قال علماء ومشايخ إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي هنأ بها أصحاب السمو الملكي الأمراء مقرن بن عبدالعزيز، سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وفيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة أدائهم القسم أمامه يوم أمس الأول، حوت العديد من المضامين التي تدلل على مدى عنايته - يحفظه الله - بكل ما من شأنه خدمة الدين والوطن والشعب،حيث قال: «وخدمة الدين والوطن عز لكم وشرف لكم وشرف لدولتكم». كما أكد الملك المفدى أن قيم العدل والإنصاف فوق كافة الاعتبارات، وذلك حينما قال: «العدل والحق حتى لو كان على أبنائكم وإخوانكم». وأضافوا أن مبدأ الحرص على رضا الناس يتجسد في كلماته وأفعاله - يحفظه الله - حيث ربط ذلك بإقامة العدل والإنصاف والحق، حيث قال في كلمته لأصحاب السمو الملكي الأمراء: «نبارك لهم ونحرصهم وهم لا يحتاجون إلى تحريص لخدمة الدين والوطن والشعب، والشعب تراهم أهم شيء عندنا، شعبكم خلوه راض عنكم بالعدل والإنصاف والحق، يعني لو كان على ابنك أو أخيك، لذا أول شيء الشرع، ورضا الناس صعب، لكن الحق هو الحق والعدل، وخدمة الدين والوطن عز لكم وشرف لكم وشرف لدولتكم». توجيهات سديدة إلى ذلك أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمراء مقرن بن عبدالعزيز وسعود بن نايف وفيصل بن سلمان بخدمة الشعب بالحق والإنصاف والعدل بعد أدائهم القسم البارحة الأولى، سديدة، وقال: لاشك أن مبادئ ولاة أمرنا ثابتة منذ تأسيس هذه الدولة المباركة وتأكيدهم على العمل بالعدل والإنصاف والحق، والقيام بحقوق الشعب. ليس مستغربا من جانبه، قال عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع إن توجيه خادم الحرمين الشريفين لم يكن جديدا ولا مستغربا، حيث إنه -حفظه الله- دائما ما يحرص المسؤولين على جعل مراقبة الله تعالى في أولى أولوياتهم وخدمة مصالح الشعب والعمل بصدق وإخلاص وتفان، ودائما ما نرى ونشاهده -حفظه الله- يوصي المسؤولين بأن كل ما أوكل إليهم من أمانة في ذمتهم وأنه سيحاسبهم عليها، مستشعرا هموم الشعب وحريصا على راحتهم. وأضاف، خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- حريص على مصالح أبناء شعبه وهذا ما يظهر في كل توجيهاته للمسؤولين، حيث يحملهم الأمانة ويطالبهم بأدائها على الوجه الأكمل وتنفيذها بكل تجرد ومراقبة الله جلت قدرته، ونحن نسأل الله أن يعينهم على تنفيذها ويوفقهم لما فيه الخير، ودائما ما يحث الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجميع على الصدق واتباع هذا المنهج ويبني توجيهاته على هذا الأساس، كما أنه حث شعبه في وقت سابق على الصراحة والصدق في جميع ما يتعلق بأمور الحياة، إذ أن الصدق منجاة وله أثره في أن يكون الإنسان واضحا مؤمنا حقيقة، واضح المظهر والباطن، لافتا إلى أن هذه نصيحة محب وناصح ونصيحة ولي أمر للمسلمين لها في الواقع قيمتها واعتبارها وتقديرها. الأسس العظيمة وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد ليس غريبا هذا التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين، بل هو استمرار لسياسته -أيده الله- القائمة على تحقيق العدل والإنصاف بين الجميع دون تفرقة، وهذا التوجيه ترجمة فعلية للأسس العظيمة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة من تحكيم الكتاب والسنة والعدل بين الجميع، ورد كل المنازعات إلى الشرع الشريف وخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- سائر على هذا النهج الراشد في حثه للمسؤولين على خدمة الوطن والمواطن، وإعطاء كل ذي حق حقه. وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تدلل على مدى عنايته بشعبه، وكل ما من شأنه الإسهام قدما في خدمة المواطن والنهوض بمشاريع الوطن، مبينا أنه -يحفظه الله- الأب الحنون