أصبح التلوث مهددا لبقاء الجنس البشري وتكاثره على الأرض، بعدما نبه العلماء إلى وجود مواد ملوثة تضعف خصوبة الرجال إلى جانب الأوزون، كثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون والمادة الجسيمية الدقيقة التي تؤثر بصورة سيئة في عمليات إنتاج الحيوانات المنوية. وأطلق خبراء البيئة والأطباء تحذيرا من تعرض الشباب والرجال لأي شكل من أشكال التلوث البيئي بعد أن كشفت دراسات عالمية أن التعرض للتلوث يهدد خصوبة الرجال ويضعف من مستوى الحيوانات المنوية . ونبهت الدراسة إلى وجود علاقة عكسية بين مستويات الأوزون المحيطة وكثافة الحيوانات المنوية في جميع مراحل تطورها، حيث بقيت هذه العلاقة صحيحة بعد ضبط عوامل السن وفصول السنة ودرجة حرارة الجو ما يدل على أن النطف شديدة الحساسية للسموم البيئية خلال عملية تصنيعها وإنتاجها. وأكدت دراسة مماثلة وجود نوعية متغيرة من الحيوانات المنوية عند الشباب الذين تعرضوا لمستويات تلوث جوي عالية، مقارنة مع من عاشوا في بيئة اقل تلوثا. وبينت الإحصاءات وجود انخفاض كبير في تعداد الحيوانات المنوية عند الرجال في بعض البلدان الصناعية، وأثبتت أن سوء نوعية النطف يرتبط بالمناطق الجغرافية ومقدار التلوث فيها. ورأى الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن حمزة كماس، أن التلوث بشكل عام يمهد لإصابة الإنسان بكثير من الأمراض تصل إلى حد العقم والسرطان، مبينا أن جميع الدراسات البيئية أكدت خطورة الغازات الناتجة عن التلوث. وأضاف «هناك دراسات عالمية كشفت خطورة تلوث الهواء على ضعف الحيوانات المنوية ومنها دراسة قام بها علماء جامعة ولاية ميتشجان الأمريكية أكدت أن تلوث الهواء الذي نستنشقه بالمنجنيز يسبب نقصا شديدا في الحيوانات المنوية للرجل ويضعفها للغاية، حيث يؤكد الدكتور جيول ويرث وزملاؤه الباحثون في هذه الدراسة أن تعرض الإنسان بشكل مباشر للتلوث بالمنجيز من خلال الهواء والغبار المحمل بهذا العنصر يصيب قدرات الرجل في الخصوبة والإنجاب وظهور العقم بشكل كبير. ودعا إلى ضرورة تجنب مصادر التلوث مهما كانت درجتها، خصوصا في الأماكن التي تشهد حركة كبيرة للشاحنات التي تستخدم الديزل. أما استشاري علاج الضعف الجنسي والمسالك البولية في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور رضا متبولي فيرى أن انعكاسات التلوث لا تقتصر على بيئة المدن، بل تؤثر في المقام الأول على صحة البشر بشكل عام، وهناك أضرار خطيرة تنتج عن غازات التلوث وتؤثر بشكل عام على خصوبة الرجال والصحة الإنجابية، لا سيما أن دراسة طبية أجريت في جامعة كاليفورنيا الجنوبية أظهرت أن تعرض الرجال لمستويات عالية من غاز الأوزون يؤثر بصورة سلبية على خصوبتهم من خلال تأثيره على نوعية الحيوانات المنوية وأعدادها وقدرتها على الحركة، لافتين إلى أن هذا الانخفاض في تعداد الحيوانات المنوية، لا يسبب اختلافا كبيرا عند الرجال الشباب شديدي الخصوبة الذين يصل عدد الحيوانات المنوية لديهم إلى أكثر من 90 مليونا لكل سنتيمتر مكعب، ولكنه مهم عند الرجال الأقل خصوبة، حيث يعتبر عدد المنويات لأقل من 20 مليونا عددا منخفضا، ولأقل من 10 ملايين مقلقا، مشددا على ضرورة الابتعاد عن مصادر التلوث لأنه يمثل خير وقاية من التعرض للغازات السامة أو كل ما يهدد صحة أبداننا».