لم تكن قصة المواطنة التي أنقذت حياة سائق تعرض لحادث على طريق خيبر - المدينةالمنورة الأخيرة، فقد جسد المواطن حمود الشاماني أروع قصص الإيثار والتضحية عندما استطاع إنقاذ حياة ثماني معلمات وسائقهن بعد تعرضهم لحادث سير الأربعاء الماضي على طريق المدينة - حائل. حيث كان المواطن الشاماني يسير فجر ذلك اليوم خلف (جمس المعلمات) اللاتي كن في طريقهن للتدريس بإحدى القرى النائية التابعة لمنطقة المدينةالمنورة، حين تفاجأ سائق الجمس بجمل يعترض مساره ويتسبب في انقلاب الجمس. وأضاف الشاماني ل«عكاظ»: عند السادسة والاربعين دقيقة من صباح يوم الاربعاء الماضي كنت مصطحبا زوجتي المعلمة لإيصالها الى مقر عملها في قرية فيضا المساعر الواقعة على طريق المدينة - حائل، لكنني فوجئت بحادث سيارة المعلمات، وكيف تناثرت أجسادهن على قارعة الطريق، وكانت الناجيات منهن في حالة من الهلع والخوف والإغماء. واضاف: وفي تلك الأثناء وصل لموقع الحادث مواطن آخر يدعى سمير الهذلي كان في طريقه لإيصال زوجته المعلمة نور القرشي لمقر عملها، حيث قمنا على الفور بالاتصال على الهلال الأحمر، وكنا حينها بين قلق الانتظار والخوف على المصابات اللاتي أنقذتهن عناية الله، ووجدنا حينها السائق يعاني من إصابات شديدة، لكننا قمنا أنا وزميلي الهذلي بنقل المعلمات بسيارتينا الخاصتين، لا سيما بعد تأخر جميع الجهات التي اتصلنا بها بما في ذلك الهلال الأحمر، الذي وصل بعد ساعة ونصف من الاتصال، لكي يسعف الحالات البسيطة، بينما الحالات الخطره قمت وزميلي قبل وصول الإسعاف بنقلها لأقرب موقع إسعاف، وكان على بعد عشرين كيلو متراً. وتساءل الشاماني عن تأخر الجهات المعنية للاستجابة في مثل هذه الحوادث، التي كادت أن تودي بحياة المعلمات وسائقهن لولا عناية الله ثم سرعة نقلنا لهم. وتابع: من المسؤول عن هذه الإبل السائبة التي دائما ما تعرض الجميع للخطر. ونوه الشاماني بجهود الشيخ مزيد الرشيدي الذي ساعد في إسعاف المصابين، وبدور كل من مدير مستشفى الحناكية ومديرة المدرسة التي تتبع لها المعلمات. وقال إن المعلمات اللاتي إصاباتهن خفيفة استطعن إنقاذ حياة السائق وذلك بإخراجه من السيارة بعد انقلابها. وتعجب الشاماني من قيام إحدى نقاط التفتيش باتهامه بنقل المعلمات، رغم أنه أخبرهم أنه منقذ وليس «كداد»، وأن من معه معلمات تعرضن لحادث، ولكن لم يقتنعوا وقاموا بإعطائي قسيمة، بينما ساعدتني إحدى دوريات أمن الطرق بصفة شخصية. يذكر أن المعلمات المصابات هن: هناء دوس وسمر حلواني «إصابتهما بالغة». زينب الرحيلي - إيمان الزايدي - مشاعل العوفي - ابتسام الردادي - هدى السهلي - زداد العوفي «إصاباتهن خفيفة». بينما أصيب السائق بدر الدوس إصابات بالغة وتعرض لكسر في اليد.