أخيرا تخلصت جدة من البحيرة التي سميت مجازا ب «بحيرة المسك»، ولطالما مثلت هاجسا لسكان عروس البحر الأحمر. وكانت فاجعة سيول جدة بمثابة المحرك لتغييرات جذرية منها تجفيف هذه البحيرة الواقعة شرق جدة، التي هي عبارة عن بحيرة صناعية نتيجة تجميع مياه الصرف الصحي منذ حوالي 25 سنة. ويذكر في هذا الصدد أن أمانة جدة كانت الجهة المسؤولة عن صيانة البحيرة والسد الترابي، حتى تم تكليف شركة المياه الوطنية التي باشرت على الفور أعمالها لتجفيف هذه البحيرة نهائيا، ودراسة التأثيرات البيئية لها والطرق المثلى للتخلص منها ومعالجتها. وعندما تسلمت شركة المياه البحيرة كان منسوب المياه فيها حوالي 8 أمتار، وتم تجفيف البحيرة من خلال تشغيل محطة المعالجة القائمة بجوار البحيرة وقامت بكامل طاقتها الاستيعابية، بضخ كميات من ماء البحر إلى بحيرات التبخير ومحطة لمعالجة القائمة بجوارها، كما تم توصيل الخط الناقل (600مم) من البحيرة إلى محطة المعالجة بالمطار، وأصبح الموقع جاهزا لأي استخدام في المستقبل، أما فيما يتعلق بالسد الترابي فلا يزال موضوعه معلقا إلى إشعار آخر. تهاني صالح الجريسي