، بحضور مدير الجامعة الدكتور أسامة بن صادق طيب، وعميد كلية الاقتصاد والإدارة الدكتور أيمن بن صالح فاضل، ورؤساء أقسام وأعضاء هيئة التدريس، وطلاب الدراسات العليا ورجال أعمال من القطاع الخاص. وأكد وزير الخدمة المدنية أن دور وزارته يتمثل في بلورة الصياغة الجديدة للكيان المؤسسي في الجهاز الإداري للدولة الذي يضم (1.157) مليون موظف من الخاضعين لنظام التقاعد المدني بينهم 37 % من الإناث والبقية من الذكور، كما أنه من بين العاملين في هذا الجهاز 73 ألف موظف غير سعودي، والبقية من المواطنين، موضحا أن الجهاز الإداري للدولة ليس مترهلا وليس كبيرا مقارنة بعدد السكان ومناطق ومحافظات المملكة خاصة إذا تبين أن من بين هذا الجهاز 500 ألف يعملون في مجال التعليم، و100 ألف في المجال الصحي، و64 ألفا هم أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، مشيرا إلى أن الوظائف التي يشغلها الوافدون هي استثناء والقاعدة هي لأبناء الوطن وعندما يتقدم مواطن لأي وظيفة وفقا للمعايير يتم الاستغناء عن الوافد مع تقديم الشكر له على دوره ثم تستد الوظيفة فورا للمواطن. وكشف وزير الخدمة المدنية أن الوزارة تتعاون مع وزارة العمل حاليا لتوحيد بوابة التوظيف مع وزارة العمل حيث تم مخاطبة الوزارة الأخيرة بذلك من أجل التسهيل على الخريجين والشباب الباحثين عن فرص وظيفية، وقد بدأت الوزارة مع نظيرتها وزارة العمل على إيجاد آلية توحيد هذه البوابة. وذكر الدكتور عبدالرحمن البراك أن وزارة الخدمة المدنية تعمل على تنفيذ رؤية من خلال عدة برامج بالتزامن من أهمها حفظ حقوق الموظف سواء عن طريق الوزارة أو الجهات القضائية التي اهتمت بهذا الجانب بعد تطوير النظام القضائي بما يحفظ حقوق الموظف الأدبية، والمالية، ترقياته، وحوافزه، وغير ذلك، كما أن برامج التدريب لها أولوية قصوى. وشدد وزير الخدمة المدنية على استيعاب المبتعثين في اطار برنامج خادم الحرمين الشريف للابتعاث، مشيدا بهذا البرنامج الذي يحظى باحترام دولي وداخلي لأنه يهتم بشريحة مهمة من أبناء وبات الوطن ، موضحا أن هناك قنوات كثيرة لاستيعابهم. من جانبه، أكد الدكتور مازن فارس رشيد الأستاذ بجامعة الملك سعود المتحدث الثاني في هذا اللقاء على أهمية التكنولوجيا واستخدام التقنية في العمل الحكومي، مشددا على أهمية الانضباط، موضحا أن الموظف السعودي يعمل بكفاءة عالية ولا يميل إلى التسرب من العمل كما يردد البعض، وامتدح رشيد تجربة وزارة الخدمة المدنية في تطبيق البصمة لتسجيل حضور وانصراف موظفيها بما فيهم الوزير الذي أصر على خضوعه لنظام البصمة رغم مهامه ومشاغله الكثيرة.