هل لشمعة من ذكريات تسردها، ويالروعتها وعظيم فوائدها على ذلك المسؤول أو طالب علم قضى مجمل ليله برفقة كتاب يتدارسه أو قرآن يحفظه.. في ذلك الزمن القديم لا كهرباء ولا حتى فوانيس أو أتاريك قاز يوقدها. وإن جن عليه ليل عديم شمع فبدر ليال بيض يسامره بل يشاركه حتى في قصائد شعر يغزلها. فكم تشتكي تلك الشمعة تهمس في أذن من بحق ينصفها ويعيد لها أمجاد تأريخ مضى نتاجه وهم قادة عظماء وأطباء ومهندسون وإن شئت قل هم أكادميون بل أدباء أو مخترعون يحتفى بهم وبأمجادهم وبجهودهم هنا وهناك في دول متقدمة. وبعد أرجو أن تتفق معي قارئي العزيز أن لتلك الشمعة بعد الله سبحانه فضلا على أولئك. والآن وبعد أن عرفنا فضل تلك الشمعة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لعباده، أما آن لنا أن نقدر فضل المعلم فكم هو شمعة عظيمة تحترق لينير دروب فلذات أكبادنا بعلم وإيمان وعزيمة .. وكم يزداد فرحة بنشوة لهاتف من أحد المسؤولين بمنصب مرموق يذكره بجميل عبارات وأطيب دعوات بأيام خوال كان يدرس عنده منذ أكثر من عشرين عاما مضت بتلك طباشير على جدار فصل يعلمه حروف هجاء أو أناشيد حماسية تحفزه لحب وطن تربى وترعرع على أرضه .. آه وآه يا لتلك الشموع التي تحترق بلا فتيل ولا حتى قنينات زجاج تحفظها. عبد الرزاق سعيد حسنين