كشف مدير تعليم جدة عبد الله الثقفي ل«عكاظ»، أن هناك آلية جديدة تمنع المدارس الأهلية من زيادة الرسوم المدرسية دون مراجعتها، بل ستضمن الآلية لإدارة التعليم الرفض أو الموافقة على الزيادة في صورة مقننة. وأوضح أن مسألة المدارس الحكومية المستأجرة ستنتهي شيئا فشيئا، مبينا أن هناك 100 قطعة أرض ستتسلمها إدارته قريبا. وبين أن مسألة الأنشطة الرياضية والطلابية تجد اهتماما، حيث تخطط الإدارة لافتتاح 28 نادي حي مناصفة بين الطلاب والطالبات، لتحرك ركود الأنشطة، وفي ما يلي نص الحوار: جائزة جدة لتكريم المعلم المتميز، هل يمكنها أن ترد للمعلم هيبته وسط المجتمع؟ تنفرد جائزة جدة للمعلم بميزة أنها تأتي من المجتمع إلى المعلم، حيث تعودنا دائما أن المدرسة أو الإدارة التعليمية أو الوزارة هي التي تكرم معلميها، ولكن هذه الجائزة اختلفت تماما؛ فمجتمع جدة وأعيانها وبمباركة وتشجيع من سمو محافظ جدة خرجت هذه الجائزة لتعزز دور المعلم، رغم أن هناك جائزة كبرى على مستوى الوزارة للمعلم المتميز ويشارك فيها المعلمون والمعلمات من جميع المناطق، وهي جائزة تأتي من المجتمع لتثمين دور المعلم وتبين أن أهالي جدة يكرمون معلمي أبنائهم، وهي موجهة لنحو 40 ألف معلم يتنافسون عليها، وجاءت توجيهات سمو محافظ جدة برفع قيمة الجائزة إلى ما يزيد على 200 ألف ريال، وبدأت حاليا عملية الترشيحات. المدارس المستأجرة إلى أين وصلت مسألة الاستغناء عن المباني المستأجرة، وهل ما زالت هناك صعوبات في ما يتعلق بالبناء؟ ربما لا يعلم الكثيرون أنه في جدة يحدث سنويا ما يقارب 33 إلى 34 مدرسة سنويا، التي تحتاج إلى مبانٍ فنضطر إلى المستأجرة لتغطية هذا الاحتياج المتزايد، لكن نسبة المباني المستأجرة لدينا تزيد على 40 في المئة، وهناك محاولات جادة من قبل وزارة التربية والتعليم؛ ممثلة في سمو الوزير، عقدت ورش عمل عدة واجتماعات لجان جميعها تبحث سبل التخلص من المباني المستأجرة، ولدينا الآن ما يقارب من 100 أرض قابلة للبناء وفي طور عمليات الشراء أو الحصول عليها من أمانة جدة التي زودتنا بأطلس يحدد أماكن الأراضي سواء في المخططات الخاصة أو أراضي المدن، ونحن نعلن عن رغبتنا في شراء الأراضي ثم يتقدم أصحاب الأراضي لتبدأ الإجراءات في نظام المشتريات والحصول على الأراضي مما يعطينا أمل التخلص من المباني المستأجرة، وأرجو أن يكون هناك انفراج في القريب، خاصة أننا سنتسلم هذا العام 16 مشروعا بها 30 مبنى مدرسيا وأيضا لدينا 72 مشروعا تحت التنفيذ وتم طرح 18 مشروعا عن طريق الإدارة وترسية 25 مشروعا عن طريق الوزارة وجار الآن شراء 27 قطعة أرض. إلى أي درجة كان تدخلكم لحسم أمر ارتفاع رسوم المدارس الأهلية؟ المدارس الأهلية شريك كبير جدا في التعليم، والوزارة تخطط لأن يشكل هذا القطاع 25 في المئة من حجم المدارس، إلا أن النسبة الآن لا تتجاوز 8 في المئة فقط، وفي ظل دعم صندوق تنمية الموارد البشرية، فإنه لا مجال أمام تلك المدارس لزيادة الرسوم، كما أن هناك آلية من الوزارة بألا يتم رفع الرسوم إلا من خلالها، وقريبا ستعلن هذه الآلية لتضع حدا لهذا الأمر، خاصة أن الأمر سيخضع لرفع الطلب لإدارة التعليم وهي التي تقر الزيادة أو ترفضها، على أن تكون الزيادة مقننة، أما الزيادات الافتراضية أو غير المبررة فنحن ضدها ونقف في صف أولياء الأمور، واكتشفنا أن بعض رسوم بعض المدارس عالية جدا وغير مبررة وتدخلت إدارة التربية والتعليم في حالات عديدة. ما برامجكم لتدريب وتطوير المعلم والمزايا والحوافز التي تقدم له، خاصة في ظل الحديث عن رخصة مزاولة المهنة للمعلم؟ يعلم الجميع بأن إدارات التعليم، بما فيها جدة، يشملها مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم ومن ضمن أو من أهم محاور هذا المشروع تطوير المعلم، وهناك تدريبات عالية جدا للمعلمين والمعلمات، والآن بدأنا تطبيق النموذج في 60 مدرسة تشمل أولا تدريب المعلمين على التقويم الذاتي وأيضا كيف نجعل من المعلم من هو مشرف مقيم أو المشرف أو المعلم الأول ومن يقوم بعملية التدريب داخل المدرسة، كما أن هناك تدريبا للمعلمين عن طريق إدارة التدريب التربوي وهناك مشاريع وبرامج تدريبية وتطويرية عديدة صباحية ومسائية، ولدينا أيضا برنامج الابتعاث الداخلي للمعلمين وبعض الدراسات الخارجية هذا من ناحية الحوافز والاهتمام بتدريب المعلمين وتطويرهم. أما الحوافز المادية، فأنا اعتبر ما يحصل عليه المعلم حوافز جيدة، وتميز المعلم عن بقية موظفي الدولة، فالمرتبات -ولله الحمد- مجزية وتسعى الوزارة جاهدة لأن تكون هناك رتب للمعلمين ويصبح لديهم رتب تتغير وترتقي بمستوى الأداء والخدمة التي يقدمها المعلم. وفي ما يتعلق برخص المعلمين فهي من الأشياء التي تدرس في الوزارة وبعض الجهات خارج الوزارة وليس العبرة بالرخصة ولكن العبرة أن يقدم المعلم نقاطا من التدريب والتطوير، التي يمكن من خلالها يحصل على الرخصة في وزارة التربية والتعليم. أما الحديث عن تقييم المعلم فهو يقيم حاليا عن طريق الموجه التربوي ومدير المدرسة، ولكن نتطلع أن يكون هناك تقييم ذاتي من قبل المعلم وهذا موجود في مشروع (تطوير) وأن يكون هناك تقييم من قبل الطلاب وأولياء الأمور للمعلم وإبداء رأيهم فيه. ما زالت الشكاوى مستمرة من كثرة المناهج الدراسية وعبء الكتب، هل لديكم تصور ولو خاص في الحد من معاناة الطلاب في هذا الأمر؟ طلبنا من المدارس دعوة أولياء الأمور لتوجيه أبنائهم خاصة في المرحلة الابتدائية بحسن اختيار الحقيبة المدرسية التي يجب ألا يزيد وزنها -حسبما أعلن من الوزارة- على 2 كيلوجرام، كما أن المقررات المدرسية الآن تقسم إلى قسمين لكل فصل دراسي مما يخفف وزنها، ولكن أعود إلى قضية المحتوى الدراسي فلا بد في عصر المعرفة والتقنية ألا يكون المنهج ضعيفا ولا يمنحنا المنافسة ولا يكون معيقا ولكنه يكون وسطا، والتأكيد على أهمية التدريب ثم التدريب ثم التدريب للمعلمين. الأنشطة الطلابية لماذا لم تعد الأنشطة الطلابية حاليا مثل السابق؟ من خلال مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم سيكون هناك ما يسمى أندية الحي وعندنا مخطط في جدة لعدد 14 ناديا للبنين ومثلها للبنات، نفذ منها الآن ستة أندية للبنين والبنات، تفتح أبوابها في الفترة المسائية لطلاب وسكان الحي بصفة عامة وكأنه نادٍ رياضي اجتماعي ثقافي للأبناء والآباء وفي مدارس البنات للطالبات والأمهات ونسعى أن تنتشر هذه الأندية، وهناك مشروع على مستوى الوزارة يستهدف عدد ألف نادٍ على مستوى المملكة، وكل سنة سيتم تشغيل عدد من هذه الأندية وتوضع فيها بعض البرامج والنشاطات غير المعتادة وتتحول إلى نادٍ رياضي وصحي واجتماعي، وأتصور أن هذه الأندية ستعيد حركة النشاط الطلابي. أما على مستوى النشاط المدرسي، فهناك اهتمام بها حاليا، حيث حصل تعليم جدة على المستوى الأول في المسرح على مستوى المملكة، ولدينا تحريك للنشاط الرياضي من خلال إقامة الدورات والمسابقات الرياضية على مستوى المدينة والمدارس والمكاتب الإشرافية وهذه منافسات تحرك النشاط الرياضي، وهناك نشاط الرسم فخرجنا به من أسوار المدرسة إلى الشارع، بما يعرف بال(مرسم الحر)، ولدينا برنامج (مدرستي مسؤوليتي) بدعم من الوزارة ومن القطاع الخاص وطبق الآن في 200 مدرسة بجدة، إذ بدأ في مدرستين ثم وصل إلى 200 مدرسة، وفلسفة المشروع تتمحور في كيفية محافظة الطالب على الممتلكات العامة وعلى نظافة المدرسة، بحيث تسلم المدرسة للطلاب في الصباح نظيفة ومن ثم تسلم في آخر النهار كما كانت نظيفة، ولم نواجه من الطلاب أو أولياء الأمور بأي اعتراض بل كانوا مساندين حتى أن الطلاب الذين شاركوا في هذا البرنامج تعززت لديهم قيمة المحافظة على الأشياء والترتيب وهذا فيه بعد تربوي كبير جدا ولا حدود له، وإن شاء الله نتوسع توسعا كبيرا في هذا المشروع وهذا يتلاءم وينسجم تماما مع الإستراتيجية التي تبناها وأطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في ما يتعلق ببناء الإنسان وتنمية المكان وهي من المشاريع التي تجد تبنيا ودعما من سمو أمير المنطقة وقد سعدت جدا عندما وجدت دعما من الطلاب وأولياء الأمور واتصالات تثني على هذا المشروع أيضا، أصبحت هناك مطالبة بهذا المشروع في كثير من المدارس. الحوارات الطلابية ما زالت مجالس الآباء ومجالس الطلاب قاصرة الدور حسب رؤية بعض أولياء الأمور، ما صحة ذلك؟ لا بد من كل مدرسة أن تفعل دور مجالس الآباء، وهناك مشاركة في مجالس مكاتب التربية من رؤساء مجالس الآباء في المدارس، ولا بد أن تكون لمجالس الآباء فاعلية وأن تخرج بآراء ومبادرات، لأن المستفيد الأول الطالب والمستفيد الثاني هو ولي الأمر لذلك أي اتصال من ولي أمر؛ أب أو أم، حول ملاحظات على المدارس لا بد من أخذها مأخذ الجد لأنه لا يمكن أن يتحامل أب على المدرسة، إنما يتحدث عن ملاحظات موجودة في الواقع، لذلك لا بد من الاستماع إليهم، وأعتقد أنه في ظل وجود ما يزيد على 600 ألف طالب وطالبة منخرطين في 2400 مدرسة، فإن العملية التي تحدث داخل المدارس ليست سهلة إن لم تكن هناك شراكة قوية من الآباء والأمهات فلا يمكن أن تقوم إدارة المدرسة أو إدارة التربية والتعليم بدورها، فمجالس الآباء يجب أن تكون فعالة ولها دور وألا تكون صورية. وفي ما يتعلق بمشاركة الطالب في صناعة القرار في مدرسته، وبالتالي أهمية تفعيل المجالس الطلابية فنحن بدأنا الاتجاه بأخذ رأي الطلاب في أشياء وأمور كثيرة فلدينا ملتقيات مع الطلاب هم يضعون أوراق العمل لهذه الملتقيات ويناقشون الموضوعات المدرجة عليها ويخرجون بتوصيات تؤخذ على مأخذ الجد هذا على مستوى الإدارة، وعلى مستوى مكاتب التربية والتعليم، وهناك مجالس طلابية في مكاتب التربية والتعليم موجودة بالفعل، وهناك بعض المدارس لديها تجارب جيدة في هذا الصدد، حتى إن الطلاب أنفسهم هم من يضعون الجدول الدراسي والبرامج وأطلقنا شعارا قبل عامين (صوت الطالب حق والاستماع إليه واجب) لأننا نعمل ونشيد أشياء كثيرة من أجل الطلاب، فلا بد أن نستمع لمن يقول، ونحن الآن نتعامل مع جيل لا يقبل التفكير نيابة عنه ولا بد أن يكون شريكا في الرأي للقرار، كما أن المعلم لابد أن ينمي مهارات وقدرات الطلاب مع التفكير والحوار، ولدينا حوارات طلابية يحاور الطلاب فيها بعضهم بعضا في حلقات حوارية. ولكن ألم تسعوا لأن يكون في كل مدرسة مجلس يشارك فيه الطلاب. لدينا مجالس حوارية في المدرسة الحلقة الأولى بين الطلاب أنفسهم فإذا لم يحاور الإنسان نفسه فلا يستطيع محاورة الآخرين بعد ذلك حوارات بين الطلاب والمعلمين تعقد من خلال اليوم الدراسي، ثم حوارات مع مدير المدرسة ثم حوارات مع المكاتب الفرعية للتربية والتعليم ثم يتم انتقاء طالب من كل مدرسة، والتقي مع هؤلاء الطلاب في حوار مفتوح وأخرج بأفكار، الحقيقة جدا رائعة ومدهشة وقلت لهم إنني استفدت من هذا اللقاء استفادة كبيرة جدا لم أتحصل عليها في كثير من الملتقيات الكبيرة والمتخصصة، وتحدثوا في هذا اللقاء عن المبنى المدرسي والمناهج والبيئة المدرسية والمعلم وعن موضوعات وقضايا جدا مهمة.