على أبنائه المواطنين، إذ أن حديثه عن المواطن وخدمته كان واضحا من خلال كلمته التي ألقاها أمام أصحاب السمو الملكي الأمراء، مضيفا أنه ليس بمستغرب على خادم الحرمين حرصه الشديد على أبنائه المواطنين من خلال قوله: «الشعب تراهم أهم شيء عندنا، خلوه راض عنكم بالعدل والإنصاف»، حيث تحقق هذه الجملة معنى العناية بالرعية. وقال الدكتور حسن بن محمد سفر أستاذ نظم الحكم والقضاء والسياسة الشرعية في جامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجمع الفقه الإسلامي بمنظمة التعاون الإسلامي، إن منهجية الحكم والإدارة التي تسير عليها الدولة، قائمة على تعظيم المسؤولية والمحاسبة، ولهذا جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين لأصحاب السمو الملكي الأمراء الذين أدوا القسم أمامه أمس الأول نبراسا وضاء نحو تحقيق العدالة والاهتمام بشؤون وأمور المواطنين وقضاء حوائجهم وفق المنظومة العدلية التي تقوم أصولها على أحكام الشريعة الإسلامية، مضيفا أن في هذا التوجيه إبراء لذمة الملك وتعليقه في ذمم المسؤولين وأعناقهم، وهي تجسيد لمفاهيم الحكم العادل في جميع شؤون الدولة ومؤسساتها، وتتفق وروح الشريعة ومقاصدها التي أشار إليها فقهاء السياسة الشرعية، وهي من أسس أنظمة الحكم الإسلامي التي أبانت الحقوق والواجبات بين الراعي والرعية. توجيهات سديدة أما مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا فقال: غير مستغرب على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مثل هذه التوجيهات السديدة والهادفة بالحرص على قضايا المواطنين والعمل على خدمة الشعب بكل إخلاص وحق وعدل، مضيفا أن هذه الدولة قامت على منطلق رئيس وهو تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى وهي مصدر فخرنا واعتزازنا. كلمات فياضة من جهته، استدعى عضو مجلس الشورى القاضي الدكتور ناصر بن زيد بن داوود توجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لأصحاب السمو الملكي الأمراء حين قال لهم: «نبارك لهم ونحرصهم، وهم لا يحتاجون إلى تحريص لخدمة الدين والوطن والشعب، والشعب تراهم أهم شيء عندنا، شعبكم خلوه راض عنكم بالعدل والإنصاف والحق، يعني لو كان على ابنك أو أخيك، لذا أول شيء الشرع، ورضا الناس صعب، لكن الحق هو الحق والعدل، وخدمة الدين والوطن عز لكم وشرف لكم وشرف لدولتكم، والله يوفقكم إن شاء الله». وأكد ابن داوود أن الوصية باتباع أحكام الشرع الحنيف موروث ملكي كريم تلقاه خادم الحرمين الشريفين عن والده المؤسس الملك عبدالعزيز غفر الله له، وعن إخوانه الذين سبقوه على حكم المملكة العربية السعودية، وقد زاد -حفظه الله- في وصيته الكريمة بالتأكيد على حقوق المواطنين، وعلى أهمية هذا الأمر لدى الأسرة الحاكمة. وقال الشيخ محمد حسن آل الشيخ عضو هيئة كبار العلماء إن الملك هو إمام المسلمين وقد ولي أمرهم فهو يولي عنايته وحرصه على مواطنيه ويوجههم إلى ما فيه الخير لمواطنيه وصلاح العباد والبلاد. وقال مساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور يوسف الوابل: منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وهو يؤكد على قضية العدل وقضاء حوائج المواطنين وبث روح التعاون بين المسؤول والمواطن ودائما ما يؤكد -يحفظه الله- على قضية خدمة الوطن والمواطن. ووصف كبير مؤذني المسجد الحرام الشيخ على ملا ما قاله خادم الحرمين الشريفين في كل مناسبة من التأكيد على الوزراء والأمراء والمسؤولين، بأنه ليس بمستغرب من هذا الملك الصالح الذي جعل مصلحة المواطن وقضاء حاجته همه الأول فهو لا يجتمع بمسؤول من المسؤولين إلا ويحثه على الاهتمام بالمواطنين وقضاء حوائجهم والعدل والإنصاف بينهم، فتوجيهه -يحفظه الله- للأمراء الذين تم تعيينهم دليل على سير هذا الملك الصالح على هذا النهج الذي عرف عنه.