افتتحت نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز اللقاء العلمي الأول في المملكة العربية السعودية لبرنامج «غلوب البيئي» (GLOBE) يوم الإثنين الماضي حيث أوضحت أن الوزارة عكفت على تطبيق المرحلة الأولى من البرنامج بعقد دورات تدريبية وورش عمل. سررت لمعرفة أن عدد المدارس التي تقدم البرنامج في بلادنا، وفقا لموقع الوزارة، وصل إلى 1400 مدرسة نفذت 10 برامج تدريبية متقدمة وأن عدد الطلاب المشاركين بلغ 250000 طالب. عادت بي الذاكرة إلى قبل حوالي 10 سنوات حين أوصى مجلس الشورى بانضمام مدارسنا إلى هذا البرنامج العالمي الذي يهدف إلى تعميق الوعي البيئي عند الطلاب من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية وتدريبهم على الطرق العلمية الحديثة لدراسة البيئة. بدأ برنامج غلوب للبيئة في عام 1995م ووصل عدد المدارس المشاركة فيه حتى الآن أكثر من 24000 مدرسة من 112 دولة. وفكرة البرنامج هي إشراك الطلاب في إجراء القياسات الفعلية لعناصر البيئة التي تشمل الغلاف الجوي والماء والتربة والغطاء الحيوي من نبات وحيوان والنظم الطبيعية التي يسير كوكب الأرض وفقا لها. يقوم الطلبة بإجراء القياسات الميدانية والتعرف على المشاكل البيئية كما يشاركون في تصميم الحلول المناسبة. وهكذا يشعر الطالب أنه يمارس العلم بدلا من القراءة النظرية والتلقين السلبي فقط. وتعطي هذه المشاركة الفعلية الطالب حماسا بالغا وإحساسا كبيرا بالمتعة. تسجل النتائج التي يتحصل عليها الطلاب في الشبكة العنكبوتية، حيث تصبح متاحة على مستوى العالم، ويمكن للطلبة في أي مكان التواصل والمشاركة عبر الشبكة مع نظرائهم في أي دولة أخرى. يتيح البرنامج للطالب استعمال لغته حيث إن البرنامج يقدم باللغات الأساسية المستعملة في منظمة الأممالمتحدة ومنها بالطبع اللغة العربية، ومع ذلك يشجع البرنامج الطلبة على تحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة التواصل العالمية. ومن أهم ما يتيحه البرنامج الاستفادة من مخزون هائل من المعلومات متاح عبر مواقع أساسية على الشبكة العنكبوتية تحفظ فيها سجلات درجات الحرارة والمناخ في جميع مناطق العالم على مدى سنوات طويلة مما يتيح إجراء مقارنات عديدة بين فترات زمنية مختلفة أو مناطق مختلفة من العالم. ولا شك أن البرنامج ينمي معرفة الطالب بجغرافية الأرض بصورة كبيرة. كذلك هو ينمي قدرات الطالب في الرياضيات. كما أنه يحوي على جوانب متعلقة بالعلوم الاجتماعية لشعوب الأرض المختلفة. لاشك أن هناك متطلبات أساسية يتطلبها البرنامج وخاصة بعض الأجهزة العلمية والتجهيزات المخبرية ذات التكلفة المعقولة وتوفير استخدامات الشبكة العنكبوتية، كما يتطلب تدريب المعلمين والمنسقين. في مقابل ذلك سوف يشكل البرنامج نقلة نوعية في التدريس العملي للعلوم وتنمية قدرات البحث العلمي والتعامل مع وسائل التقنية الحديثة عند الطلاب وكذلك تطوير مهارات التعليم بحل المشكلات لدى المعلمين عوضا عن النقل والتلقين. هناك أسئلة كثيرة عن البيئة تحتاج إلى إجابة، مثلا ما مقدار ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد؟ ما مستوى الانبعاث الذي تستطيع الأرض تحمله وما هي طرق خفضه. ما مدى الازدياد المتوقع للجفاف والأعاصير المدمرة وكيف يمكن التنبؤ بها والتقليل من أضرارها؟ ما تأثير التغيرات المناخية على كوكب الأرض وعلى حياة الإنسان؟ ما أثر هذه التغيرات والتلوث على التنوع الأحيائي في الأرض؟ ما هي المخلوقات المهددة بالانقراض وكيف يمكن حمايتها؟ ما هي طرق التعامل مع الملوثات المختلفة؟ ما دور الأفراد والدول في الحد من التلوث؟ هذه الأسئلة المصيرية وغيرها تتطلب، أكثر وأكثر، إدراكا واعيا ومشاركة جماعية عالمية للتعامل معها. كل هذه المسائل تشكل معضلات كبيرة تتطلب جهودا ضخمة من قبل كل حكومات الأرض وتحكمها اتفاقيات صعبة ما زالت في طور المفاوضات بين الدول، وليس من المتوقع طبعا أن يدخل الطلبة في إيجاد حلول لهذه المسائل الشائكة، وإنما المطلوب هو توعيتهم بحجم المشاكل البيئية التي تنتظر الأجيال المقبلة ودورهم المستقبلي في حلها. بلادنا ولله الحمد مترامية الأطراف وتزخر بأنواع البيئات المختلفة من صحراء وجبال وسهول وغابات ومراع إلى سواحل وبحار غنية بالمخلوقات المختلفة. وكل واحدة من هؤلاء تشكل بيئة فريدة تستحق الدراسة والفهم المتعمق. نأمل أن تنجح مدارسنا وأبناؤنا في المشاركة الفاعلة في برنامج «غلوب» العالمي والاستفادة المثلى منه وأن ينعكس هذا البرنامج على إنشاء أجيال أكثر وعيا بالمشاكل البيئية وأفضل قدرة على المساهمة في تقدم البحث العلمي الهادف إلى المحافظة على بيئة بلادنا ومواردها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة